أرشيف

«العييري» يعترف: أعمالي مرفوضة والقراء لم يفهموا مغزاها

المصدر

مشيرا إلى أنه اتخذ البيئة معيارا لكتابة الرواية، وابتعد عن العقل والعاطفة، ورفض تصنيف البعض لكتاباته على أنها فنتازيا أو خيال علمي، مؤكدا أنها تدخل في نطاق التنبؤات وليس الخيال العلمي، واعترف بأن كل كتبه مرفوضة، لأن القراء، غالبا، لم يفهموا المغزى منها.
العقل والعاطفة
حدثنا عن رؤية رواية «ميلاد البشرية».
– الرواية تتناول مرضي مستقبل البشر، وهما «عسر الفكر» و«التشعع» الناتج عن كثرة التعرض لأشعة الأجهزة الإلكترونية، واسمها، «ميلاد البشرية»، يعني أن عقل الإنسان وعاطفته سيضمران، بسبب سيطرة التقنية المعلوماتية على حياته، وتحاول «ميلاد البشرية» تسجيل ولادة جديدة لعقل وعاطفة الإنسان، لكن علاج «عسر الفكر» صعب، فأسلوب الفكر القديم وتخطيط الإنسان للغد لن يعود كما كان، لأن الإنسان مسحوق أمام الآلة.
معيار البيئة
من أين استلهمت فكرة الرواية؟ وما المعيار الذي سرت عليه؟
– عندما جاءتني فكرة الكتاب، أردت أن يكون نابعا من أمنياتي وتخيلي، لكني أيقنت أنه يجب أن أحدد معيارا للكتابة، فتوقفت عن العمل في الرواية حوالي عام كامل للبحث عن هذا المعيار، وقرأت حينها مقالا بعنوان «دور العالم الأيديولوجي في تفكيك إمبراطورية السوفييت»، يتناول أسباب سقوط الاتحاد السوفييتي، وتوصل المؤلف إلى أن الأيديولوجيا هي السبب في هذا السقوط، رغم أن البيئة كانت ترفضه، ووجدت أن أفضل طريقة أكتب بها روايتي هي أن أقلب هذا الاستنتاج للحصول على معيار خاص بي، فمن «البيئة» يكون هذا المعيار، أما التمني والخيال، فأدركت أنهما لن يصلحا لهذا الأمر، ولكن يجب الأخذ من البيئة، وإذا أردت أن يتحقق معيارك العلمي فخذه من البيئة، فمن البيئة عقل يكون، وللبيئة عاطفة تخون.
تحقق الرؤى
ما نسبة الرؤى التي ذكرتها في الرواية وتحققت في الواقع؟
– تحققت حوالي 70 % من رؤاي، فمثلا افترضت سقوط دول كبرى ظهرت عليها بوادر الانهيار، وأن هذه الافتراضية ستعم العالم، وتوقعت سقوط العلماء أمام التقنيات والأجهزة، وغير ذلك الكثير، كما أن هناك رؤى كثيرة لم أكتبها في الرواية، حيث وجدت أن 30 رؤية قد تكون كافية.
إسقاط زمني
ما الذي يربط روايتك «تولب نافع» بـ«ميلاد البشرية»؟
– سطرت الروايتين من معياري العقل والعلم، وتعد «ميلاد البشرية» جزءا ثانيا من مشروعي الإبداعي المبني على الإسقاط الزمني، أما الجزء الأول فهو رواية «تولب نافع» التي تسقط الماضي على الحاضر، و«ميلاد بشرية» تسقط المستقبل على الحاضر، وهكذا يتكامل العملان، كما أن الأول هو جدال ذاتي بين العقل والقلب، والثاني جدال علمي تجريبي وليس فنتازيا.
نطاق التنبؤات
هل تصنف كتاباتك بـ«الفنتازيا»؟
– لا، أنا بعيد كل البعد عن الفنتازيا والخيال العلمي، فكتاباتي تدخل في نطاق التنبؤات وليس الخيال العلمي، وبدأت كتابي في المقدمة بجملة «ما سأعرضه ليس فنتازيا، ولن تجدوا فيه ماهية المستقبل المتسارع بمتوالية هندسية على أن يُحد، ولكن قد تجدون مبدأ قبول المتغيرات».
علم الغيب
بم ترد على مَنْ يتهمك بادعاء علم الغيب؟
– انا لم أدع علم الغيب، ولكني «أتنبأ بالمستقبل»، وكما أوضحت فهذا أمر طبيعي كوني أستهلم وأبدأ من «البيئة»، مع العلم بأني ربما أكون الوحيد الذي أكتب مصدرا لكل معلومة، قد تكون مجلات وكتبا علمية، أو مصادر دينية وأحاديث، ولم آت إلا بما رواه البخاري ومسلم فقط، فالروايات في العادة لا تقدم مصادر لمعلوماتها.
مرضا العصر
ذكرت أن مرضي العصر هما «عسر الفكر والتشعع» ما سبب ذلك؟
– أرى أنه بعد حوالي 10 أو 20 عاما ستختفي جميع الأمراض، والآن توجد تكنولوجيا وروبوتات تستخدم في العلاج، وسيتم التوصل لنتائج ناجحة، وسبب مرضي عسر الفكر والتشعع يأتي من قلة العقل، لأنه، مع مرور الزمن، سيقل استخدام العقل والعاطفة عند الإنسان بسبب كثرة استخدام التقنية والتكنولوجيا.
الثقافة الثالثة
قلت في مقدمة كتابك: «أرجو أن يكون هذا العمل لبنة في جسر التواصل بين العلم والفكر لنمو الثقافة الثالثة»، ماذا تقصد بالثقافة الثالثة؟
– الأدب الحقيقي هو الثقافة الثالثة، التي تتناسب مع الجيل الحالي، وليس لغة البيانات ولا العامية، ولغته تكون دون بلاغيات، وهي اللغة البسيطة الوسطية، وليست موجهة بالضرورة للمتخصصين بالأدب.
رفض القراء
«من الرفض تولد الأشياء»، هل قوبلت أعمالك بالرفض؟
– كل كتبي مرفوضة، وأعتقد أن سبب رفض الناس أنهم، غالبا، لم يفهموا المغزى منها.
الجيل الحالي
ما رأيك بالجيل الحالي واهتمامه بالثقافة والأدب؟
– هناك أسباب أبعدت الجيل الحالي عن القراءة، أهمها أن المؤلفين أصبحوا لا يمتلكون وقتا للكتابة، والسبب يعود للانشغال بالهواتف المحمولة، فالكاتب اختفى، وأصبحت الحقائق ليست عن البيئة، كما أن الألعاب الإلكترونية أحد الأسباب، وأيضا تعوّد الجيل الحالي على الثقافة المصورة، كما أصبحت المصروفات تتوجه للطعام والمظاهر أكثر من شراء الكتب.
حراك ثقافي
كيف ترى الحراك الثقافي بالمملكة؟
– الآن بدأ ينمو والحمد لله، دولتنا بدأت بالحراك في كل المجالات ومن ضمنها الثقافة.
قال الروائي صالح العييري إن روايته «ميلاد البشرية مرة أخرى.. العالم بعد قرن»، التي أثارت جدلا كبيرا وقت صدورها، تحمل تنبؤات ورؤى مستقبلية تحقق الكثير منها، مثل افتراض سقوط دول كبرى ظهرت عليها بوادر الانهيار، وسقوط العلماء أمام التقنيات والأجهزة، وغير ذلك الكثير..

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here