معرض كتاب الرياض «وجهة مُلهمة للإنسان» والضيف سلطنة عُمان
انطلقت، أمس الخميس، فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، في حرم جامعة الملك سعود بمدينة الرياض، بمشاركة أكثر من 1800 دار نشر، تنتمي لما يزيد على 32 دولة حول العالم، وتعرض أحدث إصداراتها الفكرية والعلمية والثقافية ضمن 800 جناح، تمتد على مساحة تبلغ نحو 55 ألف متر مربع، وتشارك في المعرض هيئات ومؤسسات ثقافية، ودور عالمية تعرض مقتنيات نادرة وثمينة، من بينها كتب ومخطوطات نفيسة، ولوحات فنية.
سلطنة عمان ضيف شرف بتجربة أدبية راقية
تحلُّ سلطنة عُمان ضيف شرف على المعرض هذا العام، وتحضر النُّخب بتجربة أدبية راقية، وتشارك عُمان في المعرض في ظل ما يجمعها بالمملكة من الروابط التاريخية والعلاقات الأخوية المتينة، ما يعزز التبادل والتعاون الثقافي بين البلدين، ويعرض جناح سلطنة عمان كُتباً ومخطوطات، وتمثيلاً لمكنونات ثقافتها الوطنية، كما يحضر عدد من رموز الثقافة ومشاركة المواهب والمبدعين العُمانيين، وتستعرض دُوْرِ نشرٍ عُمانية إصداراتها. وأكد وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة العماني السيد سعيد بن سلطان بن يعرب البوسعيدي، أن مشاركة سلطنة عُمان؛ باعتبارها ضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام، تكتسب أهمية بالغة؛ نظراً لأهمية معرض الرياض بين المعارض الإقليمية والعربية، ولكونها تأتي في ظل الحراك المتنامي والتقارب الوطيد بين البلدين الشقيقين على مختلف الأصعدة، موضحاً أن سلطنة عُمان؛ ممثلةً بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، تولي أهمية بالغة لهذه المشاركة، وتبذل كافة المساعي الممكنة لإظهار هذه المشاركة في المستوى الذي يلبّي طموحات كلا البلدين، ويقدم رؤية واقعية عن المشهد الثقافي العُماني للقارئ السعودي، لافتاً إلى أنه جرى إعداد برنامج ثقافي شامل، يغطّي أيام انعقاد معرض الرياض للكتاب، ويشتمل على مختلف المجالات والمفردات الثقافية من المحاضرات الفكرية والتاريخية، والأمسيات الشعرية والموسيقية والفنون الشعبية، والندوات وحلقات العمل والجلسات الحوارية والنقاشات في مواضيع اجتماعية وأدبية؛ مثل، الرواية وأدب الطفل، وفنون المعمار.
البرنامج الثقافي من السياسي إلى الاجتماعي مروراً بأحاديث الذكريات
تحفل نسخة المعرض هذا العام ببرنامج ثقافي ضافٍ ومتنوّع، يتضمن أكثر من 200 فعالية موزعة على الأيام العشرة للمعرض خلال الفترة من 28 سبتمبر إلى 7 أكتوبر، ما بين ندوات حوارية مثل، ندوة (للراحل محمد علوان: تقديراً لمسيرة ثقافية وعملية)؛ يشارك فيها الكتاب السعوديون: قينان الغامدي، وحسين علي حسين، وابن الراحل غسان علوان، والدكتورة شيمة الشمري، والدكتور عبدالله الماجد، ويديرها الدكتور سعيد الدحية الزهراني. وندوة (علامات في الجسر الثقافي العربي الصيني)؛ التي يشارك فيها رئيس تحرير مجلة (الصين اليوم) التي تصدر باللغة العربية، وناشرة صينة، وتعقد الندوتان في اليوم الأول للمعرض. وندوة (المستقبل والقيمة التاريخية لميثاق الملك سلمان العمراني) يشارك فيها الأكاديمي والمعماري السعودي عاصم العبداللطيف، والكاتب مشاري الذايدي، والمعماري الدكتور مشاري النعيم، والأكاديمي والمعماري فهد اللهيم، ويقدمها الدكتور فهد العتيبي، وتعقد في اليوم الثاني للمعرض. وندوة (إياد علاوي: السيرة والمذكرات)، التي يشارك فيها رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، ويقدمها مالك الروقي، تعقد في اليوم الرابع للمعرض، وتعقد في اليوم الثامن من المعرض ندوة (سلطنة عمان في مدونة التراث العربي)، التي تستضيف