في يومك العالمي نحتفل
الكل يعلم فضله، والكل يدين له بالفضل بعد الله، القاضي، الخطيب، الطبيب، الصيدلي، الممرض، المهندس، الطيار، والضابط، كل من تولى منصباً قيادياً أو مرتبة عليا في أي مجال من المجالات دون استثناء، فلولا الله ثم ذلك الشخص الذي ضحى بوقته وجهده، وبذل ماله وصحته، وأفنى جل حياته في تعليمه وتربيته لما وصل إلى ما وصل إليه.
النشء يأتون إليه صفحة بيضاء فيعلمهم القراءة والكتابة، يعلمهم القرآن، أركان الإسلام، الوضوء، وأركان الصلاة وواجباتها، بر الوالدين، واحترام وتوقير الكبير، أهمية صلة الأرحام، وحق المسلم، وحق الجوار، يرسم لهم طريق المستقبل، ينير لهم الطريق ويذلل لهم الصعوبات.
إنه شمعة تحترق لتضيء للآخرين، لتبدد ظلام الجهل وتنبذ سبل الخرافات والبدع وسائر المنكرات.
يقول عنه أمير الشعراء أحمد شوقي:
أَعَـلِـمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الذي *** يَـبـنـي وَيُـنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا.
إنه المعلم، ذلك العملاق الشامخ في عالم العلم والمعرفة، وهو النور الذي يضيء حياة الناس، وهو عدو الجهل والقاضي عليه وهو الذي ينمي العقل ويهذب الأخلاق، لذا وجب تكريمه واحترامه وتبجيله لأنه يحمل أسمى رسالة وهي رسالة العلم والتعليم، التي حملها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد – صلى عليه وسلم-.
قال ابن القيم -رحمه الله-: "إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما، وأورثوا العلم".
ويقول فيلوكسين ألستيري: إن معلمينا هم الذين يعطوننا الطريقة لنحيا حياة صالحة.
في كل عام يحتفل العالم أجمع باليوم العالمي للمعلمين الذي يوافق 5 أكتوبر، وهو بمثابة إحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 1966 والمتعلقة بأوضاع المعلمين.
حبذا كل فرد من أفراد المجتمع يحتفل بهذا اليوم المميز، ليقدموا الشكر والثناء لرجل له الفضل بعد الله على كل واحد منهم دون استثناء.
فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
وأقول لكل فرد من أفراد المجتمع قول الشاعر:
قم للمعلم وفه التبجيلا *** كاد المعلم أن يكون رسولا.
Next Page >Original Article