كورونا والمدينة المنورة في 9 أيام
مع تراجع عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا «كوفيد19»، بدأ الأمل والتفاؤل يعودان في نفوس المواطنين والمقيمين في المملكة،
ففي يوم الأحد الماضي سجلت المملكة في كل مدنها أقل معدل يومي للإصابات منذ حوالي 6 أشهر، أي تحديدا من شهر أبريل الماضي حيث كانت هناك 323 حالة إصابة جديدة وهذا أمر يبشر بالخير. ولكنني أتساءل ماهو سر تصدر المدينة المنورة قائمة عدد الإصابات الجديدة منذ بداية أكتوبر فمن اليوم الأول من الشهر وحتى الحادي عشر والمدينة في المركز الأول باستثاء اليوم الثاني الذي حلت فيه بالمركز الثاني ؟! خاصة أن هناك مدنا في المملكة أكثر منها في عدد السكان، مع ذلك نجد أن عدد الحالات فيها قليلة مقارنة معها، ففي الأحد الماضي مثلا سجلت المدينة وحدها تقريبا %20 من حصيلة الإصابات، أي ما يعادل خمس الحالات الجديدة ! نعم نحن نقدر للمسؤولين بالمدينة المنورة جهودهم في مواجهة الوباء، ولكن علينا الاعتراف بأن التربع على قائمة الصدارة في تسعة أيام متوالية، أمر لافت للانتباه ويدعو للغرابة وهو يعتبر في الحال ذاته تساؤلا مهما خصوصا مع تغير الأجواء وتقلبها مع عودة فصل الشتاء.
لذا يجب التركيز على النقاط التالية:
-1- مضاعفة عدد الحملات في التشديد على الإجراءات الاحترازية ولبس الكمامات والتباعد في المراكز التجارية، والمطاعم والمقاهي وسوق الخضار المركزي وفرض عقوبات على المخالفين.
-2- التعجيل في وضع استراتيجية في تطبيق معايير الجودة الطبية وسلامة المرافق في المنشآت الصحية وهي في نظري من الأولويات فنسمع عن شخص دخل المستشفى لعلاج بسيط ثم ما لبث في أيام إلا وهو مصاب بالفيروس، وهذا ليس محصورا في المدينة فحسب بل في كثير من مدن المملكة، فقبل أسابيع أشارت أحدث الدراسات والتقارير إلى أن %11 من الوفيات في المملكة بسبب العدوى المكتسبة، و%70 من المستشفيات لم تحقق معايير الجودة.
من الأهمية بمكان تشديد الرقابة على المنشآت الصحية من قبل وزارة الصحة ومتابعة المركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية كونها المسؤولة عن منح شهادات الاعتماد في القطاعات الصحية الحكومية والخاصة، وإلا هل يعقل أن %18 من المستشفيات تقبع في النطاق الأحمر للسلامة !
-3- وضع ضوابط محددة بالنسبة للطلاب والطالبات في الكليات الصحية والجامعات الذين لديهم تدريب في المستشفيات، وتقليص عدد أيام حضورهم للمنشآت الصحية.
-4- وضع حملات للصحة النفسية لجميع الأهالي المصابين أو الأسر الذين لديهم وفيات بسبب الفيروس، وقد أثبتت الدراسات والأبحاث ارتباط العامل النفسي بتسبب المرض العضوي، وكلما قويت المناعة النفسية كلما قل احتمال حدوث الأمراض بالجسم، وأن الضغط النفسي يؤدي إلى إفراز الهرمونات العصبية التي تنتهي الى زيادة هرمون (الكورتيزل) (Cortisol) والذي يعرف بتأثيره المثبط للجهاز المناعي. وبما أن فيروس كوفيد19 مرتبط كغيره من الأمراض الفيروسية أو العضوية بمدى ردعه من قبل جهاز المناعة أي أن العلاقة عكسية بينهما، من هنا تأتي أهمية الاهتمام بمناعة الجسم عضويا ونفسيا، مع التأكيد والتركيز على أن الجانب النفسي ليس هو الوجه الناعم للمرض بل هو الجانب المخفي منه.
Next Page >