الخاسر الحقيقي الهلال أم النصر
خسر النصر السعودي من الفريق الإيراني برسبوليس وخرج من دوري أبطال آسيا نسخة 2020، وأكمل بهذا الخروج عقد خروج الفرق السعودية الأربعة المشاركة في هذه البطولة، وهي على التوالي الهلال التعاون الأهلي النصر، وكل فريق خرج حسب الظروف والأحداث التي صاحبت مشاركته في البطولة.
وبهذا الخروج المزعج تأكد عدم وجود اسم أي فريق سعودي يمثل بلدنا الغالي ويرفع علمه واسمه في نهائيات كأس العالم القادمة للأندية.
وأنتم تعلمون ما بات للكرة والرياضة بصفة عامة من أثر بالغ في نشر اسم البلدان ومعرفة العالم بها من خلال مثل هذه المشاركات الرياضية العالمية.
وكما لا يخفى عليكم أن هناك دولا بل دويلات نخرها الفقر والتخلف والتأخر والجريمة حتى النخاع لكنها من دول العالم المعروفة والمشهورة والمحبوبة، وما كان ذلك ليكون إلا بسبب الرياضة ولاعبيها ومشاركاتها العالمية.
وعندما خرج النصر من هذه النسخة سمعنا وشاهدنا ردة الفعل العارمة بما يسمى (الطقطقة) من جماهير سعودية مختلفة ضد النصر، لا سيما جماهير الغريم التقليدي للنصر وهو جمهور الهلال.
وفي الحقيقة ومن منظور أخلاقي ورياضي هذا شيء مزعج كون النصر فريقا سعوديا يمثل الوطن ويجدر بنا تشجيعه والوقوف معه في أي مشاركة خارجية في أي محفل خارجي، مثله مثل أي فريق سعودي يمثل الوطن خارجياً.
غير أن الهلاليين لهم «كلمة» حيث يقولون (البادئ أظلم) فجمهور النصر وقف مع الفرق الأجنبية ضد الهلال في مشاركاته الخارجية السابقة، وشجع وصفق وهتف وطقطق ونحن نرد عليهم بالمثل، والتي آخرها سخريتهم من إقصاء الهلال من البطولة الآسيوية بسبب كورونا، إلا إنهم اعتبروه (فريقاً مطروداً).
أتمنى من جميع الجماهير الرياضية السعودية أن تنبذ التعصب الرياضي المتجاوز وأن نشجع فرقنا بأسلوب حضاري لائق، وإن كان لا بد من المزاح والفرح بالانتصار فيكون ذلك على المستوى المحلي من باب الإثارة الجميلة والتنافس الشريف مع الالتزام بتبادل الاحترام.
أما المشاركات الخارجية فلا يليق بِنَا على أي حال كسعوديين تشجيع الفرق الأجنبية ضد فريق سعودي، بل ونجاهر بذلك بلبس ملابس الخصم ونرفع علم بلده وما شابه، والمثل يقول (أنا على ولد عمي وأنا وولد عمي على الغريب).
وهنا يظهر دور العقلاء من المسؤولين في الأندية من رؤساء ومدربين ولاعبين مؤثرين في توجيه سلوك الجماهير نحو ذلك، وأن يكونوا قدوة حسنة في دعم الفرق السعودية في مشاركاتها خارجياً، وتهنئتها عند الفوز ومواساتها عند الخسارة، فذلك يسهم في نبذ التعصب ويزرع بذور الخير في نفوس الجميع لا سيما الناشئة.
قد يقول قائل: هذا طبيعي وموجود في أندية العالم كله، ونحن نقول نحن لسنا كالعالم في قيمنا وأخلاقنا وانتمائنا لوطننا الذي تهمنا سمعته ورفعته واسمه في كل مكان، فضلاً عن وجود مجموعة أصدقاء أو إخوة في كل بيت يشجعون فرقا سعودية مختلفة، فلا نخلق الصراع والتعصب بينهم بسبب الرياضة التي من المفروض أنها تجمعنا ولا تفرقنا.
أتمنى سن قانون يعاقب كل رئيس فريق أو مسؤول في أي نادٍ أو لاعب أو إعلامي من التصريح أو التلميح لإثارة جماهير فريقه وبث روح الكراهية والتعصب ضد أي فريق سعودي آخر، كذلك معاقبة أي مشجع سعودي يرفع علم أي دولة أخرى في أي مباراة ضد أي فريق سعودي سواء أكان ناديا أو منتخبا.
أخيراً.. أظن أن الخاسر الحقيقي عند وقوفنا مع الفرق الأجنبية ضد فرقنا السعودية مهما كانت الأسباب والمبررات هو (الوطن) وليس الهلال أو النصر أو الأهلي أو الاتحاد أو أي فريق سعودي آخر.
نعم إنه الوطن الذي هو الأهم وحبه يجب أن يكون فوق كل الاعتبارات وشعاره فوق كل الشعارات.
Next Page >Original Article