حب الروبوت
الحب رابط بين طرفين ينشأ لأسباب لا يمكن تفسيرها في كثير من الأحيان، هو شيء لا يمكن التنبؤ به، ولكن الكل يؤمن به ويعرفه، بل ويصفه كل عاشق بصورة مختلفة، هناك من رسم الحب في لوحة فنية، وهناك من كتبه في قصيدة، وهناك من عزفه وتراً وتغنى به.
في عالم العشق لا يشترط أن يكون الطرفان من البشر، بل إن معنى الحب يمتد ليكون رابطاً بين الإنسان وشيء من الكائنات أو حتى الجمادات، فأن يعشق الإنسان شيئاً من الجمادات يعد من الأمور المألوفة، كأن يحب ذلك القلم الذي اشتراه حين كان صغيراً، أو أن يحب ذلك الكرسي في حديقة منزله فتجده يقضي عليه كل يوم جزءًا من وقته، أو أن يحب القراءة في مكانه المفضل على ضفة النهر. كل ذلك يعد من أنواع الحب التي نلاحظها باستمرار، بل وتعد هذه الأنواع من العشق من الأشياء الجميلة التي تميز شخصيات البشر من حولنا.
الاختراعات والتطور والصناعة والتقنية تؤثر في ثقافات البشر، هذا التطور البشري عنى أن كل زمان سيتميز بأشياء لم تكن موجودة في السابق، وهذا بطبيعة الحال يعني أن مع التطور فإنه من المتوقع أن يحب أو يعشق الإنسان أشياءً لم يعشقها أسلافه، ليس لأنها لم تكن تستحق الاهتمام، ولكن لأنها لم تكن موجودة في السابق أصلا، كأن يحب إنسان روبوتاً مثلاً.
ربما تعد العلاقة العاطفية بين الإنسان والروبوت ضرباً من الخيال، أو من الأشياء التي نقرأها في الروايات، ولكن هذه الظاهرة وإن كان القليل يتحدث عنها بشكل جدّي، إلا أن الأبحاث الأكاديمية بدأت تلتفت لها، فقد بدأت الأبحاث والدراسات تتطرق للعلاقة بين الإنسان والروبوت، وهذا ما دعا مركز النشر بجامعة أكسفورد (University of Oxford) لتخصيص فصل كامل في أحد كتبها المحكمة للحديث عن العلاقة العاطفية بين الإنسان والروبوت، وقد قام البروفسور أدريان تشيوك (Adrian Cheok) في ذلك الكتاب بمراجعة عدد من الأبحاث في هذا المجال، وخلص إلى أن العلاقة العاطفية بين الإنسان والروبوت من الموضوعات التي ما زالت تحتاج إلى مزيد من الدراسات والأبحاث.
لم يتمكن البشر عبر العصور من تفسير ظاهرة الحب على المستوى الطبيعي والمألوف، وحين تستجد صور مختلفة للعشق فإن تفسير هذه الظاهرة يزداد تعقيداً. فإذا كانت البشرية تقبلت فكرة العلاقة العاطفية رغم غموضها، فهل ستتقبل البشرية أن يعشق الإنسان روبوتاً.
Next Page >