تقارير

الاقتصاد المبني على المعرفة في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي

المصدر

تنظم الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) القمة العالمية للذكاء الاصطناعي كأول قمة افتراضية لأول مرة في الرياض، برعاية كريمة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، في الفترة من 21 إلى 22‏ أكتوبر 2020م. وقد وصفتها (سدايا) بالقول: ستكون منصة عالمية بارزة تجمع صناع القرار والخبراء والمختصين والأكاديميين في القطاعات الحكومية والخاصة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الشركات التقنية الرائدة والمستثمرون ورجال الأعمال، تحت شعار: (الذكاء الاصطناعي لخير البشرية).
ويستشرف الجميع في هذه القمة تمكين الاقتصاد المبني على المعرفة، وذلك لأن توقيت هذه القمة يأتي بعد ما شهده العالم من آثار جائحة كورونا المستجد، والآثار التي ‏تسبب فيها هذا الفيروس على كافة المستويات وفي جميع دول العالم.
وأثبتت قدرات الذكاء الاصطناعي وعمليات التحول الرقمي وتحليل البيانات الضخمة وتوظيف إنترنت الأشياء؛ أنها تمثل ملاذاً آمناً في الأزمات، حيث أنها سهلت الكشف عن الوباء والحد من تفشيه، و‏سمحت بالكشف عن الحالات المصابة، ومتابعة تعافيها. كما أتاحت للممارسين الصحيين تقديم الخدمات العلاجية للمرضى دون اتصال مباشر، ومكنت الجهات الحكومية باختلاف اختصاصاتها من تقديم الخدمات اللوجستية للمواطنين والمقيمين الذين أبقتهم ظروف الجائحة في منازلهم عندما تم فرض الحضر المنزلي بشكل عام، حيث تمكنت الدول التي وظفت قدرات الذكاء الاصطناعي والأدوات المتصلة بها من توظيف الروبوتات والطائرات المسيرة والأشياء المتصلة، وكذلك تطبيقات الهواتف الذكية ‏في تقديم خدمات توصيل المشتريات والمأكولات والأدوية، كما سمحت العربات ذاتية القيادة بنقل المرضى، وتمكنت مجسات الاستشعار والكاميرات الحرارية الذكية من رصد درجات الحرارة والعلامات الحيوية للمرضى والمشتبه في أصابتهم، وتقديم قراءة دقيقة للأطباء والممارسين ‏الصحيين.. إلى غير ذلك من الخدمات والإمكانات التي كشفت عنها التجارب أثناء مواجهة الوباء في عدد من دول العالم.
وفي ظني أن الأفراد والمنظمات الحكومية والأهلية بصدد الوقوف على كم هائل من الخبرات والتجارب والمعارف التي تعرض في ثنايا القمة، إذ ستكشف عن إمكانات استخدام الذكاء الاصطناعي، وما سيقدمه من قدرات لبناء غد مشرق، وذلك على هيئة أوراق العمل أو حلقات النقاش ‏أو المعروضات، أو من خلال النقاش المتاح مع الخبراء والمختصين.
إن عوائد هذه القمة المضافة لا تقدر بثمن لمن يحرص على اغتنامها من خلال الرصد الواعي والاطلاع المنظم على مخرجات القمة، وما يتم عرضه من معارف ضمنية كشف عنها الحضور والمشاركون. كما أنصح بجمع تلك المعارف وحيازتها وتنظيمها واستثمارها في التخطيط والتطوير والتنبؤ في كافة الميادين والتخصصات التي تشملها محاور القمة، ضمن عمليات إيجاد رأس المال ‏المعرفي أو الفكري، من خلال الملاحظة والسؤال والنقاش وسبر أغوار تجارب المشاركين أفراداً كانوا أو منظمات، حتى يستطيع الحضور أفراداً ومنظمات حيازة المعرفة واستثمارها في تحقيق الميزة التنافسية، وهذا هو لب الاقتصاد المبني على المعرفة، حيث يشمل الرصد والتوثيق المرئي والمسموع والمكتوب لكل ما يمكن رصده من تجارب وخبرات ومخترعات وعلوم ومعارف في توظيف قدرات الذكاء الاصطناعي، وما أسفرت عن تجارب المشاركين من مختلف دول العالم من قدرات جديدة في تعليم الآلة وتمكينها من تحقيق الرفاه والأمن والصحة للمجتمعات في العالم أجمع.
أرجو من الله أن يكلل أعمال هذه القمة بالنجاح، وأن نخرج منها في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية بأوفر الحظ والنصيب من حيازة المعرفة واستثمارها في تطوير قدرات البيانات والذكاء الاصطناعي، وزيادة مساهمات المملكة في خارطة التحول الرقمي العالمي والابتكار والتطور العلمي والحضاري.
ومن هنا فإن جامعاتنا ومراكز البحث والمؤسسات البحثية معنية بهذه المناسبة ‏عناية فائقة، وأحسب أنها ستكون حاضرة بالمستوى المشرف، وتعرض لنا نجاحاتها في مجالات الذكاء الاصطناعي لما فيه خير بلادنا المملكة العربية السعودية، تحقيقاً لمتطلبات رؤية المملكة 2030.

د.علي بن ذيب الأكلبي – الرياض

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here