السياحة تساهم بـ %10 من الاقتصاد.. و%52 من الناتج المحلي «غير نفطي»
انطلقت أعمال ملتقى ميزانية 2025 بمشاركة عددٍ من الوزراء والمسؤولين، إذ تم تسليط الضوء على النجاحات المحققة في إطار رؤية 2030 والإصلاحات التي تدعم الاستدامة المالية والاقتصادية في المملكة.الرؤية تواصل تقدمها
أكد وزير الاقتصاد والتخطيط فيصل الإبراهيم، أن رؤية 2030 تتقدم بخطى ثابتة في عامها الثامن، وأن أحد أهدافها الرئيسية هو إطلاق إمكانات المواطن وتقليل الاعتماد على النفط.
وأشار إلى نمو الأنشطة غير النفطية في فترة وجيزة لتصبح 52% من الناتج المحلي، وأن هذا التطور هو أكبر دليل على نجاح الرؤية. كما شدد على أن عوائد الاستثمار في القطاعات العسكرية تحمل أبعاداً إستراتيجية واقتصادية على المدى البعيد، مشيراً إلى استمرار العمل على تطوير البنية التحتية لخلق المزيد من الفرص.
النمو الهيكلي
كشف وزير المالية محمد الجدعان أن القطاعات المستهدفة تنمو بشكل مميز عن طريق نمو هيكلي يصعب الوصول إليه في فترة قصيرة؛ مثل قطاعات النقل والخدمات اللوجستية والطاقة وغيرها.
وأضاف أن نمو الاقتصاد المستدام يعتمد على مالية عامة مستدامة، خصوصاً في الاقتصادات المشابهة لاقتصاد المملكة، مبيناً أن تركيز المالية العامة على القطاعات ذات الأثر المباشر على التنمية الاقتصادية والتنويع الاقتصادي مهم جداً، إذ من أهداف رؤية المملكة 2030 المحافظة على مالية عامة مستدامة بعيداً عن التقلبات في بعض الإيرادات مثل القطاعات النفطية وغيرها لتحافظ على استدامة تمويل القطاعات التي تحتاج إلى نظرة طويلة المدى لتستقر.
وذكر أن تمكين المالية العامة مهم، إذ إنه في بداية الرؤية كانت هناك إصلاحات قد يعتبرها البعض «مؤلمة» مثل خفض الدعم وفرض الضرائب والرسوم ولكن الاقتصاد استطاع تجاوزها، مبيناً أن الهدف منها الوصول إلى مرحلة تستطيع المالية العامة معها دعم الاقتصاد بشكل مستدام.
وأضاف الجدعان أن الإنفاق المستدام هو حصيلة تنوع الاقتصاد واستخدام كافة الأدوات مثل أدوات الدين، مشيراً إلى أن التركيز، حالياً، يكون على القطاعات التي تحمل فرص نمو أعلى مثل قطاعات الطاقة المتجددة والتقنية وفرص توطين سلاسل الإمداد فيها.
استثمار 25 شركة
أعلن وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي، وجود طلبات استثمار من 25 شركة، بينها شركات دولية للاستثمار في الأندية التي تم طرحها للتخصيص في المملكة. وأوضح أن العوائد المتوقعة من هذه الفرص الاستثمارية تصل إلى 500 مليون ريال. وكانت وزارة الرياضة، بالتعاون مع المركز الوطني للتخصيص، قد أعلنت في شهر أغسطس الماضي، البدء في طرح ستة أندية رياضية للتخصيص، وهي: الزلفي، النهضة، الأخدود، الأنصار، العروبة، والخلود؛ بهدف جذب المستثمرين المحليين والدوليين.
وأشار الفيصل إلى أن قطاع الرياضة في المملكة شهد استضافة 80 فعالية دولية خلال السنوات الماضية، استقطبت أكثر من مليوني سائح من 160 جنسية مختلفة، كما سلط الضوء على أهمية معايير حوكمة الاستدامة المالية، التي ساهمت في تعزيز الكفاءة الإدارية للأندية وتقليل نسبة الديون.
وفي جانب التوظيف، كشف وزير الرياضة أن الأندية الرياضية وفرت آلاف الوظائف بدوام كامل، وأن الوزارة تهدف إلى تحقيق 130 ألف فرصة وظيفية بحلول عام 2030، في إطار رؤية المملكة لتنمية القطاع الرياضي.
