الجابر: أدنوك تبحث التوسع في مجال الطاقة الخضراء
وتابع: "نجاحنا المستقبلي سيعتمد على إنتاج النفط الأقل تكلفة والأقل كثافة في مستويات انبعاثات الكربون في العالم"، موضحاً أن الجمع بين انخفاض التكلفة وانبعاثات الكربون سيسهم في إعطاء أدنوك ميزة تنافسية مهمة، لا سيما أن الاستثمار في أنشطة الاستكشاف يتعرض لضغوط في مناطق أخرى من العالم.
جاء ذلك خلال مشاركة الجابر في جلسة حوارية رئيسية ضمن "منتدى إنرجي إنتليجنس" مع أليكس شيندلر، رئيس المنتدى، حيث تناول النقاش تطورات وديناميكيات أسواق النفط والتحولات العالمية في قطاع الطاقة وخطط أدنوك الاستراتيجية للمستقبل، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" الأربعاء.
وأكد على استمرار أدنوك في التركيز على الارتقاء بالأداء وزيادة الربحية والعائد الاقتصادي وخفض التكاليف وتعزيز المرونة وتوسعة نطاق الشراكات النوعية لتحقيق النمو الذكي والمستدام.
وقال خلال الجلسة: "من خلال التزام أدنوك بنهج وتوجيهات القيادة الرشيدة، وبالثقافة المؤسسية الراسخة للشركة في مجال الصحة والسلامة والبيئة، استطعنا التعامل بفعالية مع جائحة كوفيد-19".
وأضاف أن النقلة النوعية التي قامت بها أدنوك على مدى الأعوام الأربع الماضية كانت عاملاً حاسماً في مواجهة آثار الجائحة وضمان استمرارية الأعمال وتحقيق أهدافنا الاستراتيجية خلال الفترة الماضية، حيث استمررنا في تعزيز المرونة ورفع الكفاءة في مختلف جوانب العمليات مع التركيز على العوامل التي بإمكاننا التحكم بها مثل خفض التكلفة.
وتابع: "نحن مستمرون بالعمل على تطوير مواردنا من خلال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وتوسيع أعمالنا في مجال التكرير والبتروكيماويات في دولة الإمارات، وكذلك العمل على تعزيز القيمة من خلال برنامج أدنوك للشراكات النوعية الذكية.. ونعمل في الوقت ذاته على تعزيز قدراتنا في مجال التسويق وتجارة وتداول المشتقات، حيث أحرزنا تقدماً ملحوظاً في هذا المجال من خلال إتمام أول عملية لتداول المشتقات الشهر الماضي إيذاناً ببداية مرحلة جديدة لشركة أدنوك في أنشطة التداول".
وحول نجاح أدنوك في الاستمرار في استقطاب الاستثمارات في عام 2020 وإبرام صفقات بمليارات الدولارات، أوضح الحابر أن ذلك يعود إلى أن دولة الإمارات قد هيأت بيئة أعمال آمنة وموثوقة ومستقرة، ونموذجاً فريداً للشراكات والتعاون وتضافر وتكامل الجهود، لافتاً إلى أن هذه المنظومة تشكل عامل جذب لمجتمع الاستثمار العالمي الذي يعتبر دولة الإمارات وجهة استثمارية مفضلة.
وقال: "هذه الاتفاقيات والصفقات تؤكد على الجودة العالية لأصول الطاقة والبنية التحتية التي تمتلكها أبوظبي من خلال أدنوك، والإمكانات الكبيرة والعائدات المرتفعة ذات المخاطر المنخفضة التي يمكن أن تحققها هذه الأصول".
وفي إجابته عن سؤال بشأن استراتيجية أدنوك في تسييل الأصول، قال الجابر: "تركز استراتيجية أدنوك على تحقيق وزيادة القيمة ودفع النمو من خلال إبرام شراكات ذكية ومبتكرة، ونحن مستمرون في بذل الجهود لتحقيق أقصى قيمة ممكنة في كافة جوانب أعمالنا".
