نواحٌعلى مطل الجزيرة
قفوا جدلاً يؤثِّرُ في النحيبِ الهشِّ لا يُنفى بمفردهِ،
ارتباطُ الحزنِ بالأشياءِ مِنحتهُ
وشُقُّوا في جذوع النخلِ نافذةً
تُقِلُّ الدمعَ للباكين طائعةً
بمَن فتقَ الحجارةَ
باسم نخلتهِ
بكل بني الترابِ
القابضينَ على الهدوءِ يواكبونَ الصحوَ
أقسمَتِ الجراحُ
بأنَّها رُطَبٌ
غفى في الصيفِ فاتُهِمَا
وأفلتَتِ المراثي من مقام النوحِ
فاختلَّ النحيبُ وأوسع النوتات تجريحا
بنا وَلَهُ الرماديينَ لا تطفوا هزائمُهم بلا نَهمِ المسافةِ
فاستفق يا بحرُ
لا ترحلْ
بكَ اتشحَ الهواءُ
فخُذ هواءً
لا يغيظ اللهْ
كثيرون استجابوا للنواح على المطلِ
فغرّهم هزل الرواء
استعصموا بنحولهم قالوا:
انصرف يا حزنُ لست تروقنا
لسنا بخيرٍ جلّ هذا الحزن عنّا
واستراحوا قبل ترميمِ المتاهةِ
والمساحةُ بين جدينا ظلالٌ
ما لهذا البحرِ يخشى أن يُعيدَ متاعنا،
هل أرغموه على التنهدِ
كي ننوحَ فننتشي
أم أنَّ بحاراً أراح عيونَهُ
استغنى فغنى
البحرُ منسوبٌ لخيبةِ قاطنيه
استحلفوه
فربما
ترك الغريقَ أمانةً
ولربما ردّ الوصايا خلسةً أيعيقه الإتيان بالشوق القديم
إذاً
فكيف إذا تنهدَ منزلُ البحَّارِ
أعجبنا التنهُدُ
واعترى هذا المطل نواحٌ
انتقدَ الوجوهَ
فعُطِّل المنفى
وأيَّدنا التهافتُ صوب ملح البحرِ
ملحٌ لو أطالَ نزوحَهُ آذى مذاق البدر
فوق رصيفهِ جاثٍ هناك
يظن أن البحرَ ينقصُ كلّما شحت أشعتُهُ
فماذا الآن غير نواحٍ ابتدعوهُ
كي ينفوه
قالت جدّةُ البحارِ:
كفّوا الآن عن توبيخ ملح البحرِ
تكبرُ في الجزيرةِ أحرفٌ لثغت بها طرق النخيل ومعطياتُ الماءِ
أوشكنا التذلل للأزقةِ
تحتفي تحريفَ أوجهنا
ووصم جبيننا بالحبِ
نوحوا إننا شؤمٌ وليس الوقت يعصمنا
ولا البحارةُ انتبهوا
لحاضر أمنياتِ الوقت…