صحة

تراجع الإجراءات الاحترازية ضد فيروس “كورونا “في اليمن

المصدر

تراجع الإجراءات الاحترازية ضد فيروس “كورونا “في الأسواق

خطر انتشار الفيروس ما يزال قائما

المجلة الطبية_ جوري حمزة|

تتعرض الاربعينية نادية العديني للسخرية من قبل جيرانها ومعارفها بسبب إصرارها على ارتداء الكمامة كلما خرجت إلى الشارع، وحرصها الدائم على استخدام المعقم عن طريق علبة صغيرة تحتفظ بها في حقيبتها اليدوية.

“استغرب من تخلي الكثير من الناس عن الاجراءات الوقائية لمحاربة انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 رغم أن لا جهة حكومية أو غير حكومية قد أعلنت عن انتهاء الجائحة محليا وعالميا” حسب قول العديني، لـ المجلة الطبية

نادية، ربة منزل، لكنها حريصة على لبس الكمامة والتعقيم المستمر، تشعر بالقلق على زوجها وابنها لعدم التزامهم بإجراءات الوقاية، “حسب قولها “اعمل ما بوسعي للحفاظ على سلامة المنزل والأسرة من خلال القيام بالتعقيم والتطهير المستمر”.

ارتفعت وتيرة القلق لدى المواطنة نادية بعد أن اختفت المظاهر التي فرضها انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 من أمام معظم المحلات والأسواق التجارية في مدينتي صنعاء وعدن، مثل وضع علب المعقمات على أبواب المتاجر الصغيرة، وتخصيص موظفين يحملون” دبات” التعقيم على مداخل المولات والأسواق لتعقيم الأيدي، بالإضافة إلى خدمة قياس درجة الحرارة التي كانت تقدمها بعض المراكز التجارية.

علب فارغة

تبدو علبة التعقيم المعلقة بجوار جهاز الصراف الآلي لمحل الكريمي للصرافة بشارع المطار شمال العاصمة صنعاء خالية من المادة المعقمة، يقول المواطن مبارك الجمالي، 32 عاما، الذي يسكن بالجوار “ان العلبة خالية من المعقم منذ أكثر من شهرين تقريبا.”

إقرأ أيضاً.. “الاجراءات”.. بند المستشفيات للإحتيال على المرضى

وأضاف في حديثه لـ المجلة الطبية ” لم يعد أحد يتذكر كورونا رغم حجم الضحايا الذين سقطوا بالفيروس في وقت قصير”.

وفي هذا السياق أكد رجل الأمن الخاص بمحل الصرافة أن إدارة المحل توقفت عن تعبئة علبة التعقيم من بعد عيد الأضحى الماضي بفترة وصفها بـ “القصيرة”.

وقال رجل الأمن الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب متعلقة بوظيفته مخاطبا معدة التقرير “أنت أول مواطن يسأل عن المعقم منذ أن تم تجاهلها”.

لقد كلفته إدارة محل الصرافة، سابقا، بتعقيم أيدي الزبائن وزودته بعلبة معقم، لكن، بحسب قوله، كان الكثير من المواطنين يرفضون تعقيم أيديهم قبل الدخول ما تسبب في بعض المشاجرات، وهذا ما دفع إدارة المحل لإلغاء هذا الاجراء.

وكانت إدارة المحل قد فرضت أيضا إجراء للتباعد الجسدي للعملاء أثناء استلام الحوالات المالية أو إرسالها، وحددت المسافات وأماكن الوقوف، لكن احدا من المواطنين لم يعد ملتزما بها، حد تعبير رجل الأمن.

الحياة اليومية في احدى الشوارع اليمنية

الاستهتار خطأ سيدفع المواطن ثمنه

تستغرب الباحثة الاجتماعية سالي الحالمي 27 عاما، من قدرة الناس على نسيان حجم ضحايا فيروس كورونا المستجد بهذه السرعة وتجاهل إجراءات الوقاية منه.

وتقول لـ المجلة الطبية ” يحتاج الأهالي هنا إلى توعية مستمرة بمخاطر كورونا وعدد ضحاياه خلال الفترة الماضية لكي يحرصوا على الالتزام بالإجراءات الوقائية “.

إقرأ أيضاً.. 5 ملايين يمني يعانون من اضطرابات نفسية

وتضيف “لا أحد يستطيع إجبار المواطن على تنفيذ الإجراءات، لكن تذكيره المستمر بمن فقدتهم مدينة عدن جنوب اليمن، بهذا الفيروس المعدي سيمثل حافزا هاما لهم حتى نصل الى أن المواطن يتحمل مسؤولية نفسه” ، مستدركة ” الاستهتار بالإجراءات الوقائية خطأ يرتكبه المواطن وهو وحده من سيدفع الثمن”.

الخطر قائم والإصابات مستمرة

حذر الاخصائي في أمراض الصدر الدكتور فضل الشعبي من الاستهتار بالإجراءات الوقائية للحماية من أضرار كورونا، وقال “التعامل مع كورونا كما لو أنه ماضي مؤشر خطر مادام المستشفيات ماتزال تستقبل مصابين جدد مهما كانت الاعداد قليلة”..

وفي هذا السياق أعلنت الجنة الوطنية العلياء لمواجهة وباء كورونا التابعة لحكومة عدن في حسابها على تويتر يوم 13 اكتوبر/ تشرين الأول، الجاري عن تسجيل إصابة في محافظة حضرموت شرق البلاد بينما لم تسجل أي حالة وفاة أو شفاء ليصبح بذلك إجمالي الحالات المؤكدة في المحافظات التي تسيطر عليها حكومة عدن (2053) منها (596) وفاة و(1329) تعافي.

أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب

يأتي ذلك في ظل امتناع اللجنة الوزارية العلياء لمكافحة الأوبئة في صنعاء عن ذكر أي إحصائيات بعدد الاصابات أو الوفيات منذ انتشار الفيروس.

سوق الملح.. صنعاء القديمة

وكانت منظمة الصحة العالمية قد نشرت في موقعها على الانترنت مجموعة توصيات من أجل الحد من التعرض لفيروس كورونا منها تنظيف اليدين باستمرار بمطهر كحولي أو غسلهما جيداً بالماء والصابون، وتجنب الاقتراب من الأشخاص المصابين بالحمى والسعال.

بالإضافة إلى ضرورة تغطية الفم والأنف بالمرفق المثني أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس، والتخلص من المنديل بعد ذلك فوراً وغسل اليدين.

كما أوصت الأهالي عند زيارة الأسواق بارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد الجسدي وتجنب اللمس المباشر للحيوانات الحية والأسطح، وعدم تناول المنتجات الحيوانية النيئة أو غير المطهوة جيداً.

بينما نصحت المصابين بالحمى والسعال وصعوبة التنفس، طلب العناية الطبية مبكراً.

وفي هذه الجزية أفاد الشعيبي في حديثه لـ المجلة الطبية أن الالتزام بهذه السلوكيات تجنب المواطنين الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد19 والكثير من الأمراض المعدية.

  • اخترنا لك:

  • مأرب.. مصابو كورونا يموتون على أبواب المستشفيات

  • تحصين أكثر من مليون طفل يمني ضد شلل الاطفال

  • الضغوط النفسية.. الأسباب وطرق المواجهة

عن مصدر الخبر

المصدر

الصحة

Ads Here