ما الغرض من حملة تشويه الفنانين؟!
في الآونة الأخيرة، شهدت الساحة الفنية تصاعدًا في حملات تشويه تستهدف فنانين مصريين يعملون مع هيئة الترفيه السعودية. هذه الحملات التي يشنها بعض الفنانين ضد زملائهم يرى بعض المهتمين أنها لم تكن إلا محاولة لزرع الفتنة وتشويه النجاحات التي حققها هؤلاء الفنانون في تعاونهم مع هيئة الترفيه السعودية، هذا السلوك يثير العديد من التساؤلات حول دوافع هذه الحملات وما إذا كانت تنم عن حب حقيقي للفن أم غير ذلك.
السؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا يلجأ بعض الفنانين إلى شن حملات تشويه ضد زملائهم؟ إن الفنان الذي يسعى للتشويه والتقليل من شأن الآخرين لا يعبر عن حب حقيقي للفن أو للوطن، بل يعبر عن نقص في الثقة بالنفس وقلة احترام للزملاء وللمهنة.
إن الفنانين الذين حصلوا على تعاقدات مع هيئة الترفيه السعودية ليسوا صغارًا ولا يفتقرون إلى الخبرة أو الحكمة، بل هم محترفون ناجحون في مجالاتهم واستطاعوا جذب اهتمام المؤسسات الدولية بفضل مواهبهم واجتهادهم، أما التشكيك في قدرتهم على اتخاذ قرارات صحيحة يظهر تقليلًا من شأنهم ومن احترامهم لذاتهم. دون مندوحة إن هؤلاء يساهمون في تعزيز التعاون الثقافي والفني بين البلدين، مما يعكس صورة إيجابية للفن العربي ويحقق فوائد عديدة لكلا الطرفين ويسهم في تعزيز مكانة الفن العربي عالميًا.
فحب الوطن يتجسد في دعم كل من يرفع رايته عالياً، وليس في تشويه صورة أبناءه الذين يسعون لتحقيق النجاحات على المستوى الدولي، الفنان الحقيقي هو من يدعم زملاءه ويفخر بإنجازاتهم، ويرى في نجاحهم انعكاسًا لنجاح الوطن بأكمله. فالمفترض أن نجاح أي فنان عربي في الخارج هو نجاح للعرب جميعًا، وأن يعمل على دعمه وتشجيعه بدلاً من الانشغال بحملات التشويه، فالفن رسالة سامية يجب أن تكون موجهة نحو الإبداع والتعاون، وليس نحو الحقد والتدمير.
لو تم تتبع السياق والنتائج المترتبة على مثل هذه الاتفاقيات والتعاون. حتى الآن، لم يلاحظ أي حالات تشويه لأي بلد عربي من خلال هذه الأعمال، بل على العكس، فتعاون المبدعين يعزز التبادل الثقافي والفني بين البلدان، مما يسهم في نقل الصورة الحضارية والفنية للعرب إلى جمهور أوسع، هذا النوع من التعاون يُظهر صورة منفتحة على الثقافات الأخرى المهتمة بتطوير الفنون.
عندما ينجح فنان في تقديم أعمال ناجحة على مستوى دولي، فإنه يعزز من مكانة الفن المحلي عالميًا، هذا النجاح ينعكس بصورة إيجابية على الدولة ويُظهر أن لديها فنانين موهوبين قادرين على المنافسة في الأسواق العالمية، وأحد أبرز الأمثلة على النجاح الكبير هو الفنان المصري عمرو دياب، الذي شارك في عدة حفلات كبرى في جدة والرياض نظمتها هيئة الترفيه، وكانت محط أنظار جمهور واسع النطاق. كذلك نحاج فيلم “ولاد رزق3” المدعوم من هيئة الترفيه، بالإضافة إلى أعمال تسعى إلى طرحها الهيئة مع فنانين مثل الفنان أحمد حلمي، والفنان كريم عبدالعزيز، وغيرهم.
لهذا فالتعاون مع مؤسسات دولية يفتح أبوابًا جديدة للاقتصادات، من خلال تعزيز الاستثمارات وتوفير فرص عمل للفنانين والعاملين في المجال الفني، هذه الفوائد الاقتصادية تسهم في تحسين صورة البلدان كمراكز ثقافية وفنية مهمة في المنطقة، لأن مشاركة الفنانين المحليين في أعمال دولية تُظهر مكانة الدولة أنها دولة منفتحة ومتطورة تتبنى التحديث والتطوير في مختلف المجالات، بما في ذلك الفنون، مما يعزز من صورتها كدولة حديثة ومتقدمة.
أما إذا كان هناك أي انتقادات مغرضة أو حملات تشويه، فمن المهم الايقان أن هناك من يشد النجاح إلى الخلف، وليس هناك من رد على هذه الادعاءات إلا بإظهار الإنجازات التي تحققها الاتفاقيات من خلال هذا التعاون، والتركيز على النجاحات وتوضيح الفوائد التي تعود على العمل من هذه الشراكات.
لذا، فالأعمال التي يقوم بها الفنانون بالتعاون والاتفاق مع المؤسسات تساهم في تعزيز مكانة العرب الثقافية والفنية على المستوى الدولي، أما الحملات المغرضة التي تستهدف تشويه هذه النجاحات تعبر عن مكنونات لها دوافع ضد التفوق، فمن الأفضل دعم وتشجيع هذه الجهود لما لها من فوائد تعود بالنفع على العرب وفنانيها.
سعد أحمد ضيف الله