تنظيف الأذن بماء البصل!
رطوبة في الأذن
لكن ما قصة استخدام ماء البصل وزيت الزيتون في إسكات ألم الأذن.. استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة والرأس والعنق الدكتور فارس الغامدي، حذّر من اللجوء إلى مثل هذه العلاجات وغيرها، وقال: هذه تؤدي إلى زيادة في الالتهابات ولها آثار سلبية على صحة الأذن. مبيناً أن أي مادة سائلة قد تدخل الأذن ليست لها خصائص علاجية لها آثار سلبية مستقبلاً قد تفقد صاحبها السمع فوجود التهابات في الأذن له دور في تأخر الطفل عن الكلام والنطق لتأثيره على حاسة السمع وعلى قدرة الطفل على الكلام وتنمية حصيلته اللغوية.
ويوضح الاستشاري الغامدي، أن شكوى البعض من وجود رطوبة في الأذن سببه وجود إفرازات (بيضاء ولزجة) تخرج بشكل واضح لتصل خارج الأذن.
أما تجمُّع السوائل خلف طبلة الأذن، فيعرف بالالتهاب المَصلي؛ وهو نتيجة اضطراب مرضي يصيب الأذن الوسطى وينتج عنه زيادة في الإفرازات مع خلل في وظيفة قناة (استاكيوس) الجزء المسؤول عن تصريف هذه الإفرازات.
تحولت زيارة (أشواق) الى بيت خالتها، من فرح إلى حزن على طفلتها ابنة الأشهر العشرة، فما إن حانت الإجازة الموسمية حتى حزمت (أشواق) حقائبها وحملت طفلتها (نور) وسافرت بها إلى بيت خالتها لقضاء أيام لديهم، لكن الليلة الثانية كانت ليلة عصيبة على (أشواق)، استيقظت على صراخ وبكاء طفلتها وهي تمسك بأذنها متألمة وشاكية، وسمعت (خالتها) صراخ الطفلة (نور)؛ التي كانت أمها تحتضنها وتحاول إسكاتها، تشتكي من أذنها، فأسرعت إليهما وبعد حديث قصير مع بنت أختها وزوجة ابنها، خرجت (الخالة) من الغرفة وعادت حاملة في يديها صحناً تفوح منه رائحة البصل وزيت الزيتون، وضعته جانباً، وحملت الطفلة ممن ابنة أختها وزوجة ابنها (أشواق)؛ التي نظرت إليها متساءلة: ماذا ستفعلين؟ لتخبرها (الخالة) أنها ستقضي على ألم وصراخ الطفلة بغسل أذنها بماء البصل وزيت الزيتون!. ونفذت ذلك رغم محاولة والدة (نور) ألا تسكب ماء البصل وزيت الزيتون في أذن طفلتها، إلا أن (الخالة) أصرت وأخبرتها أنه علاج شعبي يلجؤون إليه منذ زمن طويل، وأنها وغيرها هو خيارهم في كثير من الحالات. وسكتت الطفلة لكن سكوتها تحول فيما بعد إلى كارثة سمعية، خاصة أن (الجدة) داومت على سكب ماء البصل وزيت الزيتون في أذن حفيدتها (نور) طوال أيام مكوثها لديهم.
عادت أم الطفلة (نور) إلى بيتها، لكنها عادت محملةً بحزن شديد لا تعرف سببه، الذي اتضح فيما بعد أن ماء البصل وزيت الزيتون تسببَا في إصابة طفلتها التي لم ترَ الحياة بعد، بالتهابات في الأذن وضعف في السمع اكتشفته بعد أشهر عندما كشف طبيب الأذن على طفلتها (نور) وأن سبب ضعف سمعها هو ماء البصل وزيت الزيتون، ولم تجد أمامها سوى الخروج من عيادة الطبيب حاملةً حزناً يفوق الجبال لمصير طفلتها الذي تسببت فيه خالتها.
