شيماء المرزوقي

من المواضيع الحيوية التي تهم كل واحد منا موضوع العمل والوظيفة، وهذا طبيعي لأنها جزء لا يتجزأ من الحياة البشرية، جزء من مسيرة الإنسان، بل هي عماد رئيسي للحياة، وهي مؤشر نحو الرفاه والسعادة والصحة النفسية، وكأنها مربوطة بطريقة أو أخرى بمجال العمل والوظيفة، وفي اللحظة نفسها نعلم آثار البطالة أو التعطل عن العمل. يقابل هذه الأهمية البالغة جانب يوضح أن الوظائف والأعمال هشة جداً، وأقصد أنه مع صعوبة الحصول على العمل يسهل فقده، وهذا يتضح عندما تحدث أزمة مهما كان نوعها، اقتصادية، أمنية، صحية…إلخ.
وأول الضحايا أو أول المتأثرين هي الأعمال والوظائف، حيث نسمع ونقرأ عن توجه لإلغاء الوظائف وتسريح العمال. سوق العمل هش وسريع التأثر بما يحدث في مجالات وقطاعات أخرى. لن أذهب بعيداً، فالمثال الأقرب هذه الجائحة التي تعم العالم «كوفيد 19»، فلا يوجد مجتمع ولا بلد في مختلف أرجاء العالم إلا وتأثر بها. كانت تأثيرات الجائحة اقتصادية وصحية وأيضاً في قطاعات العمل والإنتاج، لذا لا أحد يستغرب عندما قالت منظمة العمل الدولية: «إن قرابة 25 مليون وظيفة في العالم معرضة للضياع نتيجة تفشي فيروس كورونا».
وجاء في دراسة بعنوان: «وباء «كوفيد 19» وعالم العمل: آثار المرض وردود الأفعال عليه»، أن «تقديرات منظمة العمل الدولية تشير إلى ارتفاع البطالة العالمية بنسب تتراوح بين 5.3 مليون (السيناريو المتفائل) و24.7 مليون (السيناريو المتشائم) وذلك زيادة على عدد العاطلين عن العمل في عام 2019 وعددهم 188 مليوناً». ولم تتوقف كرة الثلج هنا حيث قدرت الدراسة خسائر دخل العاملين – الموظفين بين 860 ملياراً و 3.4 تريليون دولار مع نهاية عام 2020 وهذا سيؤثر على مجالات أخرى استهلاكية وخدماتية ونحوها من المجالات. وتقدر منظمة العمل الدولية أن «ما بين 8.8 مليون و35 مليون شخص إضافي من العاملين في العالم سيعيشون في فقر، مقارنة بالتقدير الأصلي لعام 2020 الذي كان 14 مليوناً في جميع أنحاء العالم».
مثل هذه التقارير والدراسات الدولية توضح واقعاً مؤرقاً لسوق العمل ومدى ضعفه في مختلف أرجاء العالم، ضعف أمام العواصف والتحديات والأزمات التي مرت وتمر وستمر بالعالم، وهذه الحالة من عدم الاستقرار تؤدي لمتاعب تنموية واقتصادية فضلاً عن التعب النفسي والقلق.

Shaima.author@hotmail.com
www.shaimaalmarzooqi.com