“كوني بخير”.. حملة تهدف لحماية الموريتانيات من المرض المخيف
الحملة التي تنظمها جمعية "أسعد تسعد الخيرية" سنويا منذ إنشائها قبل ست سنوات تحمل شعار "كوني بخير" تستهدف الحملة توعية النساء حول ضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي وأهمية الوقاية ونشر الوعي الصحي.
وتقول رئيسة الجمعية فاطمة عبد الله لموقع "سكاي نيوز عربية": "نظمنا أول حملة قبل ست سنوات ومنذ ذلك الوقت ونحن نطلقها في أكتوبر من كل عام، وخلال هذه السنوات وصل متطوعونا إلى جميع نقاط الوطن واستخدمنا كل الوسائل المتاحة لتوصيل رسالتنا للمستهدفات وللمجتمع عموما".
وخلال مدة الحملة، تباشر ناشطات الجمعية الخيرية والمتطوعون الشباب جهود التوعية عن طريق الاتصال المباشر وتوزيع مطويات وملصقات تتضمن معلومات أساسية، وتبين خطورة سرطان الثدي وكيفية وضرورة الكشف المبكر عنه.
وأضافت عبد الله: "شاركنا في الكثير من البرامج التلفزيونية والإذاعية، وأنجزت عن حملاتنا الماضية تقارير لقنوات عربية وأجنبية، واستخدمنا وسائط التواصل الاجتماعي وكل ما يمكن أن يوصل فكرتنا للجمهور".
السرطان الأكثر انتشارا
يؤكد أخصائي أمراض النساء بمستشفى الشيخ زايد بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، عمر ولد محمد سيديا لـ"سكاي نيوز عربية" أن سرطان الثدي هو الأكثر انتشارا بين النساء في موريتانيا.
ويرد ذلك إلى عوامل مساعدة منها: "عدم الإرضاع بالنسبة للنساء غير المتزوجات أو اللواتي لم يرزقن بأطفال، وكذلك استخدام موانع الحمل إضافة إلى العامل الوراثي، مما يقتضي الكشف الدوري عن طريق تصوير الثدي (موموغرافيا) كل ثلاث سنوات".
ويرى عمر أن حملات التوعية مهمة وتلعب دورا كبيرا في الحد من انتشار سرطان الثدي، وذلك "بخلق وعي بضرورة الكشف المبكر وكذلك الفحص الذاتي، بحيث إذا اكتشفت المرأة أي ورم أو عدم انتظام أو سيلان أو كتلة تحت الإبط فيجب أن تبادر وتتصل بالطبيب".
ويعتبر مستشفى الشيخ زايد، المشيّد بدعم إماراتي، في نواكشوط أكبر مركز تجرى فيه عمليات استئصال سرطان الثدي في موريتانيا.
انتشار في غياب الإحصائيات
ورغم تأكيد الجميع على أن سرطان الثدي هو السرطان الأكثر انتشارا في موريتانيا، فلم نتمكن من الحصول على إحصائية معتمدة للمصابين أو نسبة الشفاء.
فالمستشفى الوطني للأنكولوجيا لا يصرح بمعطياته الإحصائية لغير الباحثين البيولوجيين؛ والأطباء يردون بأنهم يهتمون بالعلاج والمساعدة وليس إحصاء المرضى.
ولا يمثل انتشار سرطان الثدي في موريتانيا استثناءً بين الدول، فهذا المرض، يأتي في مقدمة أنواع السرطان التي تصيب النساء في العالم المتقدم والعالم النامي على حدّ سواء، بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.
وتشير تقارير المنظمة إلى ارتفاع معدلات الإصابة بهذا السرطان في العالم النامي، نتيجة زيادة متوسط العمر المأمول وزيادة التوسّع العمراني واعتماد أنماط الحياة الغربية.