تقارير

أدب الاعتراف بين الإثارة والتطهر

المصدر

كل عمل أدبي ليس بريئاً بالمرة من شبهة الاعتراف، ذلك أن المكون الإنساني للمبدع لا يجعله ملائكياً ولا مقموعاً قمعاً كلياً في مواجهة الحقائق التي تتكون منها حياته، أو الفضاءات التي يسبح فيها خياله، وذائقته الفنية الماتعة، فيكون للكاتب منهج ذاتي يقتفي فيه آثار نفسه وآثار الآخرين الذين يدورون في فلك صيرورته، أو يرتبط بهم هو ارتباط الحالة الإنسانية الوثيقة أو المنبتة على حد السواء، وذلك من خلال خليط السيرة الذاتية والاعتراف الذي ربما أخذ صورة من صور التطهر في كثير من أحيانه، وربما أخذ طابع الإثارة التي تجعل من النص الأدبي نصاً موسوماً بالقبول العريض لتلك الحالة الخارجة من رحم الواقع عارية تماماً، يتتبع القارئ/المتلقي عورتها وينسجم مع ما تفرزه من تابوهات قد لا يقبلها المجتمع العربي المحافظ أو المنغلق على حد السواء.
إذا نظرنا إلى الاعتراف كاعتراف، أو حالة من حالات المواجهة والكشف مع النفس/الذات، ومحاولة جلدها بشكل ما أو بآخر، ومن ثم أمام الآخرين كمتلقين يهزهم نهم الإثارة لناتج هذه التعرية التي يسوقها الكاتب من خلال سرديته أو شعره على حد السواء؛ فإننا نتوه في تلك السراديب التي تأخذنا فيها الكتابة إلى بوابات وبوابات للخروج، وقد تأخذنا إلى سراديب لا نهاية لها ولا خروج منها، ومن ثم تصبح العملية النفسية للكاتب أكثر تعقيداً وإصراراً على الانغماس في تلك الدوامة من الاعتراف الذي قد ينبت من خلال سيرة الكاتب الذاتية المبثوثة، والمحشورة على حد السواء فيما يكتب، حتى ولو كانت ترجمة ذاتية عن الآخرين، وقد تتناغم مع اللحظة التاريخية الاستثنائية المباغتة، والتي يكون الانفجار الذاتي فيها دافعاً لاقتناص لحظة الانسلاخ من الذات والانطلاق للتعبير عن كل ما فيها من انفجار.
إذن فالخطوط الفاصلة بين كل تلك النزعات أو توجهات الكتابة وحيلها -في وعي الكاتب- قد تكون غير موجودة أو شفيفة بالقدر الذي يجعل منها كياناً يتحرك من أجل إتمام العملية الإبداعية المدركة بالحس وبالتجسيد معاً، للاشتباك مع هذا الواقع المهيأ كي تأخذ النفس الكاتبة براحها في التقرير والتأويل معاً، وربما كي تخرج من دائرة القهر المعنوي الذي يمثل عليها ضغطاً بالغ القسوة، يمتد في عمق التاريخ النفسي لها. والنماذج كثيرة في هذا الصدد، فالإبداع الذي يحمل على كتفيه هم التنوير بداية من الذات التي تعاقر خيباتها -على الأرجح- على مساحات الورق الأبيض، ينطلق من بين تلك المسافات البينية التي تقع بين الواقع والتخييل، والتي تكون الكتابة فيها أكثر إثارة وأكثر قدرة عن سبر مكنونات الذات البشرية التي تعاني من غفلتها، ثم تقوم قيامتها كي تصنع مشهداً يعتمد على فك أو كسر كل القيود، أو جزء منها للانطلاق في هذا البراح.
ابن حزم بين البوح والالتزام
فمنذ اعترافات ابن حزم الأندلسي التي تعد أثراً أدبياً بلاغياً، لم يبد في براحنا العربي ما يؤيد تلك النظرة الكاملة المتكاملة لتطور حالة البوح أو الاعتراف القائم على تحريك الساكن في الشعور والحس وتكامل العملية الشعورية المرتبطة بالواقع وكتمانها معاً في رابطة تجعل الإثارة دائماً تحت السطح الهادئ أو الساكن.
