أعلم بأن موضوع التقاعد قد أشبع بحثاً ودراسة منذ أمد بعيد، وبلا ريب أنه محطة من محطات قطار العمر وسنة الحياة، ولكن سأكتب وأدلو بدلوي عن جزئية ضئيلة ومقرونة بوجهة نظر، حيث يحدث في بعض المؤسسات الكبيرة والإدارات المختلفة، اختلاف كبير في آلية اختيار واستمرار المديرين الجدد والاستغناء عن الآخرين لضمهم لطابور المتقاعدين، (وهذا ليس تعميماً على المؤسسات والإدارات ومديريها، وأيضاً ليس تخصيصاً لأي منها).
تبدأ رحلة هذه المغامرة أو المهمة السنوية، عندما يكلف (المدير العام) أحد المديرين التابعين له إدارياً، لاختيار الرجل المناسب للمكان المناسب، ويباشر هذا المدير الفذ المهمة معتمداً على مؤشر (الذمة والضمير)، وهو غير موضوعي ولا يمكن قياسه والتحقق منه في التقييم واتخاذ القرارات، ولذلك يلجأ هذا المدير للسرية والتكتم الشديد في مداولة أوراق المهمة لتكون مناولة بأيادي الثقاة، وفي ظرف أبيض مختوم بالشمع الأحمر، ثم يدس في حقيبة سوداء معتمة كظلمة الغسق، وقد يتطلب الأمر حضور هذا المدير الفذ متسللاً للإدارة في الهزيع الأخير من الليل، لتصفح أوراق المهمة السرية.
يحدث هذا، ولكن من الواجب على (المدير العام)، الخروج من هذا النفق المظلم بتطبيق المعايير العلمية والمهنية في اللوائح التنفيذية، وهي مجموعة مواد دقيقة وعلنية في المفاضلة والترقية، بهدف بقاء الأصلح للمشاركة الفاعلة في التنمية الشاملة، وليس بالذمة والضمير والسرية، والتي قد تفتح أبواباً واسعة للفساد الإداري.
Next Page >Original Article