رسائل لم تنشر لمارسيل بروست
الكتاب: رسائل لم تنشر لمارسيل بروست
المؤلف: مارسيل بروست
ترجمة: محمد فتيلينه
الناشر: دار خطوط وظلال – دار ضمة، عمان، 2021
يروج الآن في العالم العربي، خصوصاً عبر دور النشر العربية الآسيوية؛ مساراً لنشر مراسلات أدباء ومفكرين وفنانين، وكأنما الدخول إلى القرن الواحد والعشرين، آذن العناية بكل النصوص المهمشة، ضمن حلقة الدراسات التاريخية. فالسير الذاتية والمذكرات واليوميات والرسائل تعد مصدراً من مصادر دراسة شخصيات وتجارب في الثقافة العربية، وتأتي هذه الخطوة لتكرس من ذلك عبر هذا التوجه في عالم النشر، دون الاعتبارات المختلفة، سواء للإقبال القرائي أو الفتور الذي يصاحب هذه الهبات الدائمة في عالم النشر.
غير أن ثمارها لا يمكن تحديدها في خطة قلم مثل هذه؛ يتوجب علينا، مراقبة هذا الاختبار العملي لكل الباحثين والنقاد والمؤلفين، وكيفية تعاملهم مع هذه المادة المتاحة الآن.
يضم الكتاب الرسائل التي تبادلها مارسيل بروست مع الناقد كاميل فيتار بين 1920 و1922.
(في العادة، تُشكّل مقدمة أي كتاب نافذةً يطل القارئ عبرها على محتواه، يكتشف عوالمه وأسراره، يطل من خلالها على ما يحمله من أفكار، كي يلمس سريعاً مدى أهميته المعرفية التي يدّخرها ودرجة جدته وأصالته؛ لذا فإن ما دفعني في البدء الى ترجمة رسائل بروست، إضافة الى فرادتها وأسلوبها الجديران بالملاحظة؛ هو مقدمتها -الطويلة نسبياً- التي وقّع نهايتها الناقد كاميل فيتار. تلك المقدمة جعلتني أكتشف هذا الناقد المغمور في أوروبا وفي العالم، كما اكتشفت قدرته على إقناع قارئ مثلي بأصالة أفكاره، حينما أبرز أهمية مراسلاته مع بروست، كاشفاً -لي وللقرّاء- الوجه غير المعروف لمارسيل بروست، هذا الروائي العظيم، الذي تبادل معه عديد الرسائل على مدى أكثر من ثلاث سنوات، كانت مليئة بالتفاصيل وكأنها تؤرخ لحقبة بأكملها. في تلك الرسائل، أعرب بروست عن إعجابه الكبير بالناقد والأكاديمي الكاميل فيتار، وبثقافته الموسوعية وبدقة معلوماته وبصراحته. في تلك المقدمة وجدتني أيضاً -عبر كاميل فيتار- أعيد اكتشاف صاحب الملحمة الكبيرة (البحث عن الزمن المفقود)، وبدت مقدمته تلك قريبة جداً إلى مشتغل بالأدب مثلي، وهاوٍ قديم للمراسلات (كنت من جيل شكّلت المراسلات فيه هواية شائعة ومليئة بالمفاجآت والاكتشاف).
تجدر الإشارة إلى أن مارسيل بروست (10 يوليو 1871 – 18 نوفمبر 1922) هو روائي فرنسي عاش في أواخر القرن 19 وأوائل القرن 20 في باريس، من أبرز أعماله: سلسلة روايات البحث عن الزمن المفقود والتي تتألف من سبعة أجزاء نشرت بين عامي 1913 و1927، وهي اليوم تعد من أشهر الأعمال الأدبية الفرنسية. تستعرض كتاباته تأثير الماضي على الحاضر. كان بروست ناقداً ومترجماً واجتماعياً أيضاً.
أما محمد فتيلينه فهو كاتب وروائي ومترجم جزائري من مواليد 3 ديسمبر 1975 في ولاية الجلفة بالجزائر. درس المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية بمدينة (حاسي بحبح). وتحصّل على الباكالوريا سنة 1993. ثم التحق بمعهد المعلمين سنة 1994. واشتغل بتدريس اللغة الفرنسية حتى 2012. أصبح مفتشاً للغة الفرنسية في ولاية الجلفة. ثم نال الليسانس في الأدب العربي من جامعة زيان عاشور-الجلفة سنة 2006. واصل دراسته الجامعية، وتحصّل سنة 2012 على الماجستير من جامعة سعد دحلب في مدينة البليدة عن موضوع: التفاعل النصي في الرواية الجزائرية. حاصل على الجائزة الأولى لـ(دار أطلس) للنشر والتوزيع عن الرواية العربية 2015، بروايته الموسومة (غبار المدينة). شارك نصه (تيمو لن يذهب إلى باريس) بمسابقة الفرنكفونية عبر دار المخطوطة بباريس، بالتعاون مع اليونيسكو 2015.