سوسن دهنيم

لأن الوقاية والتوعية خير من العلاج، لابد من التذكير بأهميتها، ومن هنا جاء شهر أكتوبر شهراً وردياً ليكون بمثابة جرس التنبيه على أهمية الفحص الطبي الدوري للنساء، للوقاية من تبعات مرض سرطان الثدي لديهن.
تذكر منظمة الصحة العالمية أن «هناك فرصة كبيرة لإمكانية الشفاء من سرطان الثدي في حال كُشِف عنه في وقت مبكر وأُتِيحت الوسائل اللازمة لتشخيصه وعلاجه. ولكن إذا كُشِف عنه في وقت متأخر، فإن فرصة علاجه غالباً ما تكون قد فاتت، وهي حالة يلزم فيها تزويد المرضى وأسرهم، بخدمات الرعاية الملطفة تخفيفاً لمعاناتهم».
وتذكر المنظمة في إحصاءاتها أن سرطان الثدي يأتي في مقدمة أنواع السرطان التي تصيب النساء في العالمين المتقدم والنامي على حد سواء. وتبلغ الإصابات به 2.1 مليون حالة جديدة سنوياً؛ الأمر الذي يتوجب معه محاولة الحد من انتشاره، عن طريق الكشف المبكر واتخاذ الإجراءات الوقائية كممارسة الرياضة والرضاعة الطبيعية، والانتباه لزيادة الوزن والإقلاع عن التدخين بأنواعه، وغيرها من الخطوات التي من شأنها الوقاية من الإصابة به، وتقليل مخاطره، والحد من الإصابة به.
أكتوبر هو شهر التوعية بهذا المرض بحسب المنظمات الصحية، لكن يجب أن تكون أيام السنة بأكملها أيام توعية، خصوصاً مع تزايد الحالات التي نشهدها جراء نمط حياتنا غير الصحي، وأسلوب غذائنا الذي ابتعد كثيراً عن المكونات الطبيعية الخالية من المواد والمركبات الكيميائية.
ولأن المرأة اليوم قادرة على مواجهة جميع التحديات، فهي بكل تأكيد، قادرة على الاهتمام بصحتها أولاً، لتضمن استطاعتها رعاية أسرتها ومَن حولها، وقادرة على الامتثال لتوصيات الجهات المختصة، حول ضرورة إجراء الفحوص الدورية للكشف عن أية إصابة، لاسمح الله، منذ البداية.
نأمل أن تتراجع الإحصاءات في كل عام ونستطيع السيطرة على هذه الأمراض والأورام والأوبئة، لنعيش في بيئة صحية لا تتطلب قلقاً كبيراً على أنفسنا ومَن نحب.

sawsanon@gmail.com