ولعله من قبيل العجب ألا نلتفت لمثل هذا الموروث الأدبي الفني الذي يعتبر سفراً من أسفار الكتابة من خلال كتاب (طوق الحمامة) لهذا العلامة العربي الأندلسي الذي يعكس ثقافة عربية تكونت في عصر من عصور ازدهارها، وهو الذي أماط اللثام عن تلك التابوهات في علاقة الحب والجنس وتأثيرهما الوجداني والعاطفي والحسي على حد سواء، وهو الذي يؤثر عنه قوله في طوق الحمامة:
(وعني أخبرك أني ما رويت من ماء الوصل، ولا زادني إلا ظمأ).
فهذا الاعتراف الضمني المجازي الذي يكرس به ابن حزم من خلال لغته وبيانه وامتلاكه لناصية الكلام في زمنه، لمفهوم العلاقة بين الحب وضرورة الوصل، وبين الوصول إلى المبتغى الحسي اللازم لإتمام لذة الوصال والتحقق، وهو من سبيل المسكوت عنه، فهو يقرن بين سيرته الذاتية وبين اعترافاته بهذا الشفافية واللماحية التي نعهدها في الأذكياء والنجباء، الذين يلامسون المراد دون جرحه، حتى وإن كان عن طريق الاعتراف شبه الصريح. فهل كان ابن حزم، وهو العلامة النجيب، محكوماً بتلك القيود الحديدية التي يصنعها له حياؤه أو التزامه على حد السواء، ويؤثر هذا الالتزام على الفضح، وكشف المخبوء والمسكوت عنه، كسمة زمانية ومكانية وعقيدية متأصلة، وهو يقول:
(فالذي كلفني لا بد فيه من ذكر ما شاهدته حضرتي وأدركته عنايتي، وحدثني به الثقات من أهل زماني، فاغفر لي الكتابة من غير الأسماء فهي إما عورة لا تجيز كشفها، وإما حافظ في ذلك صديقاً ودوداً ورجلاً جليلاً، وحسبي أني أسمي من لا ضرر في تسميته، ولا يلحقنا المسمى عيب في ذكره).
فوسيلة الاعتراف هنا تحاول الابتعاد عن الإثارة بالقدر الذي تقترب بها منه، وهي تقترب حثيثاً من ترجمة الآخرين من خلال تلك الذات المعترفة بتجاربها معهم في إطار ومسحة من محاولة التطهر والبعد عن المذمة والحفاظ على شعرة الحياء التي تفرضها النزعة العقيدية الحاكمة بالأساس، مع ارتباط شديد ببنية سيرة ذاتية يلتحم وجودها من خلال تلك اللحمة التي يخشى عليها من الفضح، فهل التطهر هنا هو الغاية التي تتخفى خلف تلك الحالة من التجسيد أم أنها ملمح خارجي لا يعدو كونه غلالة شفيفة من الحياء؟!
