صوت المملكة يتشكل في مجلس الشورى
جاءت الدورة الثامنة الشورية بعد صدور الأمر الملكي بإعادة تشكيلها والنظر في اختيار الأكفأ لها، حتى رأينا وجوه المملكة في هذا التشكيل بما يطلق عليه خارطة المملكة، تستجد في اختيار مرشحي مجلس الشورى الجديد، وهي خطة حرصت القيادة على العمل من أجلها وتوزيع شخوصها بدءاً من الشمال حتى آخر نقطة في الجنوب، وكذا الشرق والغرب، مع تنوع في العطاء والفكر التنويري المتجدد لدى بعض الشخصيات الهامة، في مجال الدين والأمن والتقنية والرياضة والإعلام والأدب والتجارة والصناعة والأسرة وغيرها. ورأيت في خارطة المملكة التي مثلها مجلس الشورى بحلته الجديدة، الدور الملقى على عاتق المرأة حيث احتلت مكانة إدارية في التشكيل ثم في العضوية واللجان، والاستجابة لتنوع عطاء المرأة في اختيارات التخصص، وهذا أمر ملفت لكل من قرأ الأسماء المرشحة، يعلم ويدرك تماماً حرص القيادة، وفقها الله، على تقديم أفضل العناصر والاختيار الجاد لمجلس الشورى، وهذا ما سيظهر في الجلسة الأولى عندما تشكل اللجان ويستمعون إلى الخطاب الملكي السنوي في افتتاح الدورة الجديدة الأولى، والتي نبارك لأعضائها نيل الثقة الملكية والتزكية من المجتمع والوطنية الراسخة في نفوس هؤلاء الأعضاء، كما نشيد ونبارك بالثقة الغالية لرئيس المجلس الدكتور عبدالله آل الشيخ الذي تضع الدولة الكريمة فيه ثقتها بقيادة أهم جهاز يقوم بدراسة قضايا الوطن أمام قبة الشورى بشكل أسبوعي، كيف لا وهو الرجل الذي تجددت معه الثقة من قيادتنا لعدة دورات شورية يسعد بها الوطن أن رجالاته عند مستوى المسؤولية، وسينظر الأعضاء الجدد إلى مفردات الخطاب الملكي السنوي الذي يرسم خارطة طريق المجلس بما فيها من نظرة داخلية وخارجية للموقف الحكيم من قيادتنا تجاه القضايا المحلية والخارجية، والذي يترقبه العالم كله خلال أيام قليلة قادمة. لا شك أن الخطاب سيكون كالمعتاد رسالة لكل عضو شورى يدخل بوابة المجلس، مع يقينه أنه حمل أمانة الوطن في ذهنيته ليؤديها بإذن الله على أكمل وجه وهو المأمول من رجالات الوطن. نحن وإياك على موعد مع بدء دورة جديدة وعطاء متقد، سيطرح فيها كل عضو فكره ومقترحاته بما يحقق لهذا الوطن تنميته ونهضته، والمواطن وهو يرى تجدد الرؤية الكريمة 2030 يربط ما يحدث فيها من نمو وعطاء بتجدد مع الأفكار والطروحات التي يقدمها الشوريون خلال دورتهم الجديدة. ومن أبرز القضايا التي ستكون بالطبع أمام المجلس ما يشغل الرأي العام وهو كيفية تعميق الانتماء الوطني، ودور التعليم والإعلام في دعمه وتأطيره، والحرص على اللحمة الوطنية المتجذره ولله الحمد في الوطن الغالي. كذلك مراجعة أحاديث الناس في التعليم عن بعد، بعد الجائحة ومراجعة ملف الابتعاث، ودعم برنامج السعودة الذي يؤرق الناس اليوم، والتوطين الذي تحرص عليه الرؤية الكريمة التي أطلقها سيدي ولي العهد حفظه الله، وغيرها من الملفات التي بلا شك سبق للمجلس تناولها بشكل أو بآخر لكنها تحتاج إلى المراجعة والدفع بها مرات حتى تنضج وتخرج إلى حيز التنفيذ. نسأل الله تعالى لزملائي في الشورى التوفيق بقيادة رئيسه وزملائه، ولقيادتنا مزيدا من التوفيق.
Next Page >