مجلس الأمن يطالب تركيا بعدم فتح “مدينة الأشباح”
وأعادت السلطات فتح شاطئ بطول كيلومتر واحد وشارع في فاروشا، وهما جزء من مدينة فاماجوستا الساحلية القديمة، الخميس الماضي، رغم تحذيرات الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وذكر مجلس الأمن الدولي، الجمعة، في بيان عقب مشاورات مغلقة: "يعرب مجلس الأمن عن قلقه البالغ إزاء إعلان أنقرة في 6 أكتوبر عن فتح ساحل فاروشا، ويدعو إلى عكس هذا الإجراء، وتجنب أي إجراءات أحادية الجانب يمكن أن تثير التوتر في الجزيرة".
وجدد البيان التأكيد "على وضع فاروشا على النحو المنصوص عليه في قرارات سابقة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، بما في ذلك القرار الذي يعتبر أي جهود لإعادة إعمار فاروشا بأشخاص من غير سكانها غير مقبولة.
وتم إغلاق فاروشا، التي تسمى "ماراس" باللغة التركية، وظلت غير مأهولة بالسكان منذ الغزو التركي الذي قسم قبرص إلى شمال تسيطر عليه تركيا وجنوب تسيطر عليه اليونان، عندما احتلت القوات التركية المنطقة بعد انقلاب يوناني لضم الجزيرة.
"ورقة مساومة"
وجرى استخدام فاماجوستا "ورقة مساومة" في المواجهة بين الشمال والجنوب، حيث طالب الجنوب بعودتها إلى سكانها الأصليين من القبارصة اليونانيين.
ودان الاتحاد الأوروبي بشدّة، الثلاثاء الماضي، قرار السلطات في "جمهورية شمال قبرص التركية"، التي لا تعترف بها سوى أنقرة، بإعادة فتح ساحل مدينة فاروشا المقفرة منذ 1974.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن "الاتحاد الأوروبي قلق للغاية من الأمور التي أعلنت والتطورات التي حدثت اليوم بخصوص فاروشا".
وأضاف "هذه الأحداث ستؤدي إلى توتر متزايد وتهدد بتعقيد الجهود الرامية إلى استئناف مفاوضات حل القضية القبرصية".
واحتلت تركيا الثلث الشمالي من قبرص في 1974 ردا على محاولة انقلابية لإلحاق الجزيرة باليونان، ومنذ ذلك الحين قسمت الجزيرة إلى قسمين. وبقيت فاروشا الواقعة على أطراف المنطقة العازلة تحت السيطرة المباشرة للجيش التركي الذي يحظر الوصول إليها.
وكانت فاروشا مدينة سياحية مزدهرة بفنادقها ومياهها الصافية وأمسياتها الصاخبة، لكن سكانها رأوها تذبل أمام أنظارهم اليائسة، وقد أُجبروا على الفرار إلى الجزء اليوناني في جنوب الجزيرة.