تقارير

التعاون الإماراتي الصيني

المصدر

محمد خليفة

على كل إماراتي أن يفتخر بما وصلت إليه دولة الإمارات من مكانة مرموقة على الصعد كافة، حتى أصبحت واحدة من أكثر بلدان العالم تقدماً وحضارة، ما مكنها من توثيق العلاقات مع كل دول العالم، خاصة الدول العظمى، ومنها الصين؛ لما تمثله من ثقل دولي، وسياسي، واقتصادي.

ومن هذا المنطلق، قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة الذكرى ال61 لتأسيس الجمهورية الصينية «العلاقات بين بلدينا عميقة، وتجمعنا شراكة استراتيجية شاملة، وخاصة، ونعمل معاً لنهضة وارتقاء بلدينا وشعبينا الصديقين». وقد توطدت العلاقة بين الدولتين لما تمثله الصين من ثقل دولي وسياسي، واقتصادي، بعد الزيارة الرسمية التي قام بها سموه إلى الصين يوم 21 يوليو/ تموز 2019 كدليل على الاهتمام الكبير الذي تحظى به الشراكة بين الإمارات، والصين، وبما تمثله الزيارة من معنى سياسي، واقتصادي، حيث تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة، بمكانتها الإقليمية والدولية، وبحكمة قيادتها، عمقاً استراتيجياً للدول العربية، كما بدور فاعل يسهم في تعزيز السلام والعمل المشترك. فقد أكد سموه حرص الإمارات على حرية الملاحة الدولية وسلامتها في منطقتي الخليج العربي، والشرق الأوسط، وأهمية التعاون مع الصين لتحقيق سلامة الملاحة وضمان التدفق الآمن للنفط في العالم، لما يمثله ذلك من أهمية كبرى بالنسبة إلى استقرار الاقتصاد العالمي.

وقد تعمقت العلاقات بين الدولتين بعد انعقاد المنتدى الإماراتي – الصيني في بكين، والتوقيع على 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم جديدة بين مؤسسات حكومية وشركات أعمال من كلا الجانبين في مختلف مجالات التعاون، والعديد من القطاعات الاستثمارية، والمالية، والخدمية، والتجارية، فضلاً عن توقيع اتفاقيات في مجالات التقنية والتجارة الإلكترونية، حيث قام بالتوقيع على تلك الاتفاقيات، رؤساء الشركات والجهات المشاركة في المنتدى من الجانبين.

وكانت مجموعة التعاون والاستثمار وراء البحار، في مقاطعة جيانجسو (جوسيك)، بدأت استثمار وتشغيل مشروع المنطقة الصينية – الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية، في المنطقة الصناعية بميناء خليفة، في أبوظبي، وقد تم التوصل إلى اتفاقيات مبدئية بين المنطقة النموذجية، و16 شركة، باستثمارات أكثر من مليار دولار، فيما تغطي المشاريع مجالات مواد البناء، والكيماويات، والطاقة الجديدة. وتبلغ مساحة المنطقة النموذجية، وهي أول منطقة صينية للتعاون الإنتاجي ضمن مبادرة «الحزام والطريق»، 12.2 كيلومتر مربع، وستركز على تطوير صناعات الأجهزة والمعدات فائقة المستوى، والكيماوية الدقيقة، وتشغيل المعادن، والطاقة الكهروضوئية، والتجارة، واللوجستيات، والخدمات المالية.

وكانت دولة الإمارات، والصين، أعلنتا عن رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، حيث أكدتا أن البلدين سيدعمان بناء المنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية؛ لتكون مشروعاً نموذجياً مشتركاً من الجانبين لبناء الحزام الطريق.

والواقع أن هذه المنطقة ستكون نموذجاً للتعاون الثنائي الناجح بين الدول، وهي تعبر بلا أدنى ريب، عن المستوى المتقدم للعلاقة بين الدولتين الصديقتين، وهي ليست المشروع الوحيد الذي تنفذه الصين بالتعاون مع الإمارات في إطار خطتها الاستراتيجية «حزام واحد، طريق واحد»، بل هناك مشاريع أخرى هي: مشروع محطة الحاويات الصينية الإماراتية المشتركة في ميناء خليفة. وأيضاً مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية ب700 ميجاواط في دبي، ويعد أكبر محطة كهروضوئية في العالم حجماً وأحدثها تقنية.

وقد أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في 26 إبريل/ نيسان 2019، عن توقيع اتفاقيات مهمة مع الصين تعزز دور الإمارات، كمحطة حيوية على طريق الحرير الجديد، تتضمن إنشاء «سوق التجار» مقابل إكسبو على مساحة 60 مليون قدم مربعة، وستقوم «شركة إيوو» الصينية باستثمار 2.4 مليار دولار لاستخدامه كمحطة لتخزين وشحن البضائع الصينية من جبل علي، إلى العالم، عبر طريق الحرير الجديد. وهذا السوق إحدى المحطات العالمية في دبي، إلى جانب مشروع «سلة الخضراوات» الذي سيكون مقره في دبي، وهو بقيمة مليار دولار، وبتمويل من صندوق الاستثمار العربي الصيني، لاستيراد ومعالجة وتغليف المنتجات الزراعية والسمكية والحيوانية، وتصديرها للعالم عبر طريق الحرير الجديد، الذي ستكون الإمارات أهم المحطات على هذا الطريق الحيوي.

ولا شك في أن التعاون بين الدولتين سوف يتواصل وتتعاظم آثاره في المستقبل، وستجني الدولتان منافع كثيرة من وراء هذا التعاون الثنائي المثمر.

med_khalifaa@hotmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here