الدكتور هلال بن سعد الحجري، ويقدمها يونس النعماني، ويضم البرنامج الثقافي أيضاً، أمسيات شعرية يحييها نخبة من شعراء الفصحى والنبطي منها أمسية (على صهوة شعر) يشارك فيها الشعراء عبدالله العريمي، وبدرية البدرية، ومحمد بن مسلم، ومحمد إبراهيم يعقوب، وحوراء بنت علي الهميلي، ويقدمها خميس بن قلم الهنائي (سلطنة عمان)، وتعقد في اليوم الثالث من المعرض، وكذلك (أمسية شعرية: رموز في الشعر)، التي تستضيف الشعراء، يوسف الكمالي (سلطنة عمان)، وطاهر رياض (فلسطين)، وعدنان الصايغ (العراق)، وحسن المطروشي (سلطنة عمان) والأكاديمية السعودية الدكتورة فاطمة القرني، وتقدم الأمسية الدكتورة سهام العبودي، وتعقد مساء اليوم العاشر للمعرض.ويتضمن البرنامج الثقافي، ورش عمل في شتى ميادين المعرفة مثل ورشة (برمجة الأفلام والمهرجانات السينمائية)، التي يقدمها الناقد السينمائي والمترجم المصري محمد طارق، التي تقدَّم في اليوم الأول للمعرض، وورشة (المحطة المستقبلية للمحتوى الرقمي)؛ التي يقدمها المدون السعودي فؤاد الفرحان، في اليوم التاسع للمعرض، ومنطقة للطفل لتثقيف الأطفال، وإثراء قدراتهم، وصقل مهاراتهم المعرفية؛ إذ ينظم معرض الرياض الدولي للكتاب لأول مرة هذا العام، مسابقة للإلقاء الشعري مخصصة للأطفال، ليستمتع الطفل بتجربة تعلم مهارات الكتابة الشعرية، وتقنيات الإلقاء، ما يعزز المهارات اللغوية والشخصية للطفل، ويصبح أقدر على تحمُّل المسؤولية، ويسهم في اكتشاف المواهب وتنميتها، كما يشمل البرنامج الثقافي عروضاً مسرحية منها، مسرحية (الملاذ الأخير) من إخراج ماجد السيهاتي، التي تعرض مساء الأيام الثلاثة الأولى للمعرض، ومسرحية (حكاية شاعرة) إخراج فهد الدوسري، وتعرض مساء الأيام الثامن والتاسع والعاشر من المعرض.
ويحتضن المعرض أيضاً منصات لتوقيع الكتب؛ تستضيف مجموعة من الكُتاب لتوقيع أحدث إصداراتهم وإهدائها إلى قرائهم، وركناً للمؤلف السعودي للنشر الذاتي، يتيح فرصة لعرض أكثر من 400 عنوان للمؤلفين السعوديين، إذ يتولى المعرض إدارة الركن، واستلام الكتب، وبيعها، والتحصيل والمخالصات المالية.
تحديات صناعة النشر في مؤتمر الناشرين
يشارك الناشرون في (مؤتمر الناشرين الدولي)، في دورته الجديدة، خلال اليوم الرابع من المعرض، برعاية هيئة الأدب والنشر والترجمة، ومشاركة نخبة من المتحدثين المحليين والدوليين، من قادة صناعة النشر، والناشرين الأفراد، والمؤلفين، وصنَاع المحتوى، والمتخصصين؛ لبحث مستقبل نمو صناعة الكتاب، والتحديات، التي تواجه سوق النشر.
وتتناول الجلسات الحوارية للمؤتمر مختلف جوانب صناعة الكتاب، ومستقبل النمو في صناعة إبداعية تواجه مجموعة من التحديات المعاصرة، كما تناقش جملة من الموضوعات؛ لنقل التجارب الاحترافية للشركات الناشئة، وتعزيز فرص الناشرين المحليين في دخول مجال تداول الحقوق والنشر، وتمكين بيع وتداول الحقوق ونقل التجارب، وتصدير الثقافة السعودية للعالمية، وتطوير صناعة النشر باعتماد أعلى معايير الجودة وأفضل الممارسات العالمية، والمبيعات والتسويق، وكيفية الوصول للجمهور المستهدف. وتتطرق جلسات أخرى لحفظ الحقوق وتأثير الذكاء الاصطناعي على حقوق الملكية الفكرية، بالإضافة إلى موضوعات متنوعة في مجال ريادة الأعمال ونموها في عالم النشر والمكتبات.
ويقيم المؤتمر منصة لتداول الحقوق في المعرض، سواءً حقوق النسخ الورقية أو الإلكترونية للكتاب، لمختلف اللغات وتصنيفات الكتب، بمشاركة دُوْر نشر لناشرين سعوديين وعرب وعالميين، وستُخصَص المنصة للقاءات الفردية بين الحضور والمتحدثين والمهتمين، لإقامة الأعمال والتواصل بينهم وتداول الحقوق بصناعة النشر.