تقارير

أهمية الكلمة

المصدر

ابن الديرة

جميلة هي الكلمات عندما تأتي من قائد عايش الحياة بحلوها ومرها، وجبلته التجارب، صانعاً منها إنجازات يشار إليها بالبنان، بعد أن عرف خبايا الحياة وما ستؤول إليه الأمور، لتمسي عباراته حكماً يفلح من يقتدي بها، ويهتدي بها في طريقه لما تحمله من معان كبار.
بالأمس وكما عودنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، على أن يشاركنا عصارة تجاربه وخبراته، غرد سموه عبر وسم علمتني الحياة حول أهمية الكلمة.
الكلمة التي تحظى لدى سموه بقداسة كبيرة، نراها حاضرة في الإنجازات التي تزينت بها دبي التي دائماً تقول ما تفعل وتفعل ما تقول، كيف لا وهي تمضي بتوجيهات سموه، وتعمل على تنفيذ مشاريع كان الإعلان عنها بكلمات منه، وهو الذي يؤمن بأن شرف الرجل في كلمته، وأن ما أعلن عنه أصبح بمثابة وعد، لا مفر من قضائه، ولنا في مشروع مترو دبي خير مثال على ذلك، فهو الذي تحدى حينها تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية، ودشن في اليوم الذي حدد لانطلاقته، وإذا أضفنا لذلك مشاريع كمسبار الأمل، ومتحف المستقبل، لأدركنا بما لا يدع مجال للشك، أن كلمة سموه ميثاق شرف، وأنها تعرف طريقها جيداً في زمن ضاعت فيه معاني الكلمات واختلطت فيها الحكمة، وتكبلت فيه الأفعال بقيود فيروس كورونا المستجد، الذي أماط اللثام عن كثير من حقائق الأمور والرجال.
نعم إنها الكلمة ولا شيء غيرها، فهي مرآة الإنسان بها بدأ الخلق، وبها تفتح أبواب السماء وتكسر أقفال القلوب، ترتقي بالجميلة منها العقول، وتُشحذ النفوس والهمم، تمثل أخلاقنا وقيمنا ومروءتنا، ما يستوجب التفكير ملياً قبل النطق بها، وإلا فالتزام الصمت، الذي يعتبر هو الآخر فناً ذا أهمية، يفلح من عرف الالتزام به في الوقت المناسب، ولا تحمد عواقب من كسره بعبارات حادت عن طريق الصواب، فكم من كلمة أودت بصاحبها، وكم من صمت أنجى ملتزماً.
يقول المثل القديم: «لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك»، فاللسان مفتاح الحكمة، يدفع الآخرين لاحترامنا من خلال كلامنا، ما يفرض علينا أن يكون كلامنا موزوناً دائماً، فكلماتنا تمثل أوطاننا، التي علينا تشريفها بأروع الأقوال التي تتجلى في كبار الأفعال، وعلينا الاهتداء بأقوال فارس الكلمة الذي يؤمن بأن شرف الرجل في كلمته.

ebnaldeera@gmail.com

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here