تقارير

الميليشيات اليمينية.. إرهابيون محليون

المصدر

زولتان غروسمان *

دعوة الرئيس ترامب لحركة «الفتيان الفخورين» وغيرهم من الميليشيات اليمينية المتطرفة المسلحة ل«الاستعداد» سلطت الضوء أخيراً على التهديد الحقيقي بالتخويف الجسدي حول الانتخابات، لتضاف إلى تهديدات الهجمات الإلكترونية وانتهاكات النظام القانوني. كما أن دعوته لحمل السلاح هي تذكير أيضاً بسبب تسمية الإرهابيين المحليين من اليمين المتطرف «الحرس غير القانوني» ما يقلل من التهديد وذلك لعدة أسباب.

يمكن تعريف الحارس غير القانوني بأنه «عضو في لجنة تطوعية منظمة لقمع الجريمة ومعاقبة مرتكبيها بإيجاز (كما هو الحال عندما يُنظر إلى الإجراءات القانونية على أنها غير كافية)»، أو على نطاق أوسع «هو شخص نصّب نفسه قاضياً لتحقيق العدالة». هذا التعريف بالذات لا يغطي التهديد أو استخدام العنف الذي لا يدعم «العدالة» ضد «الجريمة»، لكنه في الواقع يستهدف الناس على أساس كيفية ولادتهم أو ما يعتقدون.

ويستحضر مفهوم الحراسة غير القانونية استجابة مجتمعية عفوية لإخفاقات تطبيق القانون، أو «تطبيق العدالة باليد». لكن الميليشيات أو الجماعات شبه العسكرية اليمينية المتطرفة في السنوات الأخيرة عملت بشكل أكبر كأجنحة مسلحة للحركات الاجتماعية الفاشية، وغالباً ما تمتلك أسلحة متطورة وتدريباً ودعاية عبر الإنترنت.

إن الحراسة غير القانونية أيضاً لها وجوه مختلفة. وقد شملت تاريخياً حشوداً من الغوغاء البيض الذين أعدموا أفارقة أمريكيين. وتتمتع الحراسة غير القانونية بدعم إيجابي قوي في الثقافة الشعبية في هوليوود، وتركز على «الأبطال» الذين يقررون أن قانونهم الأخلاقي الشخصي أقوى من البيروقراطيات الحكومية التي تتغاضى عن ارتكاب المخالفة المرتكبة عن علم أو قصد أو تشجعها. إن تطبيق تلك الصورة الرومانسية على الجماعات الفاشية المسلحة هو تقديم خدمة لهم، بما يتناسب مع صورتهم الذاتية كمدافعين عن الحق من الغرباء والساسة الذين لا يفعلون شيئاً. فعلى سبيل المثال، قدمت الوثائق الداخلية لوزارة الأمن الداخلي ادعاءً شائناً بأن القاتل كايل ريتنهاوس كان في كينوشا فقط من أجل «المساعدة في الدفاع عن أصحاب الأعمال الصغيرة».

لكن بيان ترامب يسلط الضوء على المشكلة الرئيسية المتمثلة في انتقاد الجماعات اليمينية المتطرفة المسلحة ووصفها بأنها أهلية «تعمل خارج القانون». وبالتحديد، ينهار هذا النقد عندما يتلقى هؤلاء مباركة من السلطات، التي تتواطأ بنشاط مع الجماعات شبه العسكرية اليمينية المتطرفة المسلحة، أو مع البيت الأبيض نفسه.

إن الجماعات شبه العسكرية اليمينية المتطرفة تمثل أحد التهديدات الرئيسية للانتخابات المقبلة، لا سيما عندما تقلل الشرطة منها أو تتواطأ معها.

وبتظاهرهم بأنهم «مراقبو الاقتراع»، فإن النشطاء المسلحين يمكن أن يخيفوا الناخبين في بعض المجتمعات من خلال وجودهم فقط وقد تكون قوافل ترامب الأخيرة في بعض المدن بمثابة بروفة لمثل هذه العملية.

ومهما كانت سيناريوهات الانتخابات، فلا ينبغي أن يُنظر إلى الجماعات شبه العسكرية اليمينية المتطرفة على أنها مجرد «حراس غير قانونيين» يأخذون القانون بأيديهم. إنهم يذكرونني أكثر بالأندية القومية المتطرفة التي تدربت في الغابة وتحولت إلى ميليشيات مسلحة قبل الحروب الأهلية في البوسنة وأوكرانيا. وقد تفاجأ الناس العاديون في تلك البلدان عندما ظهرت الجماعات للاستفادة من الأزمة، وبدأت في استهداف المدنيين، ولكن بحلول ذلك الوقت كان الأوان قد فات.

والمصطلح الأنسب لهذه الجماعات هو نفس المصطلح الذي يحبون تطبيقه على أعدائهم: الإرهابيون المحليون.

وفي الانتخابات المقبلة، نحتاج إلى أن نكون يقظين ليس كثيراً ضد «الحراس» غير المنظمين، ولكن ضد الإرهابيين المحليين المنظمين الذين يمكنهم ترهيب الناخبين قبل أو في أو بعد يوم الانتخابات. والتصويت عن طريق البريد ليس فقط حماية جيدة ضد فيروس كورونا، ولكن ضد فيروس العنف الفاشي.

* أستاذ الجغرافيا والدراسات الأصلية في كلية إيفرغرين ستيت في أولمبيا (واشنطن). (كاونتر بانش)

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here