ذوق الوقت
محمد ناصر العطوان
خواطر صعلوك
ذوق الوقت
صديقي محمد…
ها أنت تفكر في التوقيت والوقت… والمكان والانتقال، تفكر في المعنى قبل الحركة، وفي مصدر الفكرة قبل الخطوة… وتفكر كثيراً في الله.
وجهة نحو التمكين الشبابي! ألم الإنقاذ وحق المكاشفة
لا تحب أن تضع قدمك في مساحة… قبل أن تتخيل وجودها… فتستند على الخيال لتقويم المعنى الواقعي، تعتقد أن الأرض جزء من الجنة، والجنة مدى اتساع خيال المؤمن… فتوسع خيالك على الأرض، وتكتشف أنها «الدنيا»! والتوقيت خيال الوقت.
أعلم يا صديقي أن التوقيت هو ذوق الوقت وخياله، وذوق الوقت منتشر في يومنا وحياتنا وتفاصيلنا اليومية، فتمر علينا أشياء كثيرة ربما كانت في وقتها، ولكنها ليست في توقيتها… فضلاً عما يمر بنا من أحداث ليست في وقتها ولا توقيتها مثل اتصال هاتفي في الرابعة فجراً يخبرك فيه المتصل «أخوي داقين علينا الساعة 3 العصر»؟ فترد عليه: نعم… في الواقع كانت لدينا حالة وفاة وأردنا أن نطبع بعض الأدعية… ووجدت رقمك في الإعلانات التي على الإنترنت، ولكنك لم ترد على الهاتف وقتها… لذلك أبشرك بأن المتوفى «رحمه الله» أرسل لنا برقية بعد الدفن مباشرة يقول فيها «عودوا يوم الإثنين القادم، ومعكم كتب أدعية… اطبعوها عند الشخص نفسه الفاقد للوقت والتوقيت والذوق»… وها أنت ذا تتصل… سبحان الله!… فيرد عليك: ها! هذه القصة بحد ذاتها فاقدة للتوقيت الأدبي، متى تضع الأشياء في مكانها الصحيح يا صديقي؟ وما بين الخيال والواقعي، هناك ذوق الانتقال من الفكرة إلى الخطوة، من الإستراتيجية إلى البرامج، من المعنى إلى الحركة… من الذرة إلى الحكايا، من الماء إلى الشجرة.
وأعلم يا صديقي أن ذوق الانتقال هو حُسن تناول انتقاء ما يبقى معك من مقامك السابق إلى مستقرك القادم، وفعل الانتقاء هو فعلٌ حر، يسمح لصاحبه بأن يرى كل الاحتمالات ثم ينتقي ما هو الأحسن والأجمل والألطف… وكله عند الله حُسنى.
والمساحة التي بين الانتقاء والانتقال هي مساحة حرفّ واحد في النهاية… وهذا يعني اتفاق المعنى الكلي في البدايات… وكل انتقال هو غلق لمزيد من الاحتمالات اللانهائية ومزيد من الانتقاءات الحرة، وفتح لأبواب المشيئة الإلهية اللا متناهية، ولكن في النهاية لا يمكن عادة للميت أن يعود ويفتح الكفن ليخبرنا عن أنه يرغب فعلاً في أن نطبع الأدعية عند ذاك الرجل قليل الذوق.
ربما يعود الميت بالمعجزات، ولكن في حياتنا اليومية نحن لا نسير بالمعجزات… بل بالقرارات التي نتخدها ما بين التوقيت… والانتقال.
التوقيت هو حكمة الوقت وحُسن تناول الزمن بانتقاله من المطلق واللانهائي والمجرد إلى الملموس والمجسد والمحسوس.
وبعيداً عن الفلسفة… فكل ما لم يُذكر فيه اسم الله أبتر.
@Moh1alatwan
أخبار ذات صلة مقالات المجلس وتصحيح المسار مقالات مسلسل «عافور» الفساد مقالات تأبين مقالات لافتات… وامام «المركزي»! مقالات كارثة عدن بعدما غادرها الاستعمار مقالات و«الطبطبة»… الأكثر قراءة يومي 2910 | المباحث تضبط قتلة سوري أثناء مشاجرة في الصليبية 1160 | «الصحة» توضح فترات مراجعة المراكز الصحية للمواطنين والمقيمين قاطني «الفنطاس» 1050 | «الداخلية»: القبض على وافد انتحل صفة رجل أمن.. غير صحيح 850 | مندوب سفارة بنين يسلم «مطلوبا» لرجال الأمن 840 | الطيب القلاف: أعراض الجلطات القلبية تختلف من شخص لآخر اسبوعي 56324 | 50 إلى 100 دينار غرامة فورية على عدم ارتداء الكمامات 37460 | باسل الصباح لـ«الراي»: اجتماع تقييم الوضع الصحي الأحد 15650 | عبدالفتاح العلي لـ «الراي»: مخالفات فورية لمن لا يرتدي الكمام 15050 | الموت يغيب الطبيب عبدالله مشالي متأثرا بمضاعفات «كورونا» 13800 | المزرم عقب اجتماع «الوزارية العليا»: التدابير الصحية مستمرة