مع كل معلم
شيماء المرزوقي
لن تجد قضية شغلت الإنسان منذ فجر تاريخه وحتى يومنا، مثل موضوع التعليم، فهو المحور الذي كان له اهتمام عظيم وكبير في كل زمان ومكان. ولن تجد حضارة قامت وهيمنت وقدمت خدمات جليلة للبشرية بغير العلم، الذي كان له الأثر الأكبر والأعظم.
والعلم كأي معرفة بشرية، بدأ واهناً مشتتاً، ونما مع التطور، ومع ما يكشفه هو نفسه للإنسان من مبتكرات ومخترعات، وأصبحت له نظريات متعددة وكثيرة وحقائق متنوعة وغريبة، ووجهات نظر متباينة، وآراء لعلماء من كل مكان وفي كل زمان، واختلافات بين الدارسين والمدارس، ودخلت التقنية في أتون هذا التوجه والاهتمام البشري.
ومع التطور التكنولوجي بات واضحاً أن واحداً من أهم محاور التعليم وتطويره، هو التقدم نفسه.
التعليم كما هو واضح في عصرنا، يشكل عدة قضايا مهمة، وتنبثق عنه بحوث وتجارب ودراسات وتعليم وتدريب.. ووفق مثل هذا الاهتمام والتوجه العالمي، وجدت المدارس والجامعات وما يرافقها من تقنيات ووسائل ومخترعات وبحوث، غايتها وهدفها في التطوير وابتكار عمليات تعليمية أكثر جدوى وأكثر فائدة للإنسان. والتعليم كما هو معروف، عملية شاملة وواسعة تبدأ مع الإنسان منذ نعومة أظفاره، فالطفل عندما يخطو في السنوات الدراسية الأولية، فهو يدخل في مؤسسة اجتماعية لن يغادرها حتى يأخذ منها سنوات طويلة، والبعض لا يغادرها حتى ينهي فيها دراساته العليا.
وكما تم ذكره، فإن هذه العملية تتم في أطر مؤسسات ومرافق التعليم: مدرسة، معهد، كلية، جامعة، ووفق مناهج وأنظمة محددة، إلا أن مخرجات مثل هذه المؤسسات تبقى محل جدل، ومحل إشادة تارة، ومحل نقد تارة أخرى، ومسلطاً عليها الضوء بشكل دائم ومستمر.
ومثل هذه الحالة طبيعية؛ لأننا في مجتمع يتكوّن من أفراد، ولن تجد أسرة إلا ولديها فرد أو أكثر داخل هذه المؤسسة ويتعاطى معها يومياً، إما في مدرسة أو جامعة أو كلية أو نحوها؛ لذا على المعلمين والأساتذة وصانعي السياسة التعليمية، تقدير هذا الجانب. فعندما تقال آراء ويوجه نقد هنا أو هناك، فليس الهدف إحباط الجهود ولا التقليل من العمل؛ بل الوصول إلى الأفضل. فالعملية التعليمية تتقاطع معنا جميعاً وتمس الجميع، والمطلوب هو التخلي عن الحساسية في هذا الجانب.
Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com