«قافلة» أرامكو السعودية تعرض «المتروكات» وتتأمل في رحيل «كونديرا»
صدر العدد الجديد من مجلة القافلة، حاويًا موضوعات ثقافية متنوعة، وجاء الغلاف بصورة عبّرت عن مضمون «ملف» المجلة ومحوره الرئيس «المتروكات»، وهي تلك الأشياء التي يفقدها الإنسان -بعد علاقة امتدت لزمن طويل- سهوًا أو عمدًا.
تضمن الباب الأول «قبل السفر» حزمة موضوعات ثقافية، وقراءات لكتبٍ عربية وعالمية مترجمة، بالإضافة إلى مقارنة بين كتابين يستكشفان الطبيعة الحضرية.
«بداية كلام» لهذا الباب، تمثّل في حوار مع القُراء تحت عنوان: الذكاء الاصطناعي يحجّم «المخ» البشري، واختتم بمقالة ليوسف المحيميد تحدث فيها عن القوة السعودية الناعمة. أما قضية العدد فقد تضمنت تحقيقًا استقصائيًا عن الجدل الأخلاقي بشأن الـ«شات جي بي تي» تناول ثلاثة أبعاد رئيسة شملت طريقة عمل هذا الروبوت الآلي، و المخاطر التي جاء بها جيل جمع المعلومات التوليدي، بالإضافة إلى حالة الإبداع البشري فيما لو بقيت القوانين الدولية هادئة أمام هذه الجرائم الإلكترونية، كما جاء في وصفها.
روت افتتاحية «أدب وفنون» قصة الصداقة بين الروائي التشيكي الراحل ميلان كونديرا، وبيّن كاتب المقال بدر الدين عرودكي، والتي تخللتها رحلة تأمل في خصوصية كونديرا.
أما الموضوع الرئيس الثاني في هذا الباب، فقد جاء بقلم الناقد البحريني جعفر حسن، مستفسرًا فيه عن الرواية فيما لو تجاوزت كلاسيكياتها الكبرى، مقررًا انحسار القضايا الكبرى رغم غزارة الإنتاج الروائي منذ عقود طويلة. ومن الرواية إلى الشعر حيث يطل علينا الشاعر السعودي أحمد الملا بقصيدته المعنونة بـ«فراشة تعبر أرض المعركة».
ثم نطالع في ذات الباب، إسقاطات الكاتب والشاعر الجزائري خالد بن صالح، على السيرة الفنية للفنان التشكيلي ناصر الدين دينيَه ومتحفه التاريخي في الجزائر، وعشقه لمدينته التي تجسّدت في لوحاته، ورسمَ سكانها وأزقتها وحاراتها وأسطحها.
كما نستكشف مع الشاعر والكاتب التونسي ناصر المويلهي، العمق الفكري للفنان التونسي نجا المهداوي، والذي اعتبر الحرف العربي فنًا فريدًا على المستوى البصر، وأن التراث حي له أصوله وقواعده.
«فوكنر» في طريق الوادي، قراءة تحليلية للروائي السعودي عبده خال، قارب فيها بين رواية«الصخب والعنف» لـ«فوكنر» وبين الأحداث الروائية للفيلم السعودي «طريق الوادي». أما الناقد د. معجب العدواني، فقد خصّ هذا العدد برأي ثقافي تحت عنوان «الفوز الناقص»، تناول من خلاله المسابقات الشعرية وعلاقتها بالشعر كجنس أدبي لا يقبل غير الإبداع غاية.
وفي سبقٍ إعلامي طرحه الكاتب أمين نجيب، جدّدت «القافلة» عهدها بالقِسم العلمي باب «طاقة وبناء»، وذلك من خلال موضوع رئيس تحدث بتفصيل شيّق عن الموهبة، بوصفها جدل بين العلم والاعتقادات السائدة، وكونها -على الصعيد العلمي- على علاقة مباشرة بالجينات الوراثية. وفي سؤال تقريري: لماذا نبني المدن من الصفر؟ يناقش د. مشاري النعيم أسباب نشأة المدن الجديدة، وطبيعتها، واتصالها بثقافة الشعوب.
في هذا الباب، ناقش فريق التحرير موضوعًا علميًا رفيع المستوى. فقد تناول الفريق الحيوانات، وما إذا كانت على مستوى من الوعي والإدراك يفوق اعتقاد العامة، ورصدت هذه المادة الإعلامية أدلة علمية قاطعة تثبت قدراتٍ لبعض الحيوانات، فنّدت التفكير السائد لدى البعض عن مستوى إدراك الحيوان لما حوله، فيما كشفت لنا آخر الأبحاث والدراسات العلمية عن عالم مذهل.
توليد الطاقة من «عين الشمس»، موضوع علمي طرحه باب «طاقة وبناء» على طاولة النقاش، فكتب حسن الخاطر، حول إمكانية نقل أول كمية من الطاقة الشمسية لاسلكيًا إلى الأرض.
ميدالية الذهب لهذا العدد، كانت من نصيب قسم «آفاق» وذلك من خلال افتتاحيته بموضوع للكاتبة مهى قمر الدين، تحدثت فيه عن (الإيقاع) وكيف يتموضع الإيقاع داخل دائرة المنظومة الكونية، وكيف تكون حياتنا كلها إيقاعًا، وهل ينتظم الإيقاع في حياتنا ليضبط عمل وظائفها؟
وفي آفاق كتب المفكر المغربي الدكتور عبدالسلام بن عبدالعالي عن ماهية «الإجازة» أهي بحثٌ عن الراحة أم بُعدٌ عن العمل، وعن وهم التخطيط والبرمجة لما قبلها وما بعدها.
لم تغفل «آفاق» المجال البيئي وأهميته كمادة ثقافية، فتناولته من زاوية البيئة المستدامة ومكانتها الحياتية، وعلاقتها بالسياحة وثقافة المجتمعات المحلية وحقوق سكانها.
على الصعيد المحلي تناولت «القافلة» من خلال باب «آفاق» بعض مواصفات الطيور النادرة التي تجوب غابات منطقة عسير في المملكة، من خلال المصور إبراهيم الشوامين.
يذكر أن، مجلة القافلة التابعة لأرامكو السعودية، تحتفل نهاية هذا العام بمرور 70 عامًا على صدورها.