الغامدي: 263 مسرحاً في السعودية.. والقطاع يحتاج إلى «حوكمة»
كشفت عضو الاتحاد الدولي لأبحاث المسرح بجامعة كامبريدج الدكتورة نوف الغامدي، أنه تم بناء وتحديث 263 مسرحًا في مختلف مدن المملكة حتى عام 2023، بما في ذلك المسارح الخاصة بالعروض الكبرى.
وقالت خلال تدشين ملتقى «اقتصاد المسرح» في محافظة جدة أمس، إن الحراك المسرحي الذي تشهده المملكة، داعم قوي للفعاليات الفنية، والخدمات اللوجستية، ويعزز من جاذبية المدن السعودية كمراكز ثقافية.
وأضافت الغامدي أن وزارة الثقافة ممثلة في هيئة المسرح والفنون الأدائية، تعمل بجهود كبيرة لدعم الإبداع المسرحي وتطوير امكانياته.
وأشارت الغامدي في كلمتها خلال التدشين عن حوكمة المسرح، ومسارات البحث العلمي لمجالات المسرح و دراسة التجارب الإبداعية المرجعية كونها تمثل احدى القيم التي يمكن الاستناد عليها لتطوير المشهد المسرحي السعودي.
وأوضحت أن الملتقى خرج بمجموعة من التوصيات من بينها العمل على وضع حلول للتحديات التنظيمية والإدارية، إضافة الى أهمية حوكمة المنظمات غير الربحية التي لا تزال في مراحلها الأولى، والعمل على إعداد دليل موسوعي يضم الجامعات والمعاهد والمراكز البحثية داخل المملكة التي تهتم بفنون المسرح والأداء، مع التركيز على تعزيز الشراكات مع الجامعات العالمية المتخصصة في المسرح،وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص وإطلاق مبادرات للاستثمار الاجتماعي في الفنون المسرحية، و دعم المنظمات غير الربحية في تبني استراتيجيات تسويق رقمي فعالة للوصول إلى جمهور أوسع.
وأكدت الغامدي على أهمية الاستمرار في بناء مسارح جديدة وتحديث المسارح القائمة في المدن المختلفة لتمكين المنظمات المسرحية من تقديم عروض عالية الجودة، وتشجيع الدراسات النقدية للمسرح الرقمي من خلال دعم الأبحاث التي تهتم بتحليل تأثير التكنولوجيا الرقمية على المسرح السعودي، بالإضافة إلى تحفيز الاستثمار في المسرح السعودي وجذب استثمارات من القطاعين الخاص والعام لدعم المشاريع المسرحية، وتأسيس صناديق تمويل متخصصة، وتشجيع التوثيق السمعي والبصري من خلال إنشاء أرشيف وطني يوثق العروض المسرحية السعودية، مما يسهل دراسة تطور المسرح السعودي من قبل الأجيال القادمة.
من جهتها تحدثت الكاتبة الصحفية الدكتورة زينب الخضيري خلال الملتقى عن التحديات التي تواجه المسرح، مثل عدم وجود استراتيجية وطنية لتنشيط المسارح،إضافة الى أن البنية التحتية لازالت لا تتوائم مع مسمى مسرح، كما أن الخدمات الفنية من كوادر وتجهيزات تحتاج المزيد من شركات الانتاج الفني المحترفة، بخلاف ضعف السيناريوهات وعدم وجود عدد كافي من المخرجين المسرحيين المتخصصين، بينما في مجال الرواية وتحويلها إلى عمل مسرحي نحن بحاجة ماسة لتطوير دور الرواية في الشأن الثقافي بما يسمح بتحويلها لأعمال فنية وذلك لارتباط الرواية بالواقع والقضايا المعاصرة والعمق الفلسفي في تشريح المجتمع.
من جانبه تحدث جهاد الحويك عن أهمية تمكين القيادات المسرحية ورفع كفاءتها والحاجة لإنشاء معاهد متخصصة تبدأ باكتشاف المواهب المسرحية بأعمار صغيرة وتنمية مهاراتها على فترات طويلة وإرشادها إلى الاختصاص الأنسب ضمن إطار اقتصاد المسرح، كما يمكن الاستفادة من الخبرات الدولية في هذا المجال. وشدد على أهمية تنظيم مهرجانات دولية للمسرح بالمملكة ومشاركة المسرح السعودي على الصعيد الخارجي بما يسمح للكفاءات السعودية بالتطور عبر رفع مستوى تنافسيتها، إضافة إلى أهمية التسويق وبناء علامات تجارية شخصية لبعض العاملين بالقطاع المسرحي مما يساهم باستقطاب الجمهور.