السعادة والشقاء
د. عبدالرحمن الجيران
قيم ومبادئ
السعادة والشقاء
السعادة مفهومها واسع وهي كل ما أسعد الإنسان في الدنيا، مادام متفقاً مع القواعد والضوابط الشرعية، وهي إما محدودة وقصيرة في هذه الدار تزول بزوالها، أو دائمة أخروية لا حدود لها، وسعادة الدنيا مُلازمة لسعادة الآخرة ومُمَهدة لها.
السعادة هي الطاعة، والشقاء هو المعصية والناس في ذلك مراتب لايعلمها إلا الله.
إلّا رسول الله… استأجر «الكشخة»…!
وقلب المؤمن الذي عمره الإيمان يتلقى المحابّ والمكاره بالرضا بقضاء الله وقدره، والصبر الجميل مع القيام بواجب شكر النعم بالعمل الصالح، والثناء على الله تعالى بالجميل، وأمّا فاقد الإيمان فتجده عكس هذه الحال، فإذا ألمّت به المزعجات ضاقَ بها صدره، وتكدّر بها ضميره، وتوترت أعصابه، وتشتّتت أفكاره، ودخله الرعب حتى تنهار قِواه في هذه الحال الحرجة.
إن من أهم ما يدفع به الإنسان الهموم والأحزان، اللجوء إلى الله تعالى الذي بيده مفاتيح السعادات، ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهمّ والحزن الذي يكدر الخاطر.
ويستطيع الإنسان دفع الهموم باجتماع الفكر والعزم على الاهتمام بإنجاز عمل اليوم الحاضر وعدم تأجيله إلى الغد، وقطع التفكير في المستقبل وعن الحزن على الماضي وعدم البكاء على (الحليب المسكوب)، وعليك أيها القارئ الحصيف أن تكون ابن يومك، وجمّع اجتهادك في إصلاح عمل اليوم والليلة، فلا ينفع الحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردّها ولا استدراكها (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز).
وهنا نصيحة من أَنصح الخلق للخلق وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي جمع لنا بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كلِّ حال، والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار، وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة، فالأمور في هذه الحياة على قسمين، قسم يمكن تحصيله أو دفعه أو تخفيفه، وقسم لايمكن فيه ذلك، فَهُنا يطمئن له العبد ويرضى ويسلم فيه لله، ومتى ما اعتمد القلب على الله وتوكل عليه ولم يستسلم لأمراض العصر مثل الأوهام والتخيلات السيئة، وتعلّق قلبه وانعقد رجاؤه بالله وحده، زال عنه كثير من الأمراض العصبية والذهنية، وللأسف رغم تقدم الإنسان العصري، إلّا أننا نجد المستشفيات وقد مُلئت من مرضى الأوهام والخيالات الفاسدة، كما أنّها أثّرت على كثير من الأقوياء، وكم أدّت إلى الحُمق والجنون.
وتزداد الضغوط التي تفرضها الحياة على نفسية الإنسان، ويبدأ باللهث وراء لقمة العيش ولسداد الالتزامات، وإذا تعثّر في السداد تضاعفت الفوائد الربوية، ما يُهدده بالطرد من المنزل أو الوظيفة، وهكذا تتوالى المُنغصات، وإذا صادفت نفساً لاهية وقلباً خاوياً من الإيمان تمكّنت منه.
ومع انتشار ظاهرة الاعتماد المُفرط على المُسكنات، فقد بدأت منظمة الصحة العالمية في 2016 م بالتأكيد على ضرورة التوازن بين إمكانية الوصول وتوفير العلاج المناسب للتخفيف من معاناة المرض والتوتر، وبين الحد من سوء الاستخدام المُسبب للإدمان وتسرّب العقاقير الطبية إلى السوق السوداء، حيث سجلت منظمة الصحة العالمية 70 في المئة من عبء المرض العالمي، المعزو إلى اضطرابات تعاطي المؤثرات الأفيونية والمسكنات، ما نتج عنه تفشي وباء تراكمي ومُترابط في الولايات المتحدة ما زاد نسبة الوفيات بثلاثة أضعاف عام 2015 م.
الخُلاصة:
أعلى مُعدّل للأرباح السنوية على مستوى العالم، لأكبر الشركات المُصنّعة للعقاقير الطبية وشركات بيع الأسلحة وتجارة المخدرات، ولا تسأل بعد ذلك عن أسباب السعادة والشقاء للإنسانية.
أخبار ذات صلة مقالات التغيير إلى الأفضل مقالات معالجة الخطأ مقالات الفرنسيس مقالات ميناء حيفا وميناء بيروت… بين الهزل والجدّ الكاريكاتير كاريكاتير مقالات الانتخابات في زمن الـ «كورونا» الأكثر قراءة يومي 17540 | مصري رمى 8 آلاف دينار في القمامة! 8080 | نصيحة إلى مَنْ يريد إسقاط مرزوق 7920 | احتجاز 52 مصرياً في إثيوبيا لدى عودتهم إلى الكويت 5300 | تكلفة تحويلات المصريين في الكويت ارتفعت لـ 3 في المئة 3900 | إغلاق عام في إنكلترا أربعة أسابيع اسبوعي 29000 | «الكهرباء»: عودة التيار إلى جميع المناطق المتضررة في حولي 20240 | مجلس الوزراء: البدء بحملة التطعيم ضد «كورونا» مع وصول أول دفعة من اللقاح 17540 | مصري رمى 8 آلاف دينار في القمامة! 13120 | لجنة لإعداد آلية التطعيم ضد «كورونا» 12380 | المتهم بقتل زوجته وطفلتيه: أخذت الثأر لابنة جيراني