%3.10 البطالة الكلية
كشف وزير الموارد البشرية أحمد الراجحي، أن نسبة البطالة الكلية في المملكة بلغت 3.10%، وأن مستهدف الرؤية الخاص ببطالة السعوديين تم تحقيقه، إذ وصلت إلى 7.1% قبل الموعد المحدد بست سنوات.
وأضاف الراجحي أن الوزارة نفذت إستراتيجية سوق العمل بنسبة 84% خلال أربع سنوات، وتعمل حالياً على إستراتيجية جديدة لنقل السوق السعودية إلى العالمية، وأنه تمت إعادة تصميم 152 برنامجاً لدعم المواطنين في المملكة بقيمة 120 مليار ريال.
580 مشروعاً تعليمياً
استعرض وزير التعليم يوسف البنيان أبرز المشاريع التعليمية؛ التي شملت بناء وإعادة تأهيل أكثر من 580 مشروعاً بتكلفة تفوق ملياري ريال خلال عام 2024. وأضاف البنيان في ملتقى ميزانية 2025، أنه تم رصد 166 مشروعاً بتكلفة تفوق أربعة مليارات ريال خلال عام 2025.
وأشار إلى أنه تمت إضافة ثلاث مدن تعليمية لتصبح خمس مدن تعليمية ضمن منظومة اليونسكو خلال عام 2024، وابتعاث 10 آلاف طالب إلى أفضل 200 جامعة في العالم. وأضاف البنيان أن الوزارة ستستمر في مبادراتها في عام 2025 على نفس النسق مع تعزيز هذه المبادرات لتجويد مخرجات التعليم.
%15 نمو عدد المسافرين
أكد وزير النقل والخدمات اللوجستية صالح الجاسر، أن إستراتيجية المنظومة؛ التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ساهمت في نمو القطاع بنسبة 17% خلال عامي 2022 و2023، مع قفزة بـ17 مرتبة في الأداء اللوجيستي على المؤشرات الدولية.
كما أشار إلى نجاح الجهود الوطنية في تحسين جودة الحياة والسلامة المرورية، إذ شهدت المملكة انخفاضاً ملحوظاً في الحوادث الجسيمة والوفيات على الطرق. وذكر أن قطاع الطيران حقق نمواً كبيراً، إذ زاد عدد الوجهات المرتبطة بالمملكة بنسبة 50% مقارنة بفترة الجائحة، ونما عدد المسافرين بنسبة 15% منذ بداية العام.
298 ملياراً مساهمة «الرقمي»
من جانبه، أوضح وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله السواحة، أن تصنيف المملكة الائتماني ارتفع إلى Aa3، مما يعكس قوة السياسة المالية والنقدية.
وأشار إلى أن الاقتصاد الرقمي بات يشغل حيزاً مهماً في الاقتصاد الوطني، إذ يعمل 370 ألف شاب وشابة في القطاع، وتبلغ مساهمته 298 مليار ريال، لتصبح السوق التقنية ثالث أكبر محفظة استثمارية بعد الطاقة والعقار.
الصناعة والبنية التحتية
أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف أن القطاع الصناعي شهد نمواً كبيراً في ثلاثة مؤشرات حيوية، وهي إصدار أكثر من 1100 رخصة، دخول 900 مصنع حيز الإنتاج، وتمويل مشاريع بقيمة 12 مليار ريال عبر الصندوق الصناعي لعام 2024. كما أشار إلى أن إجمالي المشاريع الصناعية تجاوز 60 مليار ريال، مع تركيز مستمر على تطوير الأراضي الصناعية لتحقيق استدامة القطاع.
%10 مساهمة السياحة
أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أن مساهمة قطاع السياحة في الاقتصاد الوطني بلغت 5% بنهاية العام الماضي، مع تسجيل 109 ملايين سائح، متجاوزة المستهدف البالغ 100 مليون سائح. وأضاف الخطيب، خلال مشاركته في جلسة حوارية بعنوان (التنوع الاقتصادي في إطار الميزانية) ضمن ملتقى ميزانية 2025، أن المملكة تسعى للتركيز على إنفاق السياح بدلاً من أعدادهم، وتستهدف رفع مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10% بحلول عام 2030. وأشار الخطيب إلى تطور ملحوظ في توجه السياح داخل المملكة، إذ زار 27% من السياح القادمين خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي أكثر من مدينة سعودية، مقارنة بـ14% خلال العام الماضي، مما يعكس جاذبية المدن السياحية السعودية وتنوعها.
ميزانية 2025: