لوحة سلطان
ابن الديرة
وتستمر عجلة التطوير في الشارقة، متنقلة من مكان إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى، ترسم لوحة جمالية في مناطق ازدانت بمشاريع يقف خلفها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي تحولت الإمارة بفعل توجيهاته ورعايته وإشرافه المباشر على شؤون البلاد والعباد، إلى جنة خضراء مترامية الأطراف، تصل بينها طرق وشوارع عصرية تسمح للمتنقل بين جنباتها، بأن ينعم بجمال الإمارة التي لا تنفك تزداد اخضراراً، مع حرص سموه على حماية الطبيعة، وتعزيزها بمشاريع تخضير وغرس أشجار من سفوح الجبال إلى قواعدها.
بالأمس القريب كانت مدينة كلباء على موعد مع افتتاح طريق جديد بطول 26 كيلومتراً، يختصر المسافة بينها وبين مدينة الشارقة إلى ساعة، بدلاً من ساعة ونصف الساعة، وأمس يعود سموه، إلى استكمال مشروعه الكبير بالنهوض بمدينة خورفكان، عبر افتتاح حديقة شيص وقرية نجد المقصار، ليبعث برسالة مفادها أن إرادة الإمارة أقوى من الأزمات، وأن المشاريع المخطط لها لن تستطع جائحة «كورونا» تغيير خارطتها الزمنية، وأن الشارقة ماضية على طريق التطوير لتتزين بمرافق تصب جميعها في خانة إسعاد المجتمع، وتحفيز الحركة الاقتصادية والسياحية.
المشاريع التي يتم تدشينها وافتتاحها تباعاً، تعكس توجهات الإمارة الحريصة من جهة على تجميل مختلف مناطقها، ومن جهة أخرى على إحياء المناطق الأثرية التي تحكي سيرتها العطرة، وتقص عبر آثارها تاريخ وطبيعة حياة ومعيشة أجدادنا العظام.
فإذا كانت حديقة شيص تمثل أحد المشروعات البارزة التي تشجع السياحة البيئية، نظراً لتميز موقعها الفريد بين أحضان الجبال الشاهقة، وتوفيرها للزوار والسياح، تجربة سياحية فريدة لاكتشاف أجواء المناطق الجبلية والاستمتاع بها، فإن قرية نجد المقصار تحفل بعبق التاريخ، حيث تقص منازلها الـ13 رواية تعود إلى ما يقرب من مئة عام، تروي فصولها إرادة أناس اتخذوها سكناً وملاذاً من جريان السيول. وبين هذا المشروع وذاك، تأتي مبادرة زراعة الجبال الواقعة على طريق الشارقة خورفكان، بأشجار التين والسقب والميز واللبان العربي، لتؤكد سعي سموه للحفاظ على البيئة وضمان تنوعها الحيوي، وإعادة إحياء بعض المناطق وزراعتها بأنواع من الأشجار والنباتات تتوافق مع مكوناتها الطبيعية.
من الواضح، أن خارطة جمالية جديدة ترسم للإمارة الباسمة التي ينتظر ساكنوها بفارغ الصبر، زيارة سموه، حاملاً لهم بشرى التطوير الذي سيطال مختلف مناطق الإمارة، عبر تسلسل زمني وضعه سموه، لينال كلٌ نصيبه، من لوحة سلطان الجمالية.
ebnaldeera@gmail.com