التجارب الحياتية المؤلمة
وفي مواجهة هذا المد/القلق الشعوري الناتج عن تلك التجارب الحياتية الصادمة والمؤلمة؛ في غالب أحوالها تجنح كتابات الاعتراف إلى التخفي خلف فصول السيرة الذاتية التي تتعانق مع تفاصيل الحياة، والعلاقات مع الآخرين. فتبدو نزعة التطهر التي تكتنف الشخصية الروائية المستمدة والمستنسخة من الشخصية الواقعية للكاتب أو الكاتبة على حد السواء؛ نموذجاً حاداً وصارخاً في وجه منظومة القيم والثورة على المجتمع الذكوري القمعي، مثلما عبرت عنه بطلة رواية الباب المفتوح للكاتبة والمناضلة السياسية لطيفة الزيات، والتي جسدت فيها دور الاعتراف على خلجات الذات مقترنة برصد تشوهات البيئة/المجتمع/البيت من حولها في عدة نماذج شائهة تكسر النموذج القويم/الحر الذي تبتغيه تلك الشخصية، فيجيء التمرد هنا على مشاهد الجنس التي تبرح الذاكرة إضافة إلى مشاهد الخيانات والاستهانة من خلال الرمز الذكوري الأكبر/الأب، وهي الحالة النفسية الشديدة الوطأة التي أدت إلى حدوث حالة الانفجار على الواقع واللحاق بركب الحرية، وهي هنا تتواكب وتتماشى مع الظرف القومي والسياسي لمصر أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والانضمام إلى حياة جديدة تبحث عن الحرية، في تلك الحقبة التي تمثل منعطفاً بالغ الخطورة في تشكيل التاريخ. فلولا تلك الأحداث/الظرف الاستثنائي لما تفتحت الثغرات كي تجعل لهذه الشخصية مخرجاً نحو النور والحرية
فالاعترافات المتوالية لهذه البطلة/ الأنثى في منتصف القرن العشرين، كسرت حاجزاً مهماً وبالغ الخطورة للتعبير عن أزمة الذات الأنثوية الساردة، وأزمة المرأة المصرية المتعلمة بوجه عام، وبالتوازي مع أزمة الوطن، وبالاتساق مع السير الذاتية المتوازية التي ترجمتها الساردة من خلال اعترافاتها عن علاقاتها بتلك الشخوص الحاكمة والقاهرة، وهي التي أدت في مجملها إلى تصوير حالة التطهر التي تعمل الاعترافات على تفريغ كل الهواجس للوصول إليها في صورة لا تعدم كل الأطراف التي صورتها الكتابة والكاتبة على مبلغ من الإثارة التي انتقلت من حالة الاعتراف إلى حالة ترجمة تصرفات الآخرين، لتكون النتيجة حالة من اليوتوبيا التي تجسد حالة التطهر التي كانت نتيجة نهائية وحاسمة لما قد يسمى اعترافاً إيجابياً بعيداً عن الابتذال والإثارة، وعاملاً مهماً عن تفريغ الأزمة الحياتية الطاحنة. فها هي الكاتبة لطيفة الزيات/الشخصية الساردة تفصح عن تلك النزعة الخفية للاعتراف في قولها:
(أما أعمالي الإبداعية فتحمل بصمتي كهذه المرأة الفريدة التي هي أنا.. في الأعمال الإبداعية أكتشف رؤيتي للحياة وأبلورها، أخلع أقنعتي، فلا أبقي شيئاً غير وجه الحقيقة العاري).
فهل كانت الكاتبة في هذا النموذج على هذا القدر من الوعي من أهمية الاعتراف في كونه كشفاً للحقيقة فقط، أم مبعثاً من مباعث التطهر التي ساقتها تلك النهاية القدرية لتلك البطلة من خلال رمزية الباب المفتوح الذي انفتح على مصراعيه في لحظة تتشابه مع انطلاق العصفور من قفصه هارباً في لحظة من لحظات العواصف وثورة الطبيعة، والرغبة في الانعتاق من السلطة الأبوية والذكورية وقيودها الحاكمة القامعة، ليبقى وجه الحقيقة العاري المتمثل في كثير من المسكوت عنه؟
الاعتراف.. بين الأزمة و الإثارة؟
تلك الرغبة التي تمثلها علامة أخرى بالغة التأثير وأكثر اتجاهاً نحو الإثارة الجنسية والجنوح إلى الواقعية القذرة التي يمثلها (الخبز الحافي) للمغربي الأكثر إثارة للجدل (محمد شكري)، الذي انطلق بجموحه، محتذياً حذو: جان جاك روسو وجان جينيه وأوسكار وايلد.. وغيرهم من الأوروبيين المنفتحين بثقافاتهم المنطلقة دون حدود ودون محاذير، وبحرية قد تفقد الجمال والحس بأبسط معانيه، ربما ليغازل سقفاً عالياً من أسقف الحرية المفرطة وتصوير الابتذال النفسي في أشد صوره الواقعية تجرداً وعرياً، قد لا يمثل جماليات ملهمة بقدر ما يمثل جماليات للقبح، وليقف أمام/ضد موروث من الحياء يستند إلى جماليات اللغة وأقنعتها، التي تمثل إثارة بلاغية من نوع آخر: الاستعارة والكناية والدلالة المجازية التي اختبأ خلفها الشعراء قبل الساردين والحكائين على مدار الزمن العربي الممتد المتمسك إلى حد ببعيد بأصوليته ومرجعياته، وإن كان من القشرة الخارجية في غالب أحواله.
