وزير الطاقة: التوافق الجماعي لـ«أوبك بلس» سيعيد ترتيب الأوضاع وسيحقق العدالة للأعضاء
أكد وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، أن منظمة «أوبك» حققت غايتها التي أنشئت من أجلها، واستدراكا من السعودية لتعظيم هذه الغاية كانت هي صاحبة مقترح إنشاء «أوبك بلس»، وكانت منظمة أوبك هي المعين للمملكة في تكوينها، ومازالت المنظمة هي الراعية لـ«أوبك بلس».
وقال وزير الطاقة، خلال حديثه في احتفالية ذكرى تأسيس منظمة «أوبك» في العاصمة العراقية بغداد: جمعتنا منذ 63 عاما مصالحنا المشتركة، وقبل ذلك جمعتنا أخوتنا ومحبتنا وتطلعنا في ذلك الوقت أن نكون فاعلين وقادرين، رغم ما كنا عليه من أوضاع وقدرات وإمكانيات محدودة في كل المناحي سواء القدرات البشرية التي كانت تدير الصناعة أو المقدرات المالية أو حتى وضعنا الإستراتيجي والعالمي وقيمتنا الإستراتيجية المحدودة في ذلك الوقت.
وأضاف: صنعنا لنا مواقع وأهمية إستراتيجية عادت بالنفع ليس على منطقة الخليج فحسب، بل والعالم العربي بأسره، ولا يجب أن ننسى أن منظمة «أوبك» بنجاحاتها كان لها دور فاعل في إنشاء «صندوق أوبك» الذي كان ومازال وسيبقى معينا للدول النامية، وبرامج الصندوق معروفة للجميع.
وتابع: أستذكر إخوة وأحبة لي من العراق، كنت ومازلت وسأبقى أعتبرهم جزءا من عائلتي، وأستذكر ما قلته لوزير الكهرباء العراقي في مناسبة قبل أسبوع «نحن لا تربطنا أنابيب وخطوط كهرباء، تربطنا عروق وأوردة وأسر وقبائل وتاريخ وأنساب، تتجدد وستبقى كل يوم؛ لأنها في وجداننا ولن نتخلى عنها»، هذا ما وددت أن أقوله لإخوتي في العراق.
وفي ما يتعلق بمنظمة «أوبك»، قال وزير الطاقة إنه «خلال 6 أو 7 أعوام الماضية تمكنا مع شركائنا في «أوبك بلس» أن نعزز من إمكانياتنا، وأن نكتسب قدرات إضافية مهمة ساعدتنا في أن نحقق الغاية الأولى»، مبديا استغرابه من بعض المصادر الإعلامية، وطالبهم بقراءة نظام «أوبك» ونظام «أوبك بلس»، حيث سيجدون أن «ما نستهدفه هو استقرار الأسواق البترولية بما فيه منفعة لنا كدول مشاركة في أوبك بلس، وللصناعة البترولية، ولمفهوم أمن الطاقة بشكل عام».
وقال: أستدرك هنا ما مر بنا عام 2020، لو لم تكن هناك «أوبك بلس» لما كان لنا أن نصبح على ما نحن عليه الآن في صناعة البترول والطاقة في العالم، لولا العمل الفاعل الجماعي الذي راعينا أن يكون المبدأ الأساسي فيه هو التوافق، فلولا التوافق والشعور بأهمية كل عضو في المنظومة لما تمكنا اليوم من أن نحافظ على استقرار الأسواق في الظروف التي نراها الآن من تقلبات اقتصادية وحالات عدم اليقين التي يعاني منها العالم.
واستطرد: لم يحدث في تاريخ «أوبك» أو «أوبك بلس» أن مارست الدول مجتمعة توافقا بأن تحافظ على أسواق النفط كما هو الآن، ولنا في عام 2022 دليل آخر على أنه لو لم يكن هناك «أوبك بلس» لكانت لأسعار وأسواق البترول تذبذبات، كما شهدناها في أسواق الطاقة المتنوعة، بل وجميع السلع، وما قمنا به الأسبوع الماضي من توافق جماعي سيعيد لنا في «أوبك» و«أوبك بلس» إعادة ترتيب وضعنا الداخلي، بوجود آلياتنا المتبعة والآليات المستحدثة.
وأشار إلى أن «هذه الآليات مجتمعة ستمكنا من الاستمرار في المحافظة على الدور الفاعل لـ«أوبك» و«أوبك بلس» وتمكينهما من القيام بواجباتهما، بتحقيق العدالة لجميع الأعضاء، وهي أيضا ممكنة لمن سيستمر من الأعضاء في الاستثمار، فالاتفاق سيعين الدول على الاستثمار، وسيكون مُطَمْئِنا بأن الاستثمارات لن تتعطل أو تتوقف، بل أن من سيستثمر سيُكافأ، بأن يُمكّن من زيادة حصته في اتفاقيات «أوبك» و«أوبك بلس» القادمة.
ودعا الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى استذكار جهود من عملوا على قيام منظمة «أوبك»؛ لأن هذا عمل تراكمي على مدى 63 عاما، وقال: «ما أرجوه أنا كإنسان عاصر هذه المنظمة لمدة 37 عاماً أن نرى يوما ما -وقد لا نراه- من يأتي من بعدنا بأن يحتفلوا بمرور 100 عام على إنشاء هذه المنظمة وبقائها وتسيدها في أن تكون من أهم المنظمات العالمية التي أدت أغراضها بكل اقتدار وكفاءة»، مجدداً أهمية العلاقة بين السعودية والعراق بمثل شعبي عراقي اختتم به كلمته، حيث قال: «ماكو زي العلكة بالشعر».