تقارير

«العربية» أولاً

المصدر

ابن الديرة

إرهاصات بدأت تتتالى، مع الأسبوع الثاني من العام الدراسي، إذ بدأت كثير من الأسر، وأولياء الأمور، تتواصل مع مدرسين خاصّين، لمساعدة أبنائهم على النهوض بمستوياتهم، وتقويتهم في اللغة العربية. ظاهرة مقلقة ومؤرّقة تنعكس نتائجها السلبية على كل تفاصيل حياتنا، فكثير من الطلاب لا يكادون يكملون قراءة سطر، من دون التعثّر والتلكّؤ والتلعثم، وإذا فعلوا، فما يقرأونه، مملوء بالأخطاء.
لو عدنا إلى الوراء، سواء كثيراً أو قليلاً، ونظرنا في تعلّم العربية، ومن ثمّ تعليمها، لوجدنا أن الأمرين لم يكونا يشكلان معاناة لدى المعلّمين أو المتعلّمين، وكان المربّون، وبتشجيع ومحبة ورغبة، من الآباء والأمّهات، يوصلونها بيسر ومتعة وتشويق إلى طلابهم، والدليل، مئات الأدباء من شعراء وروائيين وكتّاب، أثروا مكتبتنا العربية، بآلاف الكتب والإبداعات.
لغتنا سهلة وعذبة، لكن المشكلة اليوم، تكمن في عدم الاهتمام بها، بدءاً من أولياء الأمور، ومن ثمّ المدارس وبخاصّة ذات المنهج الأجنبي، فالعربية لا تشكّل عندهم همّاً، ولا يعنيهم كثيراً إتقانها، المهم أن ينجح الطالب، بالحد الأدنى.. لكن هناك امتحان ضروري ومهم، يجب على الطالب اجتيازه، بعد تخرّجه، في اللغة الإنجليزية، حتى تقبله الجامعات.
نحن مع إتقان لغةٍ أخرى، واثنتين وثلاث..، فهي ثقافة واطلاع وفائدة، وطرق واسعة لدخول الأعمال التي أضحى معظمها عالمياً، لكن ليس بإهمال اللغة الأم، لغة الآباء والأجداد.
بعض المدارس، وبخاصة التي تتبنّى منهاجاً أجنبياً، لا تعطي العربية اهتماماً كبيراً، على الرغم من أنها مادة كأي مادة أخرى موجودة في المنهاج، لكن للأسف، فإن أبناءنا عندما تبدأ الدراسة في بيوتهم، تبدأ مرحلة من المعاناة؛ فالطفل لا يعرف القراءة بالعربية، وكل ما يتعامل معه من أجهزة في المنزل، سواء للتعلّم عن بُعد، أو للعب أو الهواتف.. أنظمتها باللغة الإنجليزية، وتعامله مع العربية، قد يقتصر على التحدّث مع أهله فقط، وفي الضروريات، وبعضهم حتى هذا الأمر يفعلونه باللغة الإنجليزية.
قيادتنا الرشيدة لم تقصّر، في دعم لغتنا في كثير من المبادرات، مثل «تحدّي القراءة»، والبرامج المخصّصة في بعض وسائل الإعلام، أو الصفحات في بعض الصحف، لكن الأساس والمعوّل عليه، هو البيت أولاً، بالتشجيع على القراءة بالعربية، واستخدامها في التخاطب اليومي، وبخاصة من المربّيات اللواتي يجب أن يتعلّمن العربية، ليخاطبوا أبناءنا. وكذلك في كثير من الشركات التي ليس لديها موظفون عرب، فإذا احتجت إلى أمر ما، فإنك ستعاني الأمرّين، حتى تصل إلى مبتغاك. وكذلك الرسائل البريدية، أو النصية التي ترسلها مصارف أو شركة الاتصالات، يجب أن تكون باللغتين، حتى يفهم المتلقّي ما هو المطلوب منه.
لغتنا جميلة وسهلة، وجيلنا يجب أن يتقنها، فقادة المستقبل، مؤتمنون عليها، كما قادة اليوم.

ebnaldeera@gmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here