تقارير

التباعد يُقرّب نهاية «كورونا»

المصدر

جمال الدويري

هل نهاية أزمتنا بكمامة والمزيد من النظافة، والالتزام بالتباعد، وإعطاء مساحة للنفس والنفس؟
هذا هو ما يبدو عليه الوضع حالياً مع «كورونا»، فمع تأخر شركات الأدوية العالمية التي باتت تحقق أرباحاً أكثر من شركات النفط، ما زال العالم يرزح تحت وطأة وباء مجهول التأثير والانتشار والقوة، وحتى المصدر والنشأة.
كل العلوم التي تحيط بنا والإمكانات المتوافرة لدى العالم، من تقنيات وعلاجات ومختبرات، لم تسعف البشرية في وضع حد لفيروس غير مرئي، وما زال الأمر يُنذر بمزيد من الانتشار وكثير من الضحايا، إلى أن يقرر له الانتهاء.
مسألة «كورونا» تضعنا على محكّ جديد من مسألة التباعد، وطريقة تعاطي الناس بعضهم مع بعض، فلو افترضنا أن خطر «كورونا» استمر لأكثر من سنتين أو ثلاث ـ وهو احتمال قائم ما دامت الشركات لم تجد حتى الآن علاجاً أو لقاحاً ـ فهل ستبقى جميع الفعاليات والمؤمرات والندوات أو اللقاءات التي كانت تجمع الناس، معلقة، كما يفعل العالم الآن.
في هذه الحال، فإن وطأة الفيروس ستزداد تطاولاً وتوغلاً، ولكن هذه المرة ليست وطأة صحية؛ بل اقتصادية وحياتية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ لأنه بالتأكيد سيخلّف في هذه الحالة الملايين من البشر بلا دخل ولا مأوى، وهنا سندخل في دوامة توفير مداخيل وفرص عمل في ظل اقتصاد عالمي منهك أصلاً، وسيزداد وضعه سوءاً كلما استمر العالم في الإغلاق.
الصور المتوافرة من أوروبا تشير إلى أن العالم عاد إلى المطاعم والمقاهي، وهي عودة محمودة، لكن الأهم أيضاً، هو أن تعود الحياة إلى العمل، وتعود الملتقيات والمؤتمرات إلى سابق عهدها، لكن مع شروط هذا الوباء الذي فرض وسيفرض مزيداً من التنظيم، وتخفيف بعض المؤتمرات التي كانت تزيد في العدد ولا تزيد في القيمة، مع شروط النظافة والتعقيم والتباعد.
مسألة «كورونا» مع الحياة العملية، يمكن تفهمها في الوقت الحالي والتعاطي معها، خاصة مع التقنيات الحديثة المتوافرة التي ساعدت البشرية على التأقلم مع الوباء بطريقة معقولة إلى حد ما.
لكن ما لا يمكن تفهّمه، هو أن تستمر الحياة الاجتماعية بهذا الجفاء. فلا يعقل أن تكون أفراحنا بلا فرح، وأتراحنا بلا أحبة يحزنون، ولأجل ذلك وحتى نعود إلى حياتنا، علينا المزيد من الالتزام والصبر، ولا يجوز مطلقاً أن تقام حفلات أعياد الميلاد ومناسبات لا قيمة لها، وجمع الناس ونقل العدوى لهم وتسجيل المزيد من الإصابات؛ لأن الأمر الوحيد الذي تجمع عليه معظم الجهات المراقبة للوباء، هو أن المزيد من الالتزام سيسرّع الفرج بإذن الله.

jamal@daralkhaleej.ae

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here