تجارب سريرية قريبة لاستخدام بروتين «كورونا» في علاج سرطان الرئة
ربما يصبح البروتين الشوكي الشهير الذي يعطي فيروس «كورونا المستجد» شكله التاجي الشهير «بروتين سبايك»، علاجاً لأحد أخطر أنواع السرطانات، وهو سرطان الرئة.
ويقول كاليبادا باهان، أستاذ الكيمياء الحيوية وعلم الأدوية في جامعة راش الأميركية، الذي قاد دراسة نشرت (الثلاثاء) بمجلة «كانسر»، وأثبتت فعالية «بروتين سبايك» في علاج حيوانات التجارب، «نبحث في الوقت الحالي عن شركاء لنقل هذه التقنية في العلاج إلى عيادة سرطان الرئة قريباً. وفي البداية، سنختار مرضى سرطان الرئة في المراحل المتأخرة للتجارب السريرية».
ويوضح باهان أن تلك التقنية انطلقت من دراسات سابقة أثبتت أن نوعاً من الإنزيمات يسمى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (2ACE2)، يزيد لدى الأشخاص المصابين بالسرطان، بما في ذلك سرطان الرئة. والمعروف من ناحية أخرى، أن هذا الإنزيم يستخدمه بروتين «سبايك» الفيروسي للارتباط بالخلايا البشرية. فكان التفكير في استخدام هذا البروتين لعلاج سرطان الرئة.
وخلال التجارب التي أجريت في المختبر، وثق الفريق البحثي خلال الدراسة، موت خلايا سرطان الرئة، التي تم علاجها باستخدام البروتين الفيروسي، وهو ما يفسر الحالات القصصية لأشخاص مصابين بسرطان الرئة تحسنوا بعد تعافيهم من «كوفيد – 19».
ويشير إلى احتمال أن يكون بروتين فيروس «كورونا» أداة في الحرب ضد السرطان. ويضيف باهان: «سيكون الشكل التجاري لهذا العلاج المحتمل، هو إذابة بروتين (سبايك) في محلول ملحي كي يتحول إلى علاج أنفي، يمكن استخدامه لتوصيل البروتين إلى الرئة».
ورغم أن الفريق البحثي استخدم العلاج مع سرطان الرئة، إلا أن باهان يقول: «قد يكون فعالاً في علاج السرطانات الأخرى التي تصيب أعضاء أخرى من الجسم، وذلك اعتماداً على مستوى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 بها».
وكان تقرير نشره (الثلاثاء) الموقع الإلكتروني لجامعة راش، قد كشف عن تفاصيل التجارب التي قام الباحثون، عن طريق استخدام نسخة متوفرة تجارياً من بروتين (سبايك)، بتجربته على خلايا بشرية في المختبر، فأظهر نتائج إيجابية. ثم قام الباحثون بفحص نتائج إعطاء بروتين سبايك لفئران مصابة بسرطان الرئة، حيث تلقت مجموعة واحدة من الفئران البروتين في خليط مع محلول ملحي تم رشه في أنفهم كل يوم، بينما تلقت مجموعة التحكم محلولا ملحيا طبيعيا كعلاج وهمي.
وبعد أربعة أسابيع من العلاج بالبروتين، تم قتل الفئران وتشريح جثتها. ووجد الباحثون أن عدد الأورام وحجمها قد انخفض في الفئران التي تلقت بروتين سبايك، وحدثت لديها مستويات أعلى من موت الخلايا السرطانية، مقارنة بالمجموعة التي لم تتلق البروتين.
وهنا يقول باهان: «إذا تكررت هذه النتائج في مرضى سرطان الرئة، فسنكون أمام تقنية واعدة لعلاج هذا المرض المدمر، حيث يمكن استخدام هذه الوسيلة في مرحلة متأخرة من سرطان الرئة، عندما لا يكون هناك علاج آخر لوقف تقدمه»
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :