«التنوع الروائي» في 5 أعمال بثقافة الدمام
أقام الملتقى الثقافي بجمعية الثقافة والفنون في الدمام، مساء الثلاثاء، محاضرة بعنوان «التعبير عن التنوع – نماذج الرواية السعودية» للناقد د. سحمي الهاجري، الذي استهل اللقاء بتوضيح معنى التنوع المجتمعي والطبقي والإنساني وأيضًا التنوع في الروايات، موضحًا طريقته الانتقائية في اختيار رواياته بطريقه تتلاءم مع كل فئات المجتمع وليس حصرًا على الأدباء، حيث بدأ بطرح بعض الأسئلة التي يبحث لها عن إجابات، وهي: كیف مثلت الروايات ذلك التنوع وتلك الخصوصيات الإنسانية؟ وكيف قدمتها؟ وما هو أثر التعبير عن طبيعة خصوصية ما على إثراء جماليات السرد؟ وما هي الدلالات المتحققة؟.
ووضع الهاجري بعض المحددات منها: الاعتراف بأنه لا يمكن الإحاطة بكل أنماط التنوع، واختيار شواهد محدودة والحديث عنها بطريقة موجزة، متجنبًا الأسماء الروائية المكرسة والمشهورة والمعروفة، حيث اختار ثلاث روايات مختلفة، حرص على أن تكون من أرفف متنوعة، وهي «دفء الليالي الشاتية» لعبدالله العريني، و«حمى قفار» لعلي الحبردي، و«أنثى العنكبوت» لقماشة العليان، بالإضافة إلى استشهاده بمقاطع صغيرة من روايتين من رف الأسماء المستعارة؛ لأنهما تحتويان على ضرب خاص من التنوع وفيهما دلالات إضافية مهمة، وللإلمام بقضية الأسماء المستعارة.
وعلى المستوى الثقافي والأدبي، أوضح الهاجري أنه لا يمكننا تجاهل ظاهرة تعبيرية كبيرة أعلنت بوضوح من جهتها عن فشل فكرة إنكار التنوع، وأسهمت بشكل واضح في الإجهاز عليها، هذه الظاهرة تمثلت في الطوفان الروائي الذي تزايد منذ بداية الألفية الثالثة، مذكرًا بالعدد الكبير من الروايات باعتبارها وثائق تاريخية وبيانات شعبية وثقافية أعلنت عن نفسها، ورفعت لواء التنوع عاليًا، ومارسته على أرض الواقع من خلال الإغراق الروائي، فكتبها الأدباء والمثقفون والموظفون والأطباء والمعلمون والمعلمات وربات البيوت والناس العاديون، كلٌّ من موقعه، وكل من خصوصيته بدون استئذان أحد، فصارت الروايات استفتاء عامًا على رؤوس الأشهاد، وقفزة كبيرة في مجال الوعي العام، أعادت الاهتمام بالتنوع من جديد باعتباره هذه المرة جزءًا من الدفاع عن الذات ضد العنف والإرهاب والأفكار العدمية، فالرواية زاحمت في مبيعات معارض الكتب، ليس لجودتها بالضرورة، ولكن لمعناها العام ورمزيتها الثقافية، ولأنها تلبّي حاجة فطرية بالانفكاك عن أحادية الخطابات المغلقة، وهذا ربما ساعد كثيرًا في التضامن مع عوامل أخرى.
وفي نهاية المحاضرة، قدّم المشرف على الملتقى الثقافي د. سعد البازعي درع تكريم للهاجري بحضور مدير الجمعية يوسف الحربي.