السباحون والشمع والحموضة
استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة الغامدي، أشار إلى أن وجود كمية من الشمع داخل الأذن أمر طبيعي لحمايتها، موضحاً أن إزالة الشمع؛ الذي يحمي قناة الأذن الخارجية من الالتهابات، ويحافظ على درجة الحموضة، ويلتقط الأجسام الغريبة، ويمنعها من الوصول إلى غشاء الطبلة من قبل الطبيب، يعود إلى تراكم الشمع داخل الأذن نتيجة محاولة البعض استخدام أدوات؛ ومنها عود قطن لتنظيف الأذن مما يتسبب في انسداد الأذن بالشمع بدلاً من خروجه.
وتستمر تحذيرات طبيب الأنف والأذن والحنجرة الغامدي، خصوصاً للأشخاص الذين يستخدمون بعض الأدوات لتنظيف آذانهم؛ ومنها أعواد الكبريت أو القطن أو إدخال قطع من المناديل أو القماش، مبيناً أنها من الوسائل الخاطئة والمؤثرة على سلامة الأذن، وتؤدي إلى نتائج عكسية؛ كون جلد قناة الأذن وغشاء الطبلة سميك ورقيق لدرجة أن حكها حتى لو كان حكاً بسيطاً بأي وسيلة كانت يؤدي إلى جرحها وإحداث تلف قد يؤدي إلى مضاعفات مستقبلية.
وعن أسباب ظهور صعوبة في النطق لدى بعض الأطفال؛ التي تظهر عادة عند التحاقهم بالمدارس، هل يعود إلى وجود السوائل في الأذن؟، أوضح استشاري الأذن الغامدي، أن وجود السوائل خلف الطبلة أحد أسباب نقص السمع وهذا سبب رئيسي يؤدي إلى اضطرابات النطق واللغة، لذلك من الضروري علاجه وعدم إهماله حتى يتم اكتساب الطفل اللغة وتتطور قدرته على الكلام والابتعاد عن أي آثار سلبية على قدراته النفسية والعقلية والسلوكية.
موضحاً أن أسباب معاناة بعض السباحين من نزول بعض السوائل من آذانهم على الرغم من اتخاذهم للاحتياطات، يعود إلى وصول الماء إلى الأذن بشكل شبه متواصل، ما يعرضها للالتهابات وبالذات التهابات الأذن الخارجية المزمنة التي يصعب ويطول علاجها، لذلك دائماً نشير إلى أن التخلص من التجمعات المائية بالأذن، يتم بتعرضها لتيار هوائي بسيط واستخدام قطرات تعيد لقناة الأذن درجة الحموضة المناسبة لها.
شفط السوائل الصمغية
استشاري الأنف والأذن والحنجرة الدكتور المؤيد بالله الرمال، أوضح أن في الأذن قناة (استاكيوس) ويطلق عليها النفير، وهي غضروفية ضيقة وصغيرة الحجم تقع على جانبي الوجه وتربط الأذن الوسطى بالبلعوم الأنفي ومغلقة في معظم الأوقات لحماية الأذن الوسطى من الأصوات العالية ومن تقلبات الضغط غير المرغوب فيها، تفتح في أوقات البلع أو المضغ أو التثاؤب لتسمح للهواء بالمرور بين الأذن الوسطى والبلعوم الأنفي، لذلك متى تأثرت الجيوب الأنفية أو الأنف تأثرت وظيفة هذه القناة، ولهذا دائماً الأطباء يعالجون الجيوب الأنفية أولا قبل علاجهم التهابات الأذن الوسطى. وقرع الاستشاري الرمال، جرس الإنذار، لكن هذه المرة، بصوتٍ عالٍ، محذراً من التجمعات المائية خلف طبلة الأذن التي تؤدي إلى فقدان السمع وبالذات عند الأطفال، موضحاً أنه مع مرور الوقت تتحول هذه السوائل إلى سوائل صمغية يصعب إخراجها إلا بواسطة آلة شفط حتى لا تؤثر على الأذن، لذلك من الضروري على كل شخص يشكو من وجود ماء في إحدى أذنيه مراجعة الطبيب.
مضيفاً أن زرع أنبوب داخل الأذن هو لتهويتها وللسماح لتلك السوائل بالخروج من الأذن حتى لا تتحول إلى سوائل صمغية، وإعادة الضغط بين الأذن الوسطى والمحيط الخارجي لها، وكذلك لمساعدة الأطفال على تناول المضادات الحيوية عن طريق الأذن بدلاً من القطرات الفموية.
