*الحرب وكورونا ساهما في ارتفاع حالات الأمراض النفسية
*معرفة الأسباب والابتعاد عنها بداية التخلص من الضغوط النفسية
*تطوير الصحة النفسية تبدأ بإنشاء المراكز الطبية
كشف أخصائي الأمراض النفسية والعصبية والصرع الدكتور عبدالله خالد عبده الشرعبي عن ارتفاع أعداد المرضى النفسيين من الفتيات اليافعات خلال الفترة الاخيرة.
وأوضح في لقاء مع المجلة الطبية انعكاسات الحرب والأوضاع الاقتصادية وانتشار فيروس كورونا على الوضع النفسي للمواطنين.. ما تسبب في ارتفاع الحالات المصابة بعدد من الامراض النفسية.
وشدد على ضرورة الاستثمار الايجابي في مجال الصحة النفسية لتيسير حصول المواطنين على الخدمات بتكاليف مقبولة.
المجلة الطبية_ أدهم محمد|
ما مدى تأثير انتشار جائحة كورونا على نسبة الإصابة بأمراض نفسية؟
جائحة كورونا ساهمت في ارتفاع معدلات الأمراض النفسية في اليمن خاصة في أوساط الفتيات اليافعات “في سن المراهقة” والنساء بشكل عام. حيث لوحظ ارتفاع عدد الحالات التي تعاني من الاكتئاب والخوف والوسواس القهري.. وقد أشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة حول “أثر مرض فيروس كورونا لعام 2019 (كوفيد-19) على النساء والفتيات” إلى تفاقم آثار جائحة كوفيد-19 بالنسبة للنساء والفتيات لمجرد كونهن إناثا.
وأفاد بأنه مع تزايد انتشار الجائحة وفرض تدابير العزلة الاجتماعية أصبح العنف الجسدي يتزايد بشكل تصاعدي.. وثمة نساء كثيرات يُجبرن بسبب ’الإغلاق العام‘ على أن يلزمن بيوتهن بجوار من يضطهدونهن، في وقتٍ أصبحت فيه خدمات دعم الضحايا معطلة أو بات الوصول إليها متعذراً.
ماهي أهم الآثار النفسية التي خلفتها الحرب والأوضاع الاقتصادية على المواطن اليمني؟
لوحظ في السنوات الأخيرة ارتفاع نسبة المرضى النفسيين حيث ازداد عدد الإصابات بالاكتئاب والفصام وحالات الانتحار بين الرجال والخوف والوسواس القهري بين النساء وذلك في مناطق التعرض للقصف والمواجهات العسكرية.
كما يعد الوضع الاقتصادي المتردي وما ترتب عليه مثل فقدان كثير من الناس أعمالهم سواء في القطاع الخاص أو الحكومي.. وحرمان الطلاب من التعليم وعجز أولياء الأمور عن تحمل تكاليف الدراسة بالإضافة الى عدم توفير الغذاء الصحي المتوازن. كل هذه تركت اثرا كبيرا على الوضع النفسي للفرد.
ماهي أبرز التحديات التي تقف أمام تطور الطب النفسي في اليمن؟
هناك عدد من التحديات التي تقف أمام تطور الطب النفسي في اليمن من أهمها ضعف التأهيل للكادر الطبي في المجال النفسي.. عدم توفير العيادات النفسية في كثير من المحافظات بسبب قلة التأهيل، بالإضافة الى ضعف العائد المادي للعاملين في مجال الصحة النفسية.
إقرأ أيضاً.. صنعاء تطالب المنظمات بإنشاء مستشفيات خاصة بالصحة النفسية في يومها العالمي
من الأسباب أيضا عدم توفير الأدوية الخاصة بالأمراض النفسية بسبب ارتفاع الأسعار وعدم وجود تامين صحي في هذا المجال.. وضعف قدرة الأسرة المالية على علاج المصاب بحالة نفسي. كما أن ضعف وعي المجتمع بالمرض النفسي والتعامل مع المريض بطريقة غير سليمة أو نبذه يعد من اهم التحديات.
وهناك تحديات أخرى يتمثل في زيادة انتشار المعالجين الشعبيين” لمشعوذين.”
كيف يمكن تجاوز هذه التحديات؟
يمكن تجاوز هذه التحديات من خلال ايجاد المعالجات السليمة لكل تحد، كتأهيل الكادر الصحي في المجال النفسي.. وتوفير العيادات النفسية في جميع المحافظات بما يتناسب مع عدد السكان في كل محافظة. وفتح عيادات نفسية مجانية لذوي الدخل المحدود في المديريات.
