ناسا تصدر صوتاً مذهلاً التُقط عبر “بيرسيفيرانس” على الكوكب الأحمر
يسجل المسبار المتجول التابع لوكالة ناسا، "بيرسيفيرانس"، "الأصوات المخيفة للمريخ" منذ وصوله في فبراير، بما في ذلك اصطدام عجلاته ومروحية "إنجينويتي" بالسطح.
وأصبح سماع الأصوات من الكوكب الأحمر ممكنا بفضل زوج من الميكروفونات الموجودة على العربة الجوالة التي تجعل الأمر يبدو وكأنك تقف هناك حقا، كما تقول ناسا.
وكانت العربة الجوالة تتجول في فوهة جيزيرو منذ ثمانية أشهر، بحثا عن علامات الحياة القديمة، بينما تلتقط أيضا صورا مذهلة وتسجل الصوت.
وتعد "بيرسيفيرانس" أول مركبة تسجل صوت الكوكب الأحمر، بالإضافة إلى السماح لنا بسماع صوت الرياح في عالم آخر، وتوفر معلومات عن الغلاف الجوي.
وكشف تحليل أصوات المريخ عن وجود "اهتزازات جهير قوية"، كما يقول باحثون من معهد أبحاث الفيزياء الفلكية والكواكب في تولوز بفرنسا.
وساعدت التسجيلات الصوتية أيضا مهندسي ناسا في مراقبة المحركات والعجلات والتشغيل العام لكل من "بيرسيفيرانس" والمروحية.
وحتى الآن، سجل ما يقرب من خمس ساعات من الصوت بواسطة اثنين من الميكروفونات على متن مركبة "بيرسيفيرانس"، وفقا لوكالة ناسا.
ويتضمن ذلك هبوب رياح المريخ، وعجلات العربة الجوالة التي تنكسر فوق الحصى، وهدير المحركات أثناء تحرك مروحية "إنجينويتي" في الهواء.
وتمنح هذه الأصوات العلماء والمهندسين تجربة الكوكب الأحمر بطرق جديدة، وفقا لبابتيست تشيد، عالم الكواكب من فرنسا.
وكان كل من الميكروفونات الموجودة في العربة الجوالة جهازين متاحين تجاريا ومتوفرين في الأسواق. ويركب أحدهما على جانب هيكل العربة الجوالة، ويوضع الميكروفون الثاني على سارية المركبة كمكمل لأداة الليزر SuperCam، التي تدرس الصخور والتربة عن طريق ضربها بالليزر، ثم تحليل البخار الناتج باستخدام الكاميرا.
ونظرا لأن الليزر ينبض بما يصل إلى مئات المرات لكل هدف، فإن فرص التقاط صوت تلك الصواعق تزداد بسرعة: سجل الميكروفون بالفعل أكثر من 25000 لقطة ليزر.
وتقوم هذه التسجيلات بتعليم العلماء التغييرات في الغلاف الجوي للكوكب.
ومن مكانه على سارية "بيرسيفيرانس"، يتمتع ميكروفون SuperCam بموقع مثالي لمراقبة "الاضطرابات الدقيقة" – التحولات الدقيقة في الهواء.
وهذا يكمل مستشعرات الرياح المخصصة للمركبة الجوالة، والتي تعد جزءا من مجموعة أدوات الغلاف الجوي تسمى MEDA (محلل ديناميكيات البيئة المريخية).
وتقوم مستشعرات MEDA بأخذ عينات من سرعة الرياح وضغطها ودرجة حرارتها مرة إلى مرتين في الثانية لمدة تصل إلى ساعتين في المرة الواحدة.
ومن ناحية أخرى، يمكن أن يوفر ميكروفون SuperCam معلومات مماثلة بمعدل 20000 مرة في الثانية على مدار عدة دقائق.
ويسمح الميكروفون أيضا بالبحث عن كيفية انتشار الصوت على سطح المريخ.
ونظرا لأن الغلاف الجوي للكوكب أقل كثافة بكثير من الغلاف الجوي للأرض، فقد أدرك العلماء أن الأصوات ذات النغمة العالية على وجه الخصوص سيكون من الصعب سماعها.
قد يهمك ايضاً