شيء ما عن الكتابة !
محمد ناصر العطوان
خواطر صعلوك
شيء ما عن الكتابة !
تخيّل أن تُقال لك كلمة في سطر:«انظر إليّ» ! تماماً مثل تلك الكلمة المكتوبة في نهاية السطر السابق وكأنها تقول لك: «اقترب هنا».
يعتقد روي بيتر كلارك – الكاتب الذي يُعلم الكتابة، والمُعلم الذي يتعلم الكتابة – أن وجود الكلمة المؤثرة والمهمة بين ترتيب كلمات السطر يفضل أن تكون في النهاية.
وزارات وهيئات!
ترامب وبايدن… وجهان لعملة واحدة!
تماماً مثل الجملة السابقة، حيث وضعت أهم كلمة في الجملة كلها في النهاية.
إن هذه الإستراتيجية في الكتابة – حيث تضع أفضل ما لديك من كلمة في البداية أو النهاية، وتخبئ أضعف ما لديك في المنتصف – لا ترتبط بالجمل فقط، ولكنها أيضاً ترتبط بالقصص أو الأخبار أو حتى السرديات الشخصية، بل وعروض البوربوينت، والسيرة الذاتية… والحياة الزوجية.
يستشهد كلارك بافتتاحية صحيفة فيلادلفيا إنكوايرر، التي كتبها لاري كينغ على هذا النحو: «اصطدمت طائرة خاصة تحمل السيناتور جون هاينز بمروحية في عرض السماء الصافية، فوق مدينة ميريون أمس، ما أدى إلى انفجار عظيم وسط الجو، تساقط على إثره الحطام المشتعل في ساحة لعب مدرسة ابتدائية.
مات سبعة أشخاص: منهم هاينز، وطيارون أربعة، وطالبتان في الصف الأول. وقد جُرح على الأقل خمسة أشخاص، ثلاثة منهم أطفال، أحدهم في حالة حرجة بسبب الحروق. تهاوى اللهب والحطام المحترق على الأرض حول مدرسة ميريون الإبتدائية في جادة باومان عند الساعة 12:19 ظهراً، وقد هرب الأطفال مذعورين، بينما كان المعلمون يقودون البقية.
توافد أولياء الأمور القلقون إلى المدرسة، بعضهم كان لا يزال بثياب الرياضة، والبعض الآخر بثياب العمل، وآخرون بأثواب المنزل. وقد كوفئ كثير منهم بلم شمل عاطفي وسط رائحة الدخان الحادة».
في الخبر السابق هناك ثلاثة أحداث مهمة وهي، موت سيناتور، تحطم طائرة خاصة، كارثة في مدرسة إبتدائية.
يبدو لاري كينغ محترفاً وهو يستخدم الإستراتيجية، ليس فقط على مستوى الجمل، ولكن أيضاً على مستوى الخبر، ففي لحظة نجح في جعلنا ننسى موت الرجل المهم، وتحطم طائرة خاصة، والالتفات إلى الأطفال.
إن إستراتيجيات الكتابة غير بريئة أو محايدة، فهي أدوات تُطوع بين يد ونوايا من يستخدمها، فربما باستخدام الإستراتيجية الكتابية نفسها، نجعل من موت الرجل المهم أهم كثيراً من حياة 800 طفل، وربما نترك كل ذلك ونجعل محور كل شيء حول… الطائرة الخاصة.
«نون… والقلم وما يسطرون»،والنون في اللغة هي نون النوايا والنَفَس والنَّفس والنور، وما لا يُرى في الضوء، تماماً مثل النسيم والنفق بكل امتداد وجمع وفعل.
لا تصبح الكتابة جميلة باتباعها إستراتيجيات، بل تصبح جميلة عندما نُعطيها من أنفسنا، فالكتابة فعل اجتماعي، وسلوك شخصي، ووعي بمدى الإحاطة بالذات والجمع والجموع… وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله… أبتر.
@Moh1alatwan
أخبار ذات صلة مقالات سمو الرئيس… عطوهم لابتوب!
مقالات هل بقي فينا أمل؟
مقالات (كعكة) المناصب!
مقالات عماكور
مقالات دفعة كورونا
مقالات الملياردير الأكثر قراءة يومي 30550 | «منصة» لتسجيل الوافدين الراغبين بالعودة إلى الكويت 6860 | انهيار سما المصري بعد تخفيف حبسها 4110 | 6 وفيات بـ«كورونا» و556 إصابة جديدة 4010 | 1.7 مليون جرعة من لقاح «مودرنا»… للكويت 3740 | شهادة تطعيم «كورونا»… بديل الـ PCR اسبوعي 65480 | حجر «فندقي» للعائدين من دول الحظر 46730 | 300 دينار تكلفة العودة… من الدول الـ34 30550 | «منصة» لتسجيل الوافدين الراغبين بالعودة إلى الكويت 28360 | الهاشم: أرفض لقاح «كورونا» 23280 | عودة جزئية للمدارس في المراحل التعليمية كافة