والعمل على إيجاد تعاون مشترك من قبل الحكومة وشركات الأدوية لتخفيض أسعار الأدوية، والعمل على رفع دخل العاملين في مجال الطب النفسي.
كما يجب عمل حملات توعوية وتعريفية بالأمراض النفسية لتوعية المجتمع بطرق التعامل مع المريض النفسي كأي مريض آخر.. وأيضا لإقناع المريض وأولياء الأمور بأخذ المريض الى المراكز الصحية بدلاً من الذهاب الى المشعوذين.
هل يمكن تشجيع الاستثمار في مجال تطوير الصحة النفسية، وكيف؟
يمكن تشجيع الاستثمار في مجال تطوير الصحة النفسية من خلال رفع الميزانية المخصصة من قبل الدولة لدعم الصحة النفسية وذلك بإنشاء مراكز تقديم الخدمات النفسية في المحافظات والمديريات.
قد يهمك.. الضغوط النفسية.. الأسباب وطرق المواجهة
كما ندعو إلى تشجيع القطاع الخاص في إنشاء مراكز ومستشفيات خاصة بالمرضى النفسيين من خلال تقديم التسهيلات والاعفاءات اللازمة وذلك لإيجاد نوع من التنافسية في تقديم الخدمات بما يصب في مصلحة المريض وعدم استغلاله من قبل بعض المستثمرين.
أيضا الاستثمار في توفير الأدوية الخاصة بالمرضى النفسيين سواء من خلال تشجيع التنافس في استيراده أو تصنيعه من أجل توفيره بأسعار مقبولة وفي متناول المواطن.. خاصة والمريض يحتاجها لفترة طويلة.
هل يمكن للفرد مواجهة الضغوطات النفسية خلال هذه الفترة؟
يمكن للفرد مواجهة الضغوطات النفسية خلال فترة الحرب من خلال معرفة مصادر الضغط النفسي ومن ثم الابتعاد عنها بقدر الإمكان.. فقد تمثل متابعة الأخبار في وسائل الإعلام مصدرا كبيرا للقلق والخوف خاصة في ظل ما تنشره من أخبار تهويل غير حقيقية. وهنا ننصح بالابتعاد عنها ومتابعة وسائل الإعلام الملتزمة بالمهنية والمصداقية.
كما ننصح بأن يشغل الفرد وقت فراغه بأشياء مفيدة وممتعة كالقراءة في كتب الأدب وغيرها وتطوير المهارات.. وأيضا ممارسة الرياضة للتخفيف من التوتر وتأثير الضغط النفسي.
أنت مدعو للإشتراك في قناة الطبية في اليوتيوب
بالإضافة إلى الحرص على تجنب البقاء وحيدا لفترات طويلة، وننصح بالاندماج مع المحيط والمشاركة في أنشطتهم.
وفي حال شعر الفرد بأن مستوى القلق أو الخوف أو الوسواس أصبحت غير طبيعية، يجب أن يبدأ في زيارة الطبيب النفسي.. لأن الاستمرار في إخفاء الحالة قد يتسبب في تفاقمها وتطورها إلى ما هو أسوأ.
ما تأثير نظرة المجتمع على المريض النفسي وكيف يجب التعامل مع الحالة من قبل العائلة والمجتمع؟
تعد نظرة المجتمع اليمني الى المريض النفسي وطريقة التعامل معه خاطئة وغير سليمة، ولذا فإنها تساهم بشكل كبير في تفاقم الحالة المرضية عند المصاب.
لذا يجب التعامل مع المريض النفسي بشكل طبيعي، والتعامل مع حالته باعتبارها حالة مرضية مثل أي مرض عضوي. كما يجب أن يحظى المريض بدعم نفسي ومعنوي من قبل العائلة والمجتمع لأن هذا جزء من العلاج لإعادة تأهيله عقليا وعملياً.
بماذا تنصح المجتمع فيما يخص التعامل مع المرضى النفسيين؟
يجب على المجتمع التعامل مع المريض النفسي باعتباره شخصا طبيعيا وإشعاره بالطمأنينة، وتعد النظرة الى المرضى النفسيين باعتبارهم “مجانين” خاطئة ومحبطة للمريض ولا بد معاملتهم بشكل سليم وإعادة دمجهم مجتمعيا في كل نواحي الحياة.
اخترنا لك:
كتاب يمني يحقق عشرات الآلاف من المبيعات حول العالم في زمن قياسي