ضغط الإقلاع والهبوط
الاستشاري الرمال، قال: إن الإصابة بنزلة البرد والحساسية تؤثر على الجيوب الأنفية وعلى القرنيات الأنفية ومع الوقت تضيق قناة (استاكيوس)، وتتجمع السوائل المؤدية إلى فقدان السمع وإلى اختلاف الضغط وشعور المريض بالضغط في الأذن عند الإقلاع أو الهبوط وعند ممارسة رياضة الغوص، موضحاً أن سماع طنين أو صوت أعلى من صوت الشخص نفسه، يعود إلى تراكم شمع الأذن وانسدادها وإصابة الرأس والرقبة وتأثر الأعصاب والعضلات مع تدفق الدم، لذلك من الضروري سحب السوائل من الأذن لدى الطبيب؛ وهي عملية سهلة جداً تتم بواسطة بنج موضعي للكبار، وبنج كامل للصغار، ولا تزيد العملية عن 10 دقائق، يتم خلالها زرع أنبوب داخل الأذن يسقط تلقائياً بين ستة أشهر إلى عام ونصف، بعدها وفي غضون أيام تغلق طبلة الأذن تلقائياً.
الرُّضع أكثر عرضة
أخصائي أول أنف وأذن وحنجرة الدكتور فراس نايف، أوضح أن التهاب الأذن الوسطى هي عدوى تُصيب الأذن، وهي المساحة المملوءة بالهواء التي تقع خلف طبلة الأذن، وتحتوي على عظام الأذن الاهتزازية الصغيرة؛ نتيجة عدوى بكتيرية أو فايروسية، وفي حالة التهاب الأذن تتورم الأنابيب الضيقة التي تمتد من الأذن الوسطى إلى الجزء الخلفي لأنف قناة (استاكيوس) وتصاب بالانسداد، وقد يؤدي ذلك إلى تراكم الإفرازات في الأذن الوسطى، وقد تتحول إلى إفرازات معدية، ويعد هذا المرض من أكثر الأمراض شيوعاً بين الأطفال؛ والرضع أكثر عرضة؛ لنقص مناعتهم، فيما ترجع الأسباب إلى قِصَر قناة (استاكيوس) وسهولة انتقال الفايروسات والبكتيريا من الأنف أو البلعوم إلى الأذن الوسطى وحدوث الالتهابات.
جففوا آذانكم !
أخصائي الأذن الطبيب فراس نايف، أشار إلى أن أعراض التهابات الأذن الوسطى، تظهر علاماتها سريعاً في الأطفال بالأخص عند الاستلقاء، من خلال ضغط أو شد على الأذن، وصعوبة في النوم، وبكاء أكثر من المعتاد، والتهيُّج، وصعوبة في السمع أو الاستجابة للأصوات، وفقدان للشهية، فيما تتضمَّن العلامات والأعراض الشائعة لدى البالغين ألماً بالأذن، وتصريف سائل قد يكون مصحوباً بارتفاع في الحرارة واختلالاً في التوازن في حالة الالتهاب الشديد.
مبيناً أن الالتهابات المتكررة للأذن قد تتسبب في مضاعفات خطيرة؛ مثل ضعف السمع الخفيف الذي يظهر ويزول؛ وهو من الحالات الشائعة التي تتحسن بعد الشفاء عكس ما إذا كانت الالتهابات تتكرر، موضحاً أن وجود سوائل في الأذن قد يفقد الشخص سمعه، والأخطر في حال إذا تعرَّضتْ طبلة الأذن أو بنيات أخرى في الأذن الوسطى لضرر دائم، فقد يؤدي ذلك إلى فقدان سمع دائم.
أخصائي الأذن الطبيب فراس قال أيضاً: إن ضعف السمع لدى الأطفال قد يؤدي إلى تأخُّر في الكلام والمهارات الاجتماعية والنمائية، ناصحاً في نفس الوقت السباحين والغطاسين باستخدام سدادات الأذن أثناء السباحة، وغسل الرأس والأذنين جيداً عند الاستحمام بعد السباحة، وتجفيفهما، والسباحة في مياه معتدلة الحرارة ونظيفة.