ضاعت يا نصر
اعتقد جازماً أن الظروف لن تكون مواتية لفريق آسيوي لتحقيق لقب القارة بالقدر الذي كانت عليه هذه النسخة، المسافة نحو النهائي قصيرة بعد أن ألغي نظام الذهاب والإياب، علاوة على أن التجمع يعطي راحة للفريق لتحقيق أفضل النتائج، فضلاً عن خروج الفرسان الأقوى كالهلال الذي أرهقته كورونا والسد لم يكن بعافيته الفنية المعتادة والحال ذاتها للعين.
فريق النصر سار على مرافئ الأمان وتأهل لمحطة الـ16 بكل أريحية بل إن اللقائين الأخيرين لم يعطيهما أهمية، لأنه ضمن ورقة الصعود في المحطة الـ16، وقابل التعاون المنهك الذي كان على عتبة الهبوط في الدوري المحلي وتجاوزه بهدف، ولعب أمام الأهلي مباراة أشبه بالتدريب الساخن ولم يجد مقاومة في تخطيه قبل وصوله لنصف النهائي، حيث اصطدم بعقبة الفريق الإيراني (بيرسبولس) الذي فقد هدافه قبل النزال بثلاث ساعات بعد أن أوقف من الاتحاد الآسيوي بحجة قيامه بعمل حركة عنصرية، وربما أن هذا الإيقاف لم يثني عزائم الفريق ودخل المباراة بقوة وشاطر النصر الأداء، رغم تفوق ممثلنا في الكثير من أجزاء المقابلة، وتحديداً في الأشواط الإضافية التي طرد فيها لاعب إيراني قبل النهاية بـ17 دقيقة، ولم يكتب للمد النصراوي الخروج بالفوز، ودخلت العراك المحموم لركلات الترجيح وكسبها الإيراني بعد أن أضاع البرازيلي مايكون بارقة الأمل النصراوية، حيث أهدر الضربة الرابعة، وكان يسبق ذلك رعونة عوض خميس الذي ساهم في هدف التعادل بعدم تشتيت الكرة، وكانت تلك المباراة المؤلمة آخر عهد بخميس في الفرقة النصراوية على اعتبار أنه وقع عقدا جديدا مع الرائد.
أشياء وأشياء ظهرت خلال المواجهة التي امتدت 120 دقيقة وأعلنت خروج آخر ممثل للكرة السعودية والبداية بالهلال الذي أبُعد عنوة رغم تصدره لمجموعته ثم التعاون والأهلي، وأخيراً النصر بمعنى أن التعثر السعودي بدأ من الأدوار الأولية، بعدها تهاوت الفرق تباعاً حتى محطة الأربعة، واللافت أن بعثة النصر تزامن عودتها مع آخر مجموعة من لاعبي الهلال الذين انتهت مدة عزلهم بسبب جائحة كورونا. وكانت الآمال والتطلعات النصراوية عريضة بخوض النهائي بالرياض، وربما يكون على ملعب الجامعة، والذي سبق وأن كتب الهلال أول سطر من ملحمة تحقيق اللقب الآسيوي. وإذا كان النصر خسر الأمل الذي يرسمه والملايين التي دفعها لاستقطاب أبرز النجوم المحلية لحسم اللقب الحلم، غير أن الواقع يؤكد أن العنصر الذي ينطلق من الفئات السنية قد يكون الأكثر كفاءة كحال لاعبي الهلال سالم الدوسري والفرج والبريك والمعيوف، حيث جسد هذا الرباعي مع البقية سيمفونية النصر في النهائي الآسيوي، والأكيد أن الهلال يحتاج في المستقبل إلى الإحلال وإعطاء الفرصة للأسماء الواعدة كوليد الأحمد والكندري والعبدان، وبقية الوجوه الشابة لتكملة المشوار، أما النصر فلابد وأن يركز باختيار اللاعب المناسب بدلا من التكديس الذي لم يحقق الهدف.
Next Page >