أرشيف

الخفاش وخراب الدار

المصدر

يمثل فصل الشتاء سنوياً هاجساً صحيا للعديد من الحكومات على وجه المعمورة بسبب انتشار (الفيروسات) التنفسية، ومن أهمها فيروس (الإنفلونزا) الشهير، وتفيد التقديرات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية بأن أمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بالإنفلونزا الموسمية (تقتل) ما يصل إلى 650 ألف شخص كل عام.
نشأ الكثير منا على اعتقاد بأن الإنفلونزا مجرد (زكام) بسيط ويختفي بعد عدة أيام، والسبب في ذلك هو الإصابة المتكررة بالزكام في أيام الصبا و(الشباب)، والتعود على (التغلب) عليه دون أي مشاكل. ولكن الكثير من أفراد المجتمع لا يرى ما تصنع (الإنفلونزا) بكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة من التهاب شديد بالرئتين، وتنويم بالمستشفيات، ولا يعلم الكثير أن ذلك الالتهاب هو من الإنفلونزا التي يستصغرونها ويستهترون بها…وأكثر الفئات المجتمعية تأثراً بالإنفلونزا هم
1. الأطفال تحت سن 5 سنوات، وخصوصًا أولئك الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر
2. البالغون ممن تزيد أعمارهم على 65 سنة
3. المقيمون في دور رعاية المسنين وغيرها من مرافق الرعاية طويلة الأمد
4. الحوامل
5. الأشخاص المصابون بضعف أجهزة المناعة والأمراض المزمنة والمدخنون.
وقد يتساءل الكثيرون مم يصنع اللقاح، وما تكوينه وهو عبارة عن جزيئات من فيروسات الإنفلونزا (غير قادرة على التسبب بالمرض) ما يحفز الجهاز المناعي لإفراز مضادات للقضاء على فيروس الإنفلونزا في حالة الإصابة به، (ويحتاج الجهاز المناعي مدة أسبوعين) حتى يفرز تلك المضادات، ولهذا يخبر الأطباء عادة أن اللقاح سوف يعمل بعد 10-14 يوما من تاريخ أخذه… وللعلم ففيروس الإنفلونزا الموسمية أحد الفيروسات التي تتحور جينيا بشكل كبير وسريع، وهذا أحد الأسباب في تطوير اللقاح والإضافات التي تطرأ عليه بشكل سنوي.
لست من (المتشائمين) ولكن أيضاً لست من (الورديين)، ولهذا فقد كنا أمةً وسطا…الشتاء قادم وعلينا الاستعداد والحذر بشكل كاف، فلدينا في هذا الشتاء أربعة أعداء رئيسيين وهم (الإنفلونزا الموسمية – إنفلونزا الخنازير- إنفلونزا الجمال أو متلازمة الشرق الأوسط ومن ثم كوفيد – 19)، وإذا التزمنا بثلاثي السلامة (التباعد) ولبس (الكمامات) (والتطعيمات)، فقد يكون شتاء برداً وسلاما كما حصل في نصف الكرة الجنوبي لهذا العام (أستراليا وتشيلي)، حيث كانت نسبة الاختبارات الموجبة للإنفلونزا في إحدى الدراسات بمعدل 0.06%فقط خلال الفترة من أبريل إلى يوليو 2020 مقارنة مع 14%بالسنوات من 2017-2019 بموسمي الخريف والشتاء في نصف الكرة الجنوبي.
كتبنا كثيراً عن الإنفلونزا بمقالات سابقة (مواسم الفيروسات) و(إنفلونزا الضبان) وكان هاجسي وخوفي هو (حب) الفيروسات للتغيير والتنقل والترحال، بدءا من الطيور ومن ثم الخنازير، حتى وصلت لـ (النياق) وقد أصبت بالخوف والقلق على ثروتنا الفطرية من احتمالية إصابة (ضباننا) (الكيوت) وجرابيعنا (المدلعة)، ولكن ظننت وخاب ظني ولله الحمد، وخطف تحالف (الخفاش) والكورونا الأضواء كما قال المثل الشعبي (اتفق القط والفار على خراب الدار).
Next Page >

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here