(صباح الخير يا طنجة المنغرسة في زمن زئبقي.. هاأنذا أعود لأجوس، كالسائر نائماً، عبر الأزقة والذكريات، عبر ما خططته عن حياتي الماضية- الحاضرة.. كلمات واستيهامات، وندوب لا يلأمها القول.. أين عمري من هذا النسج الكلامي؟.. لكن عبير الأماسي والليالي المكتظة بالتوجس، واندفاع المغامرة يتسلل إلى داخلي ليعيد لي رماد جمرات غلالة شفافة آسرة).
فها هو محمد شكري يطرح السؤال الأبدي الوجودي المعبر عن الأزمة التي تجعله يعلي من هذا السقف، بل وينزعه، بتلك السيرة الذاتية الروائية (1935 – 1956) كما دونها العنوان التي لا تفارق الحقيقة ولا تجملها لتكون نسخة كربونية منها، ومن ثم تصبح اعترافاً خالصاً يقدم شهادته على واقعه البذيء بداية من طفولة بائسة وعلاقته الشائهة بوالده، وعلاقاته النسائية المتعددة تصريحاً لا تلميحاً، ولا اتباعاً لجماليات قد تزيد من الإثارة الحسية واللغوية وتقلل من فجاجة المحتوى والخطاب الموجه.. فإلى أي مدى تدفعه تلك المغامرة، وإلى من يتوجه بهذا الخطاب الحسي المغرق في شهوانيته وساديته، والمستغرق في اعترافاته المتوالية؟
لعل المتابع لتلك الملهاة يلحظ ذاك الهم من الأسى والنوازع النفسية التي تعترك بداخل تلك الذات لتعلي من قيمة هذا الاعتراف كوجه من أوجه الإثارة في ضفتها الأخرى والتي تبحث عن إعلاء قيمة التحرر والانفتاح على العالم بكل مساوئه وإحباطاته، تلك الإحالات التي تتجاوز تصوير الواقع إلى تصوير حالة الرعب والخوف التي تتملك الشخصية المهجوسة بواقعها المرير والذي تتراءى صوره وتتقاطع لتشكل بنية الاعتراف وهيكله الذي يشيد به عمله الروائي على مذبح الزمن الذي يهز له ذيله طرباً! فهل تمثل كل تلك التحديات والمواجهات الصعبة مع الواقع، سبباً لهذا الهبوط برصد الواقع بتفاصيله المشينة الضاغطة على الوعي، انتقاماً من هذا الواقع لفضح ممارساته شديدة الوطأة على الذات والمجتمع من حولها، لينقل تلك الصورة التي تجعل من الحياة كابوسا حقيقياً:
(خرجت من المخبزة خائفاً أن يحدث لي ما حدث لليزيدي، أو أكثر، فضلت الخوف في طريقي إلى منزلنا.. كنت أغامر.. لقد سمعت كثيراً عن الاغتصابات الجنسية التي تحدث للفتيات والصبيان، الطريق إلى سكنانا مظلم، مخيف في الليل).
