G20: السعودية.. قوة فاعلة وعامل توازن
أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، خلال مشاركته في اجتماع الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار والممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، في نيودلهي، على هامش قمة مجموعة العشرين أمس (السبت)، توقيع مذكرة تفاهم لمشروع ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، لتعزيز الترابط الاقتصادي، وتطوير وتأهيل البنى التحتية، وزيادة التبادل التجاري بين الأطراف المعنية. وشدد على أن الأسس التي بُنيت عليها هذه المذكرة تحقق «المصالح المشتركة لدولنا من خلال تعزيز الترابط الاقتصادي، وبما ينعكس إيجاباً على شركائنا في الدول الأخرى، والاقتصاد العالمي بصورة عامة». وأضاف: سيسهم هذا المشروع في تطوير وتأهيل البنى التحتية التي تشمل السكك الحديدية، وربط الموانئ، وزيادة مرور السلع والخدمات، وتعزيز التبادل التجاري بين الأطراف المعنية، ومدَّ خطوط الأنابيب لتصدير واستيراد الكهرباء والهيدروجين، لتعزيز أمن إمدادات الطاقة العالمي، إضافة إلى كابلات لنقل البيانات من خلال شبكة عابرة للحدود ذات كفاءة وموثوقية عالية. وزاد أن المذكرة تدعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، وسيساهم تنفيذها في توليد فرص عمل جديدة ونوعية، ومكاسب طويلة الأمد على امتداد ممرات العبور لجميع الأطراف. ونوّه ولي العهد بمبادرة الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار التي أطلقها الرئيس الأمريكي جو بايدن. وأعلن الأمير محمد بن سلمان، مشاركة السعودية فيها بـ20 مليار دولار. وذكرت (بلومبيرغ) أن ولي العهد ومضيّفه رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي سيفتتحان -على هامش زيارة الدولة التي يقوم بها الأمير محمد بن سلمان للهند- منتدىً استثمارياً سعودياً هندياً، يركّز على الكيماويات، والطاقة، والتصنيع، ومشاريع التكنولوجيا. وكان الأمير محمد بن سلمان عقد اجتماعاً ثنائياً مع رئيس الوزراء الهندي قبيل انعقاد القمة. كما التقى ولي العهد أمس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكشفت السعودية والولايات المتحدة وشركاؤهما في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، أمس، مشروعاً ضخماً لبناء ممر يربط المناطق الثلاث بالسكك الحديد والموانئ البحرية، في مسعى لتعزيز التبادل التجاري، وحركة نقل البضائع. ويربط المشروع السعودية بالإمارات بالسكك الحديد، ثم يستخدم الموانئ للوصول إلى الهند، على مسافة تتجاوز 4.800 كيلومتر. وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن المشروع سينطوي على تطوير البنية الأساسية للطاقة والنقل، كما سيتيح إنتاج ونقل الهيدروجين الأخضر إلى الشركاء. وزاد أن المشروع سيتضمن تعزيز شبكات الاتصالات ونقل البيانات، من خلال كابل بحري جديد يربط بين الدول المعنية. وقال المسؤول الأوروبي إن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يساندان أيضاً مشروعاً لإنشاء ممر عابر للقارة الأفريقية. وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لين في نيودلهي، أمس: إن الممر المزمع في الشرق الأوسط سيزيد سرعة نقل التجارة بين الهند وأوروبا بنسبة 40%. وقال رئيس وزراء الهند: إنه تم التوافق بنسبة 100% على البيان الختامي للقمة، خصوصاً قضايا التنمية والقضايا الجيوبوليتيكية. ووصفه بأنه «نداء قوي من أجل الكوكب، والشعوب، والسلام، والازدهار في عالم اليوم».
وكان الأمير محمد بن سلمان وصل إلى نيودلهي أمس، حيث كان رئيس وزراء الهند مودي في استقباله. وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الهند صالح الحصيني أن للمملكة دوراً رائداً تعول عليه مجموعة العشرين، بوصفها حلقة رئيسية ضمن سلسلة العمل الدولي، لتحقيق نمو وازدهار الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قفز بنسبة 50%، ليصل إلى 53 مليار دولار، مقارنة بـ35 ملياراً في 2021.