مسجد “البدية” وجهة تاريخية خالدة تروي حكاية التسامح والأصالة في الإمارات
وجهة أخرى من وجهات التاريخ الخالد لدولة الإمارات العربية المتحدة نتوجه صوبها لنستلهم منه العديد من القصص والحكايات عن تاريخ الإمارات عبر الأجيال والعصور المختلفة التي ترسم المستقبل لأبناء الوطن من أجل تحقيق الإنجازات المختلفة في شتى مجالات الحياة.وفي تقريرنا اليوم نسلط الضوء على أحد الوجهات التاريخية الساحرة في دولة الإمارات والذي يتسم بتصميم ساحر ومميز.. إنه مسجد البدية.
يقع مسجد البدية الأثري على الطريق الساحلي ما بين مدينتي دبا وخور فكان المطلتين عل بحر العرب وبالقرب من تل حجري صغير وعلى مسافة 35 كيلومتر من إمارة الفجيرة.يتميز مسجد البدية المعروف بشكله المعماري الساحر وتاريخ الأصيل بأنه أقدم مسجد مائل في دولة الإمارات العربية المتحدة وتقام فيه الصلوات.ويعود سبب تسمية مسجد البدية بهذا الاسم نسبة إلى منطقة البدية التي يقع فيها المسجد وهي قرية كبيرة من قرى إمارة الفجيرة الغنية بمواقعها التاريخية الأصيلة.كما يطلق على مسجد البدية اسم المسجد العثماني استنادا إلى عمارته حيث إن هناك مثائل للمسجد أو مساجد تشابهه في شكله المعماري في كل من اليمن وسلطنة عمان – ولاية ظفار
يختلف مسجد البدية عن المساجد الأخرى القديمة والحديثة كونه مقبب بأربعة قباب غير متساوية في الحجم ، مبنية بشكل جميل وكل قبة مكونة أصلاً من ثلاث قباب مركبة الواحدة فوق الأخرىويمكن لزائر مسجد البدية أن يشاهد عن قرب التصميم المميز للمسجد والقباب الساحرة حيث تقع قاعدة القبة الكبيرة أولا ً ومن ثم عليها قبة أصغر فثالثة ذات رأس دقيق.تلك القباب متجاورة لا تبعد الواحدة عن الأخرى كثيرا ًيحمل هذه القباب الأربعة عمود وسطي واحد وهو العمود الرئيسي ، فيما توجد أعمدة جانبية صغيرة أخرىالقباب الأربعة لمسجد البدية المعروف تزيد من سحر وجمال المسجد في نظام هندسي بديع يعكس أحد جمال واحد من أجمل المساجد في دولة الإمارات.
مسجد البدية يعود تاريخ بناؤه إلى عام 1446 وفق ما كشفت عنه نتائج الدراسة التي أجرتها إدارة التراث والآثار بالفجيرة، بالتعاون مع جامعة سيدني في أستراليا.وإلى جانب استقباله للمصلين في أوقات الصلاة الخمس، يجذب المسجد العديد من السياح الذين يتوافدون إليه من كل مكان باعتباره أحد الكنوز الأثرية والتاريخية التي تزخر بها دولة الإمارات.وبني مسجد البدية بشكل بسيط من الأحجار والطين والجبس، وتبلغ مساحته 53 متراً مربعاً، ويستوعب ما بين 50 و70 مصلياً، ويتخذ شكلاً مربعاً متساوي الأضلاع، ويختلف عن المساجد الأخرى القديمة والحديثة من حيث مساحته الصغيرة، وطريقة بنائه وعنصره المعماري والإنشائي في التسقيف، إذ لم تستخدم الأخشاب في رفع سقفه، بل يعتمد على عمود في وسطه، ويحمل هذا العمود قباب المسجد الأربع في نظام هندسي بديع.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
قلعة "مصفوت" تاريخ أصيل وتراث لا ينسى في الإمارات
الإمارات العربية المتحدة تعدّ من أفضل الوجهات السياحية للأطفال