1
أقامَ حُجةً
على النسيمِ حين مسّ شَعرَها
لم يدرِ أن قاضِيَ الأرصادِ
ظالمٌ

2
كذابٌ
من نَظَر إلى عينيكِ وقال
نجَوتُ!!

3
حاذر أنْ تفتحَ قلبيَ
ياجرّاحَ القلب أمامَ الأهلِ
فيكتشفوها
تمشي
بين شوارعهِ المكتظة
في العطلات الرسميةِ
في العيدين
وفي أيام الجمعاتْ!

4
حظك سيِّئْ
سيعيدكِ لي
بعد هروبٍ
وسنبدأ سيرتنا الأولى
من أول سطر مُختَصرٍ
حتى
(تمَّت)…

5
قرر حطابٌ لصٌ
أن يسرقَ شجراً كانَ يظلل قبر أبي
فاجتث الأفرعَ
والأغصانَ
وشوهد بعد قليلٍ
دون ذراعينِ
وقدمينِ
وساقين.. إلى آخره
ودماء الأعضاء تسيلُ
كبحرٍ
أترى
هل كانت فأس الحطاب
تخالفهٌ
أم أن الشجرَ

6
من نافذتي
أبصرت العمال الحرفيين وبائعة الخبز وحاملة التفاح وحاملة المسكِ،
الحافلة المكتظة بصغار رياض الأطفال،
بنات الثانويات يسرن كأسراب الفل الأبيض..
وصبياً نادى: الأهرام.. الأخبار.. ولم يسمعه أحدٌ في عصر الإنترنت..
وأجراس الدراجات.. فتى ينتظر مرور فتاة لكن الحظ العاتي أوقعه في شلالات الشوق فخر غريقاً لم ينقذه الغواصون وماسموا باسم الله عليه.. وماصلوا…
……..
مروا
واختلطوا وامتزجوا بالشارعِ
ورأيت الكلّ
ولم أرَ زينبَ.. تخطرُ كرنيم كمنجاتٍ
فلماذا لم تخرج في هذا الصبح ولم تذهب للمدرسةِ
كعادتها
تتأبطُ وجدَ حقيبتها البنيةِ
كي تلقى بالأهداب صباح الخير على ولد أسمرَ وبشعرٍ فحمي.. ينتظر على أول حارتها المخبوءة خلف الميدان الأوسع
منذ ثلاثٍ وثلاثين سنة

7
أمي في كل بداية عام هجرىٍّ
تفتح دولاب الذكرى
تُخرج بعضاً من فيض ملابس أختي الراحلة (ثريا) فتطيل الفستان قليلاً.. تُوسِّع من ضيقِ جونلاتٍ هرمت وتقص البنطالَ بحرصٍ ليناسب موضةَ هذي الأيامِ وترسلها للمغسلة وللمكواة تغلفها.. وتقول لنا صارت بنت القمر عروساً في أوج نضارتها بعد العشرين بخمس
.. فنقول لها صارت يا أمي!

8
قلبى مكسورٌ
قالت كذاب
ما أبصرتُ زجاجاً
يتناثرُ منهُ
ويجرح أقدامي

9
فرعٌ مُلقى فوقَ الأرض ويبكي
قلتُ له مابكَ يا فرعُ؟
فقال أنا مسكينٌ
مقطوعٌ

10
دفنوني في الأرضِ
وفرحوا
فنبتّ
خرجتُ إلى الأرضِ
وصرتُ الشجرة
ماكنت سوى البِذرة !!

11
طفلاً كنتُ.. وكان العصفور جريحاً.. فوضعت بفمه أربع حباتٍ.. كي يشبعَ.. مات العصفورُ.. بكيت عليه.. حفرتُ له قبراً في عقر حديقتنا.. سقطت أمطارٌ بجوار القبر.. فخرجت أربع شجراتٍ.. وعليها أسراب طيور.. تصدح.. وتغني.
ويجرح أقدامي

عزت الطيري – مصر