هكذا يعشش الخوف في الرؤوس ليكون سبباً في ترسيب الرهبة والأزمة في الوعي، فيرتبط بها، ارتباطه بالمكان، وبالذكرى المرتبطة بالزمان لتصنع التاريخ المدون على عنوان الرواية، مكرساً لنوع من التوثيق، ويحتفظ بكل المشاهد المادية والمعنوية الهائلة العدد، التي تكرس للمأساة على النحو الذي يجعل ردة الفعل أو الأثر الانفعالي هو تلك النبرة من العداء التي يتعامل بها السارد مع الواقع فيندد به دائماً، ويتخذ منها أسباباً متعددة للمغامرة والتمرد على الواقع، ومن ثم الإثارة الجنسية والذهنية، الناتجة عن تراكم نفسي، التي ربما لم تكن هي الغرض الأهم من تسجيل تلك الاعترافات، إلى الحد الذي تكون فيه أكثر منها انتقاماً ومحاولات للقصاص منه، وتجسيد تجربة إنسانية وروائية مثيرة للجدل، والحجب والمنع، والإقصاء في مواجهة موروث من التقاليد والأعراف والعقائد! والسؤال: (أين منها من نزعة التطهر التي ربما كانت غرضاً مهماً من أغراض كتابة الاعتراف؟)
الاعتراف.. وورقة التوت الأخيرة
هل تمثل الاعترافات معيارية حاسمة يمكننا من خلالها أن نرصد الحالات الخالصة المصفاة التي تتعامل مع هذا النوع من الكتابة بصراحتها وشفافيتها المتناهية وصدقها المنشود لتعطي صورة كاملة للحقيقة التي قد تهم كثيرين، وقد لا تهم أحداً على الإطلاق؟ أم سيظل هذا الاختلاط والانسجام والتباين والتضارب بين الحدود الشفيفة، والتي تنعدم أحياناً بين ألوان السرد الذاتي الذي يتواتر بين الانفعال الحسي للسيرة الذاتية وتكريس الكتابة عن الذات، وتضفيره بالترجمة عنها وعن الآخرين، وصولاً إلى الانفعال الأسمى وهو انفعال الاعتراف كسلاح أخير ينزع القشرة الرقيقة أو ورقة التوت الأخيرة عن وجه الحقيقة المغمور تحت طيات الذات، وتحت ضغط نفسي انفعالي وجملة توترات تعمل على التعجيل والإقدام على كشف المخبوء بنوع من الانفجار والصراحة شبه المتناهية، والمبالغة في أحيان كثير.
وهو الضغط الواقع والمؤدي لأهمية الاعتراف الذي تكاد تكون حقيقته قد سئمت من التخفي خلف غلالات السيرة والترجمة، في ظل توتر العلاقة والمفاهيمية بين معيارية الفهم القيمي للواقع. ربما لتكوين شهادة تتباين ظروف اقترابها من الواقع، والتماس مع الخيال الذي قد يلازم تلك الذات الباحثة عن طوق نجاة من خلال هذا المزيج النفسي الذي تتكون منه حالات الاعتراف، وارتباطها دائماً بالتابوهات والمسكوت عنه، فشتان ما بين روحانية اعترافات ابن حزم المغلفة لحسيته بأناقتها وتحريكها للروح، وإثارة محمد شكري في اعترافاته شديدة الوطأة شديدة الفضح للواقع وللذات، وما بينهما من اعترافات لطيفة الزيات التي اكتست بهذه الرغبة في التحرر وإثبات الذات، والتطهر بالفكر وفلسفة المواجهة. ومن جهة أخرى شتان بين واقعية التعامل بالاعتراف مع آليات القمع الجنسي والاجتماعي والنفسي بينها وبين خبز (محمد شكري) الحافي، في نماذج قد تعبر عن نقاط مضيئة في المدونة العربية الروائية، والتي تثير سؤالاً معياريا عن ماهية الأدب واعترافاته دون مواربة ومداورة وإحداث لمتعة التخييل لدى المتلقي التي تثيرها الكتابة الفنية بأساليبها وجمالياتها بعيداً عن مباشرة التسجيل والرصد حين يكون الاعتراف مباشرة بالخطايا أو الانتكاسات في واقع قد لا يعترف بها، ويقيم المتاريس حولها لتعود وتتسلل في طيات الكتابة! فبداية وإلى ما لا نهاية: (الأدب ليس بريئاً تماماً).

محمد عطية محمود – مصر

عن مصدر الخبر

المصدر

Editor

Ads Here