وأوضح الوزير الإماراتي أنه لا يمكن لأحد إعطاء توقع دقيق للشكل الذي سيبدو عليه الانتعاش الاقتصادي خلال الأشهر القليلة المقبلة، خصوصاً عند الأخذ بعين الاعتبار المتغيرات العديدة، مؤكداً أن المؤشرات المستقبلية بعيدة المدى لأسواق النفط والغاز قوية للغاية، حيث من المتوقع أن يرتفع الطلب إلى 109 ملايين برميل يومياً خلال الـ 25 عاماً القادمة لمواكبة نمو الاقتصاد العالمي.
وأشاد بدور منظمة الدولة المصدرة للبترول "أوبك" في توازن أسواق النفط منذ وصول الأسعار إلى أدنى مستوى لها في مارس الماضي، مؤكداً التزام دولة الإمارات بحصص الإنتاج ضمن اتفاقية أوبك+.
وقال: "أود أن أشيد بدور شركائنا في أوبك+ وجهودهم المشتركة التي ساهمت في موازنة العرض والطلب في هذه الفترة ..وتستمر دولة الإمارات في التزامها بالتخفيضات المتفق عليها، حيث كانت نسبة التزامنا أكثر من 100 بالمئة الشهر الماضي، وساهمت هذه الإجراءات بتعزيز الثقة في أسواق النفط".
وتناول الجابر في حديثه نهج دولة الإمارات وشركة أدنوك في التعامل مع فيروس كوفيد-19، موضحاً أن الاستجابة الفعالة ركزت بشكل أساسي على مبدأ "السلامة أولاً" وتطبيق منهجية الفحوص الاستباقية والدورية للتعامل مع الجائحة.
وقال: "بفضل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، أجرت دولة الإمارات أكثر من 10 ملايين فحص للكشف عن فيروس كوفيد-19 حتى الآن، أي أكثر من فحص لكل مواطن ومقيم في الدولة ..وساهم هذا الجهد المتميز والاستثنائي في مجال الصحة والسلامة العامة في أن تصبح الإمارات الدولة الأولى في العالم التي يتجاوز فيها عدد فحوص كوفيد-19 عدد السكان، مما يؤكد على الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة في التعامل مع الجائحة".
وتبادل الجابر خلال الجلسة الحوارية الآراء ووجهات النظر حول التحول في قطاع الطاقة، وأوضح كيف تستعد أدنوك لتحولات قطاع الطاقة في المستقبل، مؤكداً أن النفط والغاز سيبقى المجال الأساسي لنموذج أعمال أدنوك في عام 2030، إذ إنه حتى في ظل أسرع سيناريوهات التحول نحو مصادر جديدة للطاقة، سيبقى النفط والغاز مصدراً لأكثر من نصف الطاقة التي يحتاجها العالم.
وأوضح استمرار أدنوك في العمل على زيادة استطاعتها الإنتاجية من النفط الخام إلى 5 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2030، واستمرار جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز في دولة الإمارات.
وقال: "من المنطقي أن يتوجه الطلب نحو المنتجين الأقل تكلفة والأقل كثافة في مستويات انبعاثات الكربون ..ويعتبر إنتاجنا من النفط من بين الأقل كثافة في مستويات انبعاثات الكربون في العالم، كما أننا نعمل على استكشاف وتطوير احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، لاستخدامه كوقود انتقالي ذي تأثير منخفض على البيئة".
يذكر أن "منتدى إنرجي إنتليجنس"، المعروف سابقاً باسم "مؤتمر النفط والمال"، يعتبر منصة مرموقة تجمع واضعي السياسات وكبار الرؤساء التنفيذيين والخبراء من قطاع الطاقة الدولي للحوار حول الاتجاهات والفرص الرئيسية التي تواجه القطاع، وتقام نسخة هذا العام من المنتدى في الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر 2020.