توفي المهاجم الدولي الغابوني آرون بوبيندزا، عن عمر ناهز 28 عاماً، بعد سقوطه من الطابق الحادي عشر في مقر سكنه بمدينة هانغتشو الصينية، في حادث لا تزال السلطات تتعامل معه بوصفه غامضاً وتحقق فيه من عدة زوايا.

وبحسب ما أكدته وسائل إعلام صينية وأوروبية، فقد كان بوبيندزا، لاعب فريق تشجيانغ الصيني، داخل شقته برفقة شقيقه لحظة الحادث، حيث تفيد المعطيات الأولية بوقوع مشادة بين الطرفين سبقت السقوط. وتشير التحقيقات إلى أن الشرطة الصينية تدرس ثلاث فرضيات محتملة: الانتحار، السقوط العرضي، أو التورط الجنائي المحتمل.

ووفقاً للمصادر، فإن شقيق اللاعب سيخضع للتحقيق وربما الاحتجاز المؤقت ضمن مسار استجلاء ملابسات الحادث، خصوصاً في ظل وجود مؤشرات على خلاف نشب بينهما قبيل وقوع السقوط القاتل.

وكان بوبيندزا قد تغيّب بشكل مفاجئ عن آخر حصة تدريبية لفريقه، في وقت عجز فيه مسؤولو تشجيانغ عن التواصل معه قبل تلقيهم نبأ وفاته المفجع. وتشير تقارير إعلامية إلى أن اللاعب لم يقدم أي مبرر مسبق لغيابه، ما أثار القلق داخل النادي قبل أن يتأكد نبأ الوفاة.

بوبيندزا، الذي برز اسمه بشكل لافت في موسم 2020–2021 حين توج هدافاً للدوري التركي الممتاز بقميص هاتاي سبور بعدما سجل 22 هدفاً في 36 مباراة، كانت له مسيرة احترافية متعددة المحطات شملت أندية في فرنسا (بوردو، باو، أجاكسيو، تور)، البرتغال (فيرينسي)، قطر (العربي)، السعودية (الشباب)، الولايات المتحدة (سينسيناتي)، رومانيا (رابيد بوخارست)، وأخيراً الصين (تشجيانغ).

وكان قد انتقل إلى الدوري الصيني في يناير الماضي قادماً من رابيد بوخارست، مقابل 800 ألف يورو، وسجل أربعة أهداف وصنع اثنين خلال ست مباريات فقط مع فريقه الجديد، قبل أن تنتهي مسيرته بشكل مأساوي.

مدربه السابق مارييوس شوموديكا، الذي أشرف عليه في رابيد، أكد نبأ الوفاة عبر منشور نعي على وسائل التواصل الاجتماعي، معبّراً عن صدمته وحزنه لفقدان اللاعب.

ورغم موهبته الهجومية وسرعته اللافتة، عرف بوبيندزا بسلوك مثير للجدل خارج الملعب في بعض محطاته الاحترافية، ما جعله في حالات سابقة محل انتقاد إداري، لا سيما في تجربته الأخيرة برومانيا.

دولياً، مثّل منتخب الغابون في 35 مباراة، سجل خلالها 8 أهداف، وشارك في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، حيث كان يُعد أحد العناصر الأساسية في الجيل الحالي للمنتخب الغابوني.

ولا تزال السلطات الصينية تواصل التحقيق في الحادثة، دون أن تصدر بعد بياناً رسمياً حول السبب المباشر للوفاة، في وقت خيم فيه الحزن على الأوساط الكروية في الغابون وخارجها، إثر رحيل لاعب يُعد من أبرز المواهب الهجومية التي أنجبتها الكرة الغابونية في العقد الأخير.