تقارير

النساء بين فكّي كماشة

المصدر

غالباً ما تتراجع وظائف النساء عندما ترتفع واجبات تقديم الرعاية، ويُصبحن أكثر عرضة أيضاً لفقدان الوظائف أثناء الانكماش الاقتصادي. من هنا نستطيع أن نعرف كمية الضرر التي ألحقها «كوفيد-19» بالنساء، على الجبهتين.

ومنذ بداية الإغلاق الوطني في الولايات المتحدة، عمل مركز «كليو» على استطلاع آراء الآباء العاملين لفهم المشاكل الفريدة التي تسببت بها الجائحة الصحية لهم، وكيف يتعاملون مع هذه المشاكل، وكيف تتغير علاقتهم بالعمل نتيجة لذلك. في إبريل/ نيسان، واجه الآباء أزمة رعاية الأطفال، وبدأوا يبحثون عن استراتيجيات لمزيد من الدعم. وفي يونيو/ حزيران، أصبحت تلك الأزمة أكثر وضوحاً، وشاهدنا المزيد من الآباء يغادرون القوى العاملة.

وبعد مرور ثمانية أشهر على النمط الصحي والحياتي «الكوفيدي»، والتعلم عن بعد الذي يعيشه العديد من الآباء، بدأنا نرى الآباء العاملين وأصحاب العمل يتكيفون مع الوضع الطبيعي الجديد. ومع ذلك، فإن التكيف مع الأمور اليومية له مفاضلات حقيقية. ولم يكن الضغط لتحقيق التوازن بين العمل والأسرة أقوى من أي وقت مضى، وتتحمل النساء العبء الأكبر منه.

ويؤدي الإجهاد ومتطلبات تقديم الرعاية بدوام كامل غالباً إلى خسائر كبيرة في إنتاجية الأمهات العاملات. ومن دون تدخل سريع على مستوى الحكومة، أو صاحب العمل، ستفقد الأمهات العاملات سنوات من التقدم نحو تطبيق التمثيل المتساوي للمرأة في القوى العاملة، والمجتمع.

وبحسب الاستطلاع، يتولى أكثر من 50% من النساء مسؤوليات تقديم الرعاية والتعليم، ولا تزال 34% من الأسر العاملة من دون تغطية لرعاية الأطفال. وأفاد استطلاع آخر أجرته شركة «فليكس جوبز» مؤخراً بأن 80% من الأمهات العاملات قلن إنهن أخذن زمام المبادرة في التعلم عن بعد، مقابل 31% من الآباء العاملين، وإن 40% من الآباء العاملين تركوا ساعات عملهم، أو خفضوها، منذ بدء الوباء.

وفي الواقع، ومع استمرار الوباء وضرورة التكيف مع الواقع الجديد، حقق الآباء العاملون توازناً غير مستدام. وهم يستمرون في النضال، ولكن الجزء الأكبر من هذا النضال على حساب المرأة. وبالرغم من التحديات المتصورة لدعم الأسر العاملة، إذا أراد أصحاب العمل جذب الأسر العاملة، والاحتفاظ بها وإشراكها، فهناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن أن تدعمها الآن، وحتى عودة عالمنا إلى وضعه الطبيعي، بما في ذلك جداول مرنة، وخيارات العمل عن بعد، والدعم المالي لرعاية الأطفال وخدمات دعم التعليم، إضافة لتقديم مزايا الأسرة العاملة من الأبوين.

ومن دون جداول وحصص مدرسية عادية، يمكن الاعتماد عليها، ونقص خيارات رعاية الأطفال الميسورة التكلفة، قد تكون المرأة محترقة بين نارين (العمل والرعاية) فهل تستطيع الصمود؟

فوربس

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here