الجسر الملعون!

تم النشر منذ يناير 28, 2021

مصدر الخبر / admin

محمد الجمعة

رسائل في زجاجة

الجسر الملعون!

شرّ البليّة ما يضحك! هذا هو آخر اهتماماتنا بمستقبل البلد، لقد تم حل كل مشاكلنا ولله الحمد فلم يبق إلا حل مشكلة الجسر الملعون – هكذا سماه البعض – جسر يربط بين منطقتين فأصبح حديث الميديا، فما هو السر وراء رفض وقبول بعض أهالي المنطقتين، ولم كل هذه الضجة بسبب جسر من الحديد والإسمنت؟
فمنذ أيام اشتعلت كل منصات التواصل الاجتماعي بسبب إنشاء جسر مشاة بين منطقتي الفيحاء والعديلية، فعادة هناك مطالبات بإنشاء جسور للمشاة لتجنب حوادث السير وتسهيل عبورهم. ولم يخطر في بال أحد أن يشعل إنشاء هذا الجسر منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، فالبعض يعتقد أن هناك فرقاً بين ساكني منطقة نموذجية وساكني منطقة أخرى، كما اعتقد البعض أن أهالي منطقة معيّنة تخص طائفة بذاتها دون غيرها. إلى الذين يرون أنفسهم يسكنون في مناطق أفضل من غيرهم، أقول: أتدرون من يسكن الشرق والمرقاب والقبلة الآن؟ هل تمشّيتم على طرقاتها الآن؟ أليست هذه المناطق هي أول ما سكنتموها ؟ أليس الأَوْلى أن نعتزّ بهذه المناطق التي يسكنها الآن العزاب من كل الجنسيات إلا المواطنين، وبعضها ما زال خراباً ومرتعاً للقطط والكلاب الضالة. أين نحن من قضايانا المصيرية، أين نحن من مستقبل أولادنا وأحفادنا، أين نحن من الخلافات الحكومية النيابية… أين نحن من قطار التنمية والتسابق إلى اكتشاف الفضاء وما يدور في هذا الكون من التكنولوجيا والإبداعات اللانهاية لها. أين نحن من التنافس في سباق الإنترنت والجيل السادس G6، ماذا أعددنا لخمس سنوات مقبلة، غير تغيير إسفلت الشوارع كل سنتين؟ يكفينا الضحك والمزاح والدول تتسابق إلى المقدمة، ونحن من نملك المليارات ونقوم بمنح ومساعدة الدول المحتاجة وغير المحتاجة، ووزير المالية قال لا رواتب لشهري نوفمبر وديسمبر الماضيين… حسافة يا كويت.

اللهم احفظ الكويت وشعبها وأميرها وولي عهدها من كل سوء و مكروه… اللهم آمين.