الأدب الموريسكي.. قراءة في المتاح
الكتاب: الأدب الموريسكي.. قراءة في المتاح
المؤلف: عبدالله ثقفان
الناشر: المجلة العربية، الرياض، 2011
الموريسكيون هم الذين حوربوا في كل الجبهات فتفرقوا في أرض الله، وبقي نتاجهم الفكري مغموراً، بل كان معتقد أنه ضائع، ويقدم هذا الكتاب العديد من القراءات والمعلومات عن الأدب الموريسكي. وأثبتت الدراسة أن أولئك القوم قد استطاعوا إنتاج ما يمكنهم من حفظ دينهم وتاريخهم في الوقت الذي لا يستطيعون فيه أن ينتجوا معسول الكلام. وتنقسم الدراسة في هذا الكتاب إلى تمهيد يتناول التعريف بالموريسكيين ولغتهم، ويعرض وثيقة في الأدب الموريسكي، كما يبين قراءات من داخل الأدب الموريسكي شعراً ونثراً قبل وبعد الحرب. وفي النهاية يوجد قائمة بأهم المصادر والمراجع التي استعان بها الكاتب في تأليف هذا الكتاب.
يبدأ الكتاب بمقدمة تناول فيها مؤلفه الصعوبات التي اكتنفته في سبيل تأليف هذا الكتاب، على رأسها أنه يبحث في أدب غير متاح. ثم ينتقل بنا إلى مدخل يعرض فيه فترة الحكم الإسلامي في الأندلس طيلة ثمانية قرون، ويشبهها المؤلف بمسرحية مكونة من عدة فصول أسوؤها الفصل الأخير: (الفصول بين الأول والأخير لم تعرف الفرح كله، كما لم تعرف الحزن كله).
ثم ينتقل إلى تمهيد يعرِّف القارئ بالموريسكيين ولغتهم، وتعدد وجهات نظر الباحثين الأجانب في تحديد من تنطبق عليه هذه التسمية، فمنهم من يرى الموريسكيين أولئك الذين اعتنقوا الديانة المسيحية طواعية أو كرهاً، وكذلك الذين فضلوا روح المقاومة بعد سقوط غرناطة عام 1492. ومنهم من يحصرهم في الذين نُصِّروا وبقوا في شبه جزيرة (إيبريا) وصهروا في بوتقة المجتمع الإسباني فيما بعد.
أما لفظ (موريسكي) فيخبرنا المؤلف أنها تعني ذا البشرة السمراء أو داكن البشرة، وأن هذا المفهوم قد تمدد ليتحول في العصور الوسطى إلى معنى (الإنسان غير المسيحي). وقد تعني اللفظة تصغيراً تحقيرياً لكلمة (Moro) أي (العرب الأصاغر) أو (المسلمون الصغار) تقليلاً من قدرهم. وهي (ردة فعل على تلك التسمية القديمة التي أطلقت من طرف العرب المسلمين على الذميين أو المسالمين الذين ظلوا على دينهم فكانوا يعرفون بالمستعربين).
وقد ظهرت قصائد رثاء الإسلام في الأندلس والبكاء على ما حل بالمسلمين على شاكلة قصيدة أحمد بن محمد الصنهاجي الشهير بـ(الدقون) التي منها:
وكيف لا؟ وبقاع الدين خالية
من أرض أندلس من أجل أهوال
عمت فغمت قلوب المسلمين
فيا للمسلمين من اعداء وأنكال
ويحمِّل أحد المغنين أغانيه بالزفرات والآهات للتعبير عن الألم فيقول:
ابكي يا عيني وزيدي في البكاء
ابكي إلى عندك علاش تبكي
ما عيب فالرجل إلى شكا
إلى شفتوا الدموع على خدي تسيل
لله لا تزولوا من يدي المنديل
عبدالله بن علي ثقفان؛ أستاذ جامعي، وباحث متخصص في الأدب الأندلسي، شغل عدة مناصب علمية، كما ناقش وحكّم العديد من الرسائل والبحوث العلمية. من مؤلفاته: المجالس الأدبية في الأندلس 1993م، الشكوى من العلة في أدب الأندلسيين، 1995، الانتماء في الأدب الأندلسي- نموذج فريد، 1995، الأدب الأندلسي بين حقيقته ومحاولة اغتياله، 1995م، بحوث ودراسات أندلسية، 1998، القصيدة الأندلسية (المقومات الفنية)، 2003م، ديوان أدب السلوك- لعبدالمنعم الجلياني- دراسة وتحقيقاً، 1997، الأدب التأريخي في الأندلس (جزءان)، 1998، أبو عمر بن حربون (من شعراء الأدب التاريخي في الأندلس)، 2007، عبد المنعم الجلياني (حياته وشعره) 2006.