تقارير

“الخليج” وأصول المهنة

المصدر

مارلين سلوم

ابنة الإمارات تطفئ شمعتها الخمسين لتبقى فتية صبية متألقة.

في زمن النشر الإلكتروني، تعاني الأوراق من جفاف وجفاء، وفي زمن الوباء «الكوروني»، يعاني الحبر من تهمة التلوث وتراجع القراء. لكن تبقى الكلمة سلاح الصحافة الحرة في كل وقت وزمن، تحملها الأقلام أينما حلّت، وتنشرها كالعبير حيناً وكالرعد أحياناً. ونقول «الأقلام» حتى ولو كانت الكتابة إلكترونية لا تحتاج الى قلم وورقة، لأن للقلم مكانة خاصة لدى كل «أهل القلم»، وبينه وبينهم علاقة حميمة وساحرة لا يعرفها إلا من عشق الكتابة حتى صارت كخواتم الذهب في أصابعه.

كل الصحف تواجه مرحلة صعبة، وإذا كان التطور الإلكتروني وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي قد سحبا بعضاً من قراء الصحف الورقية، فإن الحجر الصحي والقوانين التي فرضها كوفيد ١٩ على العالم كله، وسعت المسافة بين الصحف والقراء أكثر فأكثر، وشجعت على اللجوء الى القراءة الإلكترونية، تماماً كالتعلم عن بعد والعمل عن بعد.

تحديات لا تنتقص من قدر الكلمة ولا تلجمها، ولا تضع حواجز بين الكاتب والقارئ. هي مسألة تغيير أسلوب نعتاد عليه ونواكبه بنفس الحرفية والمهنية، طالما أننا نملك الأدوات ونتسلح أولاً بالضمير.

عيد «الخليج» الخمسون لا يشبه الأعياد السابقة، أيام ما قبل التباعد والقيود التي فرضها الوباء، لكنه بلا شك محطة إضافية نتأمل فيها كل تراكمات السنين والكنز الثمين الذي جعل من هذه الصحيفة جوهرة الخليج العربي، ومنصة عربية نفخر بها وبالمبادئ التي تتمسك بها.

خمسون عاماً و«الخليج» مدرسة تخرج فيها عدد كبير من الصحفيين، ومرت عليها أفواج من المتدربين والمتطلعين الى العمل الصحفي، وطرق أبوابها أهل الخبرة ليشكلوا إضافة ويتركوا بصمة.

ابنة الإمارات تتباهى بما صنعت حتى اليوم، وكلها أمل في الغد الذي سيغير في شكل الصحافة وأدواتها عن ما عهدناه سابقاً. لكن المتمكن من المهنة وصاحب الحرفة يُقبل على التحدي بقوة، والصحافة التي تعيش مرحلة اختلاط الحابل بالنابل، حيث يكثر مدعو صفة الإعلام، ويقفز كثيرون الى المنصات ليلعبوا دور الإعلاميين، ستغربل الجميع ليبقى للإعلام الحقيقي بصمته ولمسته ومميزاته التي لا يمكن لأي كان أن يلغيها أو يتقمصها. الحرفية هي المحك، وأصول المهنة نتمسك بها مع كل كلمة نكتبها.

marlynsalloum@gmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here