تقارير

الصحة النفسية.. الضبابية الأزلية

المصدر

شيماء المرزوقي

احتفل العالم باليوم العالمي للصحة النفسية، وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان بهذه المناسبة: «تغيرت حياتنا اليومية تغيراً كبيراً نتيجة لجائحة «كوفيد-19» وقد جلبت الأشهر الماضية معها العديد من التحديات بالنسبة إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يقدمون الرعاية في ظروف صعبة ويذهبون إلى العمل وهم يخشون من حمل «كوفيد-19» معهم عند عودتهم إلى المنزل، والطلاب الذين اضطروا إلى التكيّف مع حضور الدروس في المنزل، والتواصل بقدر محدود مع المعلمين والأصدقاء، وشعروا بالقلق على مستقبلهم، والعمال الذين تتعرض سبل عيشهم للخطر، والعدد الهائل من الأشخاص الذين وقعوا في براثن الفقر أو الذين يعيشون في بيئات إنسانية هشة ويفتقرون إلى الحماية من «كوفيد-19»، والأشخاص المصابين بالحالات الصحية النفسية ويعاني العديد منهم العزلة الاجتماعية أكثر من ذي قبل، ناهيك عن هؤلاء الذين يواجهون الحزن على رحيل شخص عزيز لم يتمكنوا في بعض الأحيان من وداعه.
واستناداً إلى الخبرة المكتسبة من الطوارئ الماضية، يُتوقع أن تزداد الحاجة إلى الدعم في مجال الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي زيادة كبيرة في الأشهر والسنوات المقبلة. وأصبح الآن الاستثمار على الصعيدين الوطني والدولي في برامج الصحة النفسية، التي عانت بالفعل على مدى سنوات من النقص المزمن في التمويل، أكثر أهمية مما كانت عليه في أي وقت مضى».
دون أدنى شك أن الاهتمام بالصحة والسلامة النفسية، والوعي بأنه مرض يحتاج للرعاية والعلاج والمتابعة، تماماً كالصحة الجسدية، أخذ في النمو والتزايد في مختلف المجتمعات، إلا أن هناك قصوراً واضحاً في هذا المجال، وجزء من المسؤولية في هذا الجانب تقع على كاهل المشتغلين والمسؤولين في هذا القطاع في مختلف أرجاء العالم، الصحة النفسية والعلاج النفسي، يتداخل معه الكثير من المعارف والمجالات، حيث يحدث خلط واضح في مجال الاستشارة مع العلاج، معظم الناس لا يفرقون بين المستشار النفسي والطبيب النفسي، بل هناك خلط واضح حتى في فهم المرض النفسي وهل هو مرض أو عارض يزول بمجرد زوال السبب؟
ولكم أن تتخيلوا أننا نعيش في هذا العصر، وما زال هناك من يرفض التوجه إلى العيادة النفسية من أجل الحصول على العلاج. يغيب عن الكثير أن هناك أمراضاً جسدية بسبب مرض نفسي، الحاجة للتوعية وزيادة معارف الناس بهذا المجال حاجة حياتية لأنها تمس صحتهم وسلامتهم.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here