أرشيف

الأجنبي الأسوأ

المصدر

قبل أربعة عقود ونيف تم إقرار إدخال العناصر الأجنبية الملاعب، وخاضت أسماء عديدة معترك الصراع في الدوري السعودي للكبار، وبقيت نجوم في الذاكرة عطفا على المستويات الباهرة التي جسدتها، وأخرى كانت محل التندر عطفا على المستويات الفنية المتواضعة التي قدمتها، والتي لا توازي المبالغ الطائلة التي وضعت لها، بل إن لاعبا من شباب النادي قد يفوقها عطاء وأداء، ومثل هؤلاء كثر. كانت فرقنا ضحية سماسرة المدربين، وربما نغمة النشاز في محيط العناصر الأجنبية من حضر لملاعبنا وهو يحمل سوءا في أخلاقه وسط الميدان، وبات هذا اللاعب يرسم المشاهد الخارجية عن الذوق الرياضي وفروسية المنافسة، ولأنها قليلة باتت معروفة. خلاصة القول، إن فكرة جلب العناصر الأجنبية الهدف منها رفع مستوى الفريق من الناحية الفنية، وفي الوقت نفسه تعكس صورة من الأخلاق والتعامل للمتلقي، وتحديدا زملاءه اللاعبين، ليحقق الهدف المنشود سواء على الصعيد الفني أو الأخلاقي، فهما صنوان لا يفترقان متى ما اهتز جانب كان له الأثر على شخصية اللاعب وسط الميدان. أمام تلك المعضلة هناك مهمة لإدارات الأندية كبيرة، لتحجيم أي لاعب يخرج عن النص، وتقويم السلوكيات أيضا. لجنة الانضباط هي الأخرى يقع على عاتقها العبء الأكبر بإيقاف أي خروج عن المألوف، لأن العقوبات التي تصدرها بلا شك لها تأثيرها المعنوي والمادي، وفي الوقت نفسه تحفز رؤساء الأندية على إيقاف كل مشهد يخدش جمالية الرياضة التي يرنو لها المتابع للمتعة، ومن ثم لا بد من الحفاظ على هذا الحيز. بقى أن نؤكد على حكامنا الأعزاء أنهم مطالبون بالتقليل من الأخطاء التحكيمية التي تحدث، خاصة أن الفرصة متاحة لذلك، فتقنية الفيديو كفيلة بتقديم كل التفاصيل التي تكفل للصعيد التحكيمي الوقوف على ناصية النجاح. وقبل أن أختتم تلك الكلمات، أتمنى أن نرى عناصر أجنبية تحمل مستويات عالية خلال التعاقدات الشتوية، وإذا لم يتحقق ذلك فالأمر ليس ملزما، ويفترض أن توفر الأندية المبالغ الطائلة وتريح ميزانياتها بدلا من جلب لاعب يكون «أسير الدكة» أو خارج القائمة، وتلك مشكلة. ويقيني لو منحت الفرصة لشاب من الوجوه الواعدة، لكسبت الأندية الحسنيين بإبراز موهبة جديدة، وفي الوقت نفسه تعزيز صفوف المنتخب السعودي بعنصر مؤثر